لندن ـ كاتيا حداد
تناقش رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع وزراء حكومتها، مسألة حرجة في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد أن أبلغها رئيس الوزراء الإيرلندي، ليو فارادكار، بأنه لا يستطيع السماح للمملكة المتحدة بإملاء شروط اتفاق شبكة الأمان (باكستوب)، وسط قلق شديد حول ما إذا كان من الممكن الاتفاق على صفقة.
وتحتاج ماي اليوم الثلاثاء، إلى تأمين دعم وزرائها بشأن هذه القضية، وهي النقطة الوحيدة الباقية في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي يتعين إبرامها بحلول نهاية الشهر الجاري. وبحسب بيان أصدره مكتبه، أعلن فارادكار أنه "سيدرس الفكرة، لكنه رفض أي اقتراح يقضي بانسحاب بريطانيا بشكل منفرد لاحقا من الاتفاق"، مضيفا أن "ماي طرحت خلال الاتصال إمكانية وجود آلية مراجعة لشبكة الأمان". وأشار البيان الى أن فارادكار "عبّر عن انفتاحه لدراسة أي مقترحات مطروحة، بشرط أن يكون واضحا ألا تتضمن أي نتيجة لهكذا مراجعة قراراً أحاديا لإنهاء شبكة الأمان".
وتبيَّن أن وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، دومنيك راب، أثار قلق الأيرلنديين، في الأسبوع الماضي، بعد أن لفت في اجتماع مع وزير الخارجية، سيمون كوفيني، إلى أن أي دعم (باكستوب) سيستمر فقط 3 أشهر. وأكد فارادكار للصحافيين في دبلن أن هذا أمر لا تستطيع حكومته "تأييده"، قائلا: "لا يمكن أن يكون هناك دعم لمدة ثلاثة أشهر بحد أقصى أو تاريخ انتهاء بهذه الطبيعة. الأمر لا يستحق الورق المكتوب عليه".
وقللت لندن وبروكسل في وقت سابق، من مزاعم حدوث انفراج وشيك في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بعد تقرير بريطاني أشار إلى التوصل الى اتفاق. وقال المتحدث باسم ماي في لندن: "أود أن أقول إننا مازلنا نحرز تقدما جيدا في المفاوضات لكن لا يزال هناك عمل يجب القيام به"، في حين قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارغيتيس شيناس للصحافيين إننا "لم نصل إلى اتفاق بعد".
ويُعتبر "باكستوب" ضروريا لضمان عدم العودة إلى الحدود الصعبة في أيرلندا، إذا كانت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي غير قادرين على تأمين صفقة تجارة حرة طويلة الأجل بعد نهاية الفترة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2020، وهي تنطوي على بعض أو جميع مناطق المملكة المتحدة المتبقية في الاتحاد الجمركي حتى يتم التوصل إلى اتفاق، مما يعرِّض بقاءها لفترة على المدى الطويل.
ومع ذلك، يشعر العديد من أعضاء الحكومة البريطانية بالقلق من أن الاتحاد الأوروبي قد يستخدم ترتيبات باكستوب للضغط على المملكة المتحدة، بعد أبريل/ نيسان، عندما تبدأ مفاوