مؤتمر برلين بشأن ليبيا

أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية إن الإمارات "تدعم مؤتمر برلين بشأن ليبيا وتسعى للتوصل إلى حل سياسي"، وكتب قرقاش على حسابه الرسمي على "تويتر": "المتابع لمؤتمر برلين حول ليبيا يدرك أن حضور مصر والجزائر والإمارات والجامعة العربية ضمان ضروري أن البعد العربي حاضر وبقوة في مساعي البحث عن السلام والاستقرار في هذا البلد العربي الشقيق".وأضاف الوزير الإماراتي: "تهميش الدور العربي، كما هو الحال في سوريا، درس قاس لن يتكرر"، وتابع قرقاش: "ندعم مؤتمر برلين ومخرجاته ونسعى مع المجتمع الدولي والدول العربية الشقيقة إلى حلّ سياسي نحو السلام والاستقرار".

وأضاف: "أزمات العالم العربية العديدة والممتدة لن تطفئها التدخلات الإقليمية والدور العربي ضروري ضمن جهود المجتمع الدولي و الأمم المتحدة".فيما كشفت الرئاسة المصرية، تفاصيل ورقة ستقدمها القاهرة، اليوم الأحد، أمام مؤتمر برلين حول ليبيا لحل الأزمة، وأكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، في تصريحات من العاصمة الألمانية برلين بثتها وسائل إعلام مصرية مساء أمس السبت، إن "القاهرة ستتقدم بورقة تتضمن كافة العناصر التي تم التوافق عليها لحل الأزمة، ومنها آلية واضحة الملامح تشمل تسريح الميليشيات وجمع أسلحتها، وإعادة بناء وتأهيل المسار السياسي والاقتصادي".

وقال إنه "كانت هناك اتصالات ولقاءات مكثفة خلال الأسبوعين الماضيين بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من زعماء وقادة دول العالم، ودارت كلها حول سبل معالجة الأزمة الليبية، وتم خلالها الاتفاق على وقف إطلاق النار، وضرورة أن يتبع ذلك مسار سياسي شامل يضم كافة الأطراف ويتعامل مع الجوانب الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية".وأوضح راضي، أن "موقف مصر ثابت ولم يتغير، فهي لا تتعامل مع ميليشيات أو تنظيمات مسلحة، ولكن تتعامل مع الجيوش الوطنية النظامية الشرعية، وهذا أمر يجب أن يكون واضحا في مؤتمر برلين".

وذكر أن "وقف إطلاق النار يتطلب وجود بعض النقاط المهمة، منها اقتسام الثروات بشكل عادل، وأن تكون هناك آلية منضبطة يتم من خلالها توزيعها بشكل عادل، مع وقف تدفق المقاتلين الأجانب الذين يتم إرسالهم من الخارج".وأكد المتحدث الرسمي أن مصر من أكثر الدول التي يمكن أن تتضرر من الوضع في ليبيا التي تعد أمنا قوميا لها، مضيفا أن "مصر تقوم بتأمين حدودها مع ليبيا والتي تبلغ 1200 كيلو من جانب واحد، وتتم مراقبتها بالقوات الجوية وهو أمر مكلف ماليا، وما تم تدميره من سيارات دفع رباعي عبر الحدود الليبية يقدر بالآلاف، وأدى لتجنب مصر دخول المقاتلين والإرهابيين إليها".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد وصل إلى ألمانيا، أمس السبت، للمشاركة في فعاليات مؤتمر برلين حول ليبيا المقرر عقده اليوم، تلبية لدعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وبمشاركة عدد من رؤساء الدول الإقليمية، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بإلاضافة لممثلي المنظمات الإقليمية والدولية.وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، مساء الأحد، تعيين أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة لمراقبة الهدنة في ليبيا، على خلفية مناقشات مؤتمر برلين. وقال كونتي، في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "أخيرًا، تم تعيين أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة، فلنحافظ على هذا الزخم".

