السفير الإيراني مهدي هنر دوست ورئيس الأركان محمد باقري

استدعت الخارجية الباكستانية الثلاثاء، السفير الإيراني مهدي هنر دوست، احتجاجا على تهديد رئيس الأركان محمد باقري بضرب قواعد تابعة لجماعة "جيش العدل" في أراضي باكستان. وأدانت إسلام آباد بشدة تهديدات وردت على لسان باقري أول من أمس، وأبلغت السفير الإيراني تحفظات جدية على تهديد باقري واتهام باكستان برعاية جماعات مسلحة شرق البلاد. وعدَّت وزارة الخارجية الباكستانية التصريحات بأنها مضرة بالعلاقات الثنائية بين الجانبين وطالبت طهران بوقف إطلاق تصريحات غير لائقة لها تبعات سلبية على العلاقات بين البلدين.

في المقابل، جددت القيادات العسكرية الإيرانية تمسكها باللجوء إلى الضربة العسكرية في الأراضي الباكستانية، وفي أحدث تصريح قال نائب قائد الجيش أحمد رضا بوردستان إن إيران تحتفظ بحقها الطبيعي والقانوني في تدمير أوكار الإرهابيين في أي عمق من أراضي الجيران. وقال بوردستان في تصريح لوسائل الإعلام الإيرانية إن "قوات حرس الحدود تعرضت لهجوم مباغت في حدود ميرجاوة في حين كانت واثقة من ضبط الحدود وفق البرتوكولات الحدودية". وقلل بوردستان من أهمية الضربة التي خسرت إيران خلالها 10 من عناصر حرس الحدود قائلا: "لا توجد لها قيمة عملية ولا تعد نجاحا إنما هي تظهر ضعف باكستان".

ومنذ الهجوم المباغت قبل أسبوعين وجهت طهران أصابع الاتهام إلى إسلام آباد واستدعت السفير الباكستاني قبل أن يتوجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في زيارة مفاجئة إلى العاصمة الباكستانية على رأس وفد سياسي وأمني. وعقب الزيارة ذكرت وسائل إعلام أن الجانبين اتفقا على تعزيز القوات الباكستانية وتشكيل لجنة مشتركة تراقب الحدود. وهدد القائد الإيراني بمواجهة حاسمة في عمق الأراضي الباكستانية إذا لم تتخذ إسلام آباد خطوات جدية، مضيفا أن "إيران لا تجامل حول أمنها مع أي طرف آخر"، حسب ما أوردت وكالة "مهر" الايرانية.

وكان رئيس الأركان محمد باقري حذر الاثنين من أن طهران ستضرب قواعد داخل باكستان إذا لم تتصد إسلام آباد للمسلحين الذين ينفذون هجمات عبر الحدود.وكانت جماعة "جيش العدل" البلوشية التي تشن هجمات مسلحة على القوات العسكرية الإيرانية خلال السنوات الماضية، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت طهران إن الهجوم نفذ بأسلحة طويلة المدى أطلقت نيرانها من داخل باكستان، لكن الجماعة بثت تسجيلا مصورا يظهر تبادل إطلاق النار بأسلحة رشاشة.وتبرر جماعات مسلحة في بلوشستان اللجوء على الأسلحة كوسيلة لمواجهة سياسة طهران، باتهام سكان بلوشستان لطهران بممارسات تنتهك الحقوق القومية والدينية.في سياق آخر، نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إيرنا" عن مصدر مطلع في الخارجية من دون ذكر اسمه ترحيب طهران بمشروع بناء جدار فاصل على الحدود مع تركيا، مشددا على أن طهران على اطلاع على تفاصيل مشروع إقامة جدار أمني بين البلدين.وشدد المسؤول في الخارجية الإيرانية على ضرورة إطلاع طهران بالخطوات التي تتخذها أنقرة في الحدود المشتركة بين الجانبين.

وقال المسؤول الإيراني إن تركيا أبلغت إيران أنها تشيد الجدار لغايات أمنية، مضيفا: نحن لا نعارض أن تقوم تركيا في سياق إجراءاتها الأمنية بخطوات جديدة وفق التفاهمات بين الجانبين حول الحدود المشتركة. وبحسب المسؤول الإيراني، فإن المشروع من شأنه أن يحد من تهريب السلع. نحن نشجع ذلك لتنفيذه بأسرع وقت، وإلا تدخل السلع المهربة إلى إيران، كاشفا عن دخول نحو ملياري دولار من الجانب الحدودي مع تركيا.

وجاء تعليق المصدر الإيراني بعدما ذكرت صحيفتا "حريت" و"مليت" نقلا عن مصادر مطلعة، نوايا تركية بإقامة جدار على طول 70 كيلومترا بهدف الحد من حركة ما بين 800 و1000 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني (ب.ك.ك) قرب مدينة ماكو شمال غربي إيران.وشهدت تلك المناطق معارك دامية الصيف الماضي بين قوات الحرس الثوري وجماعات كردية مسلحة مناوئة لطهران.

ويأتي ترحيب إيران في وقت هاجم فيه الرئيس حسن روحاني مواقف دونالد ترامب من إقامة جدار فاصل مع المكسيك، وكان روحاني وصف ترمب بالمبتدئ بالسياسة، قائلا إن زمن بناء الجدران بين الدول قد انقضى، لقد نسوا أن جدار برلين سقط قبل بضع سنوات. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب موقفه من بناء جدار مع المكسيك.