عدن - عبد الغني يحيي
أعلنت المقاومة اليمنية مساء الثلاثاء، عن مقتل قيادي "حوثي" ومسلحين آخرين في معارك تعز، جنوب غربي البلاد. وقال المركز الإعلامي للمقاومة، في بيان إن مقاتلي المقاومة وقوات الجيش الحكومي هاجموا، على نطاق محدود مواقع الحوثيين في الجبهة الغربية، ما أدى إلى مقتل القيادي الحوثي "أبو ماجد"، وآخرين من مرافقيه، من دون تحديد عددهم.
والقيادي الحوثي "أبو ماجد"، يُعد من أبرز القادة الميدانيين في الميليشيات الانقلابية، وهو ينحدر من منطقة مران، في محافظة صعدة، معقل الحوثيين ونقطة انطلاقهم منذ حروبهم الأولى ضد الحكومة اليمنية في العام 2004.
واندلعت المعارك بين الطرفين، خلال ساعات النهار، في جبهة الشقب جنوبي مدينة تعز، حيث صدت القوات الحكومية والمقاومة، هجوماً للحوثيين على منطقة "دار مزعل". وقال سكان محليون إن القصف "الحوثي" طال شارع المغتربين وسط المدينة، وحي بير باشا في الغرب، بينما سقطت قذيفة بجانب جامع النور بالسلخانة. وقد أدى القصف إلى مقتل مدني وإصابة طفلين آخرين بجروح، ناجمة عن شظايا.
وشنَّت مقاتلات التحالف العربي، غارات على مواقع الحوثيين في مدينة المخا الساحلية على البحر الأحمر، واستهدفت غارتان منطقة الفجرة، وغارة على منطقة الزهاري، من دون معرفة حجم الخسائر.
وأعلن المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، في تدوينة عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، مساء الثلاثاء، أن "منظومة الدفاع الجوية اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح على محافظة مأرب"، من دون مزيد من التفاصيل.
ولم يعلن المركز أي تفاصيل حول هدف الصاروخ، غير أن الحوثيين أعلنوا في أوقات سابقة استهدافهم بصواريخ باليستية لمعسكرات الجيش الموالي للرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي"، ومعسكر قوات التحالف العربي في المحافظة، دون أن تصيب تلك الصواريخ أهدافها.
وأفاد مصدر أمني بمقتل محمد ناصر الكعيت، مسؤول عمليات الصواريخ في ميليشيات الحوثي في مران. وأضاف أن دفاعات التحالف العربي اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثي باتجاه مأرب.
فيما تقوم ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بشنّ قصف عنيف وعشوائي بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة علي الأحياء السكنية وسط تعز. وسقطت عدة قذائف من قبل الميليشيات الانقلابية علي حي المغتربين وحي المسبح وسط المدينة.
وتمكنت المقاومة الجنوبية والجيش الوطني أمس الثلاثاء من بسط سيطرتها بشكل كامل على منطقة البقع في صعدة، وذلك عقب معركة شرسة شارك فيها طيران التحالف العربي . وأسفرت عن دحر مليشيات المخلوع صالح والحوثيين من آخر معاقلهم في البقع.
وأعلنت المقاومة الجنوبية في صعدة أمس سيطرتها على "تبة السنترال" المعقل الأخير للحوثيين في البقع .وقال باعزب الكازمي القيادي في المقاومة الجنوبية: "سيطرنا بفضل من الله على آخر معقل للحوثة في منطقة البقع وهو تبة السنترال". وأكد القيادي الكازمي أن المقاومة الجنوبية باتت تسيطر على كافة منطقة البقع وغنمت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.
وأفاد مقاتلون في المقاومة الجنوبية بصعدة في منشورات لهم بوسائل الاتصال أنهم خاضوا معركة عنيفة استمرت لساعات واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأن إنفاق كان الحوثيين يستخدمونها في الجبال تم كشفها والسيطرة عليها. وقالوا أن المعارك أفضت عن استشهاد 8 شهداء من المقاومة الجنوبية غالبيتهم من محافظة لحج، فيما تكبد الحوثيين أكثر من عشرين قتيلا.
وفي الرياض نفى اللواء احمد عسيري، المتحدث باسم التحالف العربي ، فرض حصار على اليمن، معتبرا ان ما يجري هو مراقبة الحدود للحؤول دون تهريب السلاح. وقال عسيري في تصريحات لوكالة فرانس برس الثلاثاء لا، لا يوجد حصار، مضيفا ثمة مراقبة بحسب القانون الدولي، القانون البحري، القانون الجوي. المراقبة تختلف عن الحصار الذي يعني ان ايا كان ليس بامكانه الدخول او الخروج.
واوضح ان المنع هو حرية حركة مع مراقبة، ما يعني انه اذا انطلقت سفينة من جيبوتي باتجاه ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة المتمردين في غرب اليمن، قواتنا تصعد على متنها للتأكد من ان ما تنقله شرعي ولا يتعارض مع قرار مجلس الامن 2216” الصادر العام الماضي، والذي “يمنع تهريب اي اداة حرب الى اليمن”، بحسب عسيري.
وانتقد اللواء اعطاء انطباع خاطئ بان اليمن مغلق منذ 26 آذار/مارس 2015″، تاريخ بدء التحالف عملياته دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذين سيطروا على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014.
وأضاف ثمة سفن ترسو في كل مرافئ اليمن، بما فيها تلك التي يسيطر عليها الحوثيون، مثل الحديدة، وتحمل الغذاء والمساعدات الطبية والاشخاص والبضائع. الا انه اشار الى ان الطائرات التابعة للمنظمات الانسانية والامم المتحدة” هي الوحيدة التي يحق لها الاقلاع من مطار صنعاء والهبوط فيه”، مضيفا “هذه هي الطائرات الوحيدة التي لا تخضع للتفتيش.
وردا على سؤال عن منع الطائرات المدنية من استخدام المطار الدولي، اكد عسيري ان ذلك هدفه ضمان سلامة طائرات الخطوط الجوية اليمنية، وضمان عدم قيام الطائرات بتهريب ادوات الحرب.
وفي صنعاء قال المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الثلاثاء، إنه سلم وفد الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، خطة أممية لحل النزاع اليمني المتصاعد منذ أكثر من عام ونصف، وفي انتظار ردهم عليها خلال الساعات المقبلة. وذكر ولد الشيخ في مؤتمر صحفي عقده في مطار صنعاء الدولي في ختام زيارة استمرت لمدة يومين، أن مسوّدة الخطة الأممية تتضمن حلا شاملا لكافة الجوانب الأمنية والسياسية. وأضاف أنه تم تسليم نسخة منها للوفد الحكومي المقيم بصورة مؤقتة في العاصمة السعودية الرياض عبر الفريق الأممي الموجود هناك. وكشف ولد الشيخ أنه "تم الاتفاق مع الوفد على العديد من القضايا الأمنية، ومنها تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق لوقف إطلاق النار في مدينة "ظهران الجنوب" السعودية.
وقالت مصادر مقربة من الوفد، أن الخطة الأممية، تحتوي على حل شامل لكافة الجوانب الأمنية الخاصة بالانسحاب من المدن في المقام الأول ومن ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية والانتقال بعدها لتسليم السلاح الثقيل. وأضافت أن الخطة تطرقت إلى جوانب أخرى مثل الاستفتاء على الدستور واجراء انتخابات رئاسية. وذكرت المصادر، أن الوفد المشترك للحوثيين وصالح، لم يعلن على الفور موقفه من الخطة، وطلب مهلة لنقاشها مع قياداتهم وإبلاغ المبعوث الأممي حولها خلال الساعات القادمة.