وفي تغريدة أخرى، قال رئيس الوزراء الإيطالي، إن بلاده تؤمن بقوة الدبلوماسية والسياسة، وترى أن الحل العسكري غير مقبول، مضيفًا: "يجب علينا جميعًا أن نتشارك في هذا الهدف".وأشار إلى ضرورة العمل على الوصول إلى وقف فعال لإطلاق النار وتعزيز العملية السياسية، لإعادة تفعيل وظائف المجلس الرئاسي والحكومة الليبية، في ضوء الإصلاحات السياسية والمؤسسية والاقتصادية والأمنية.وقال كونتي الجمعة الماضية، بعد لقائه بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن هناك احتمال لنشر قوات أوروبية في ليبيا من أجل دعم عملية السلام هناك، في إطار التحضر لمؤتمر برلين الذي انعقد اليوم.

وتكرر هذا التصريح على لسان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، في لقاء مع صحيفة شبيغل الألمانية، والذي أكد فيه أن الاتحاد الأوروبي مستعد للعب هذا الدور، من أجل مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار ومساعدة الجيش أيضا.وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا شددت على ضرورة حضور قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، إلى مؤتمر برلين.
 وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقب مؤتمر برلين"شاركت روسيا في الاستعدادات منذ البداية، وشاركنا في جميع الجولات التحضيرية الخمس. كان إصرارنا على خروج المنظمين من فكرتهم الأصلية للتجمع بدون أحزاب ليبية. تم دعوة الزعماء الليبيين لحضور المؤتمر، أعني رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر".

وأكد لافروف أنه سيتم إرسال وثيقة برلين النهائية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وسوف تحرص روسيا على أن يؤخذ رأي الليبيين في الاعتبار عند النظر فيه "لقد تم تسليط الضوء على دور مجلس الأمن الذي سيتم إرسال هذه الوثيقة إليه (النسخة النهائية) من أجل أن يدرسها مجلس الأمن ويدرسها ويعبر عن موقفه منها. أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موقفنا وأكد أنه عند النظر في هذه التوصيات، التي تمت الموافقة عليها في برلين سنأخذ بالطبع في الاعتبار رأي الليبيين".

وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إنه تم إحراز تقدم في برلين نحو التوصل إلأى وقف شامل لإطلاق النار في ليبيا.وتابع بومبيو أنه يأمل في إعادة فتح منشآت النفط الليبية المغلقة نتيجة لقمة برلين، وهي المنشآت التى أغلقها الجيش الوطني الليبي، حسب وكالة "رويترز".وتعاني ليبيا التي لديها أكبر احتياطات نفط في القارة الأفريقية، من العنف وصراعات السلطة منذ سقوط معمر القذافي، في 2011 ، في أعقاب انتفاضة شعبية وتدخل عسكري قادته فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.وتشن قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والتي تقع معظم الحقول النفطية تحت سيطرة قواته، في أبريل/ نيسان 2019 هجوما باتجاه طرابلس للسيطرة عليها.

وتقول الأمم المتحدة إنّ أكثر من 280 شخصا قتلوا إضافة إلى أكثر من ألفي مقاتل، فضلا عن نزوح 146 ألفا، ولا يزال اتفاق وقف إطلاق النار وفق المبادرة التركية - الروسية الذي بدأ الأسبوع الماضي، ساريا رغم تبادل الطرفان اتهامات بخرقه.واستضافت العاصمة الألمانية، اليوم، فعاليات مؤتمر برلين حول ليبيا، بمشاركة دولية رفيعة المستوى، وواسعة النطاق، وذلك بعد المحادثات الليبية - الليبية التي جرت مؤخراً، في موسكو، بحضور ممثلين عن روسيا الاتحادية وتركيا.

شارك في اجتماع برلين قادة وممثلين عن كل من روسيا الاتحادية، والولايات المتحدة الأمريكية، ومصر، وفرنسا، وبريطانيا، والصين، وألمانيا، وتركيا، وإيطاليا، والإمارات والجزائر والكونغو، إلى جانب الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية.ويأتي مؤتمر برلين بعد أيام من اجتماع عقد في موسكو تناول الموضوع الليبي بمشاركة ممثلين عن روسيا وتركيا، بالإضافة إلى حفتر والسراج.

قـــد يهــــــــــــمك ايــــــــضــــــا:-

توقعات متواضعة تحاوط مؤتمر برلين بشأن ليبيا وأردوغان يهدّد أوروبا

الرئيس التركي يُوجّه تحذيرًا إلى أوروبا وتونس تعتذر عن المشاركة في "قمة برلين"