تظاهرات عمالية كبيرة تعمُّ شوارع فرنسا

نشر موقع "نيويورك تايمز" تقريرًا حول التظاهرات التي أندلعت أمس الثلاثاء في فرنسا والتي ضمت عشرات الالاف من الاشخاص جابوا شوارع باريس ومدن فرنسية اخرى في محاولة من جانب النقابات اليسارية لوقف الاصلاحات الاقتصادية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وكانت الاحتجاجات والإضرابات البسيطة على وسائل النقل العام والخدمة المدنية سلمية باستثناء حادثين على الضفة اليسرى من باريس حيث اشتبك أكثر من 100 شاب ملثمين مع شرطة مكافحة الشغب، الذين ردوا عليهم بالغاز المسيل للدموع.

وألقي القبض على رجلين في كراج للحافلات كانوا قد ألحقوا أضرارًا في لوحات الإعلانات خلال الشجار الذي اندلع في ساحة "ديتالي". ونشب الشجار بين حوالى 100 من المسلحين "الفوضويين والفاشيين" ضمن المسيرة في مدينة "ليون". والقى الزعيم النقابي الذي نظم الاحتجاج، اللوم على الفوضويين وحملهم مسؤولية العنف خلال ما وصفه بظاهرة منتصرة للقوة ضد إزالة ماكرون بعض الضمانات التي تحمي العمال الفرنسيين. وقال فيليب مارتينيز، زعيم الحزب الشيوعي: "إنه اليوم الأول، ويبدو أنه شهد نجاحًا باهرا. وادعى أن 100 ألف شخص قد خرجوا عبر فرنسا وأن 60 ألف شخص شاركوا في احتجاج باريس.

وأوضح مراقبو الشرطة أن نسبة الإقبال بلغت 30 في المائة.  ويبدو ان الاحتجاج الاكبر خارج باريس كان في "مرسيليا"، القاعدة الجديدة لجان لوك ميلينتشون زعيم "حزب اليسار" الذي فاز بمقعد برلماني في حزيران / يونيو الماضي. وتوقع السيد ميلينشون، الذي جاء في المركز الرابع في الانتخابات الرئاسية، أن الغضب الشعبي سيجبر الرئيس ماكرون على التخلي عن الإصلاحات التي تصب في صالح أصحاب الأعمال التجارية. وقال ميلينشون: " هذا البلد لا تريد الليبرالية، وأن فرنسا ليست بريطانيا ".

وقد تم الغاء بعض خدمات السكك الحديدية الرئيسية وتعرضت شبكة النقل في باريس الى تأخيرات ولكن الاضطراب الرئيسي أمس سببه مشغلو المعارض الذين قاموا بحصارهم الخاص في العاصمة باريس والمدن الاخرى بالشاحنات فى ساعة الذروة الصباحية. وكانوا يحتجون على قاعدة جديدة تلزم المجالس بفتح أرض المعارض للمنافسة بدلا من منح حقوق للشركات العائلية التي تسيطر تقليديا على هذه الصناعة.

وقضى ماكرون يوم الثلاثاء على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، حيث كان يتفحص الأضرار الناجمة عن إعصار "إرما" في "سانت مارتن". وقد تعهد الرئيس البالغ من العمر 39 عاما مرارا بأنه لن يتراجع عن إصلاحاته مهما كانت مقاومة المتظاهرين والمضربين. ويبدو انه عارض خصومه الاسبوع الماضى عندما وصفهم ب "المتسللين والسخراء والمتطرفين".

وقد صدر إصلاح قانون العمل، الذي يمكن الشركات من فصل العمال بتكلفة أقل ومنح الشركات الصغيرة الحق في التفاوض بشأن ظروف العمل مع الموظفين، بموجب مرسوم تنفيذي بعد أن وافق البرلمان على طريقة المسار السريع. في انتصار للرئيس ماكرون، تم تخفيف قوة الاحتجاج بغياب اثنين من أكبر ثلاث نقابات. وكلاهما يعارضان إصلاحات قانون  العمل ولكنهما لا تتفقان مع الدعوة إلى المواجهة الشاملة، في حين أنهما ما زالتا تتفاوضان مع حكومة ماكرون المركزية. وقد انضم أعضاء الرتب والأعضاء في النقابات إلى المسيرات. جدير بالذكر أنه سيأتي الاختبار التالي للمعارضة العامة للرئيس ماكرون يوم 21 سبتمبر/أيلول، مع يوم من الاحتجاج والعمل الصناعي الذي دعا إليه السيد ميلينشون.