السلطات الأمنية في بريطانيا

يُخطط تنظيم "داعش" لشن لموجة جديدة من الهجمات الارهابية ضد أهداف غربية، في محاولة لتعزيز الروح المعنوية لمقاتليه بعد الهزائم التى لحقت به في سورية والعراق. ولفت مسؤول استخباراتي كردي الى أنّ "زعيم الجماعة الارهابية ابو بكر البغدادي على قيد الحياة ويُخطط لحركته الشريرة الجديدة". وحذر من أن جيلاً جديدًا من الجماعات الإرهابية يمكن أن ينبثق من الرماد.

ويُعتقد أن البغدادي يجمع أفكارًا عن "هجمات متطورة" على دول مثل بريطانيا، حيث حذر رئيس الاتحاد الأوروبي من أنّ "داعش" يقوم بجمع الأموال من الشرق الأوسط وضخ النقد في العمليات الأوروبية. وقال رئيس المخابرات الكردية لاهور طالباني لصحيفة "التلغراف" البريطانية إنّ المعركة التي كانت معنوية لمسلحي "داعش" في أدنى مستوياتها، ستعطي دفعة قوية للشر. واضاف: "سنرى المزيد من الهجمات على الغرب والتي تهدف الى تعزيز معنويات المقاتلين الذين عانوا من خسائر فادحة. إنّهم يحاولون القيام بهجمات من شأنها أن تكون كدعاية. إنّ الهجمات الأكثر تعقيدًا تخطط لها القيادة الموجودة حول مخيم البغدادي". ويعتقد طالباني أن زعيم "داعش" يختبئ في الصحراء في مكان ما بالقرب من الحدود بين سورية والعراق.

وفي ذروة قوة التنظيم كان هناك 500 جهادي بريطاني يقاتلون مع داعش. وقد قتلت الأغلبية، ولكن هناك مخاوف من أن بعض الإرهابيين الذين لا يزالون على قيد الحياة يمكن أن يُختاروا تنفيذ الهجمات في بلادهم من قبل البغدادي. ولا تزال فرنسا في حالة تأهب قصوى للإرهاب بعد سلسلة من الحوادث ذات الصلة بالتنظيم منذ الفظائع التي وقعت في باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 كما هو الحال في بريطانيا بعد هجمات وستمنستر ومانشستر ولندن بريدج.

ويأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه رئيس الأمن في الاتحاد الأوروبي فابريس بالونش من "خطر حقيقي" يتمثل في زيادة التمويل للهجمات في أوروبا مع خسارة داعش في العراق وسورية. وفقد تنظيم "داعش" ما يقدر ب 90 في المئة من أراضيه في العراق و 85 في المئة في سورية نتيجة للحملات العسكرية، وبعضها مدعوم من القوات الغربية.

وفي وقت واحد، كانت المجموعة تحتفظ بحوالي نصف سوريا، ومعظمها صحراوية غير مأهولة، لكنها تسيطر اليوم على 15٪ فقط، وفقا لما ذكره السيد بالونش المتخصص في الشؤون السورية. وقال الدبلوماسي البريطاني جوليان كينغ للجنة الحريات المدنية في البرلمان الأوروبي: "في الوقت الذي حققنا نجاحًا ضد مقاتلي "داعش" على الأرض في العراق وسورية، فإنهم ينقلون الأموال من العراق وسورية. وهناك خطر حقيقي من تدفق جديد لتمويل الإرهاب". وأضاف: "نحن بحاجة إلى أن ندرك ذلك، ونحن بحاجة إلى العمل معًا لنرى ما يمكننا القيام به حيال ذلك".

وفي الشهر الماضي، كشف تقرير للأمم المتحدة أن تنظيم "داعش" ما زال يرسل التحويلات المالية إلى الخارج - وغالبًا ما تكون مبالغ صغيرة، مما يجعل من الصعب الكشف عنها - كجزء من محاولة لتكثيف جهودها الدولية. وذكر التقرير ان مصادر التمويل مازالت قائمة على أرباح البترول وفرض ضرائب على السكان المحليين في المناطق الخاضعة لسيطرته. ومع ذلك، قال ان الوضع المالي لداعش يستمر في التدهور، "ويرجع ذلك أساسا إلى الضغط العسكري على التنظيم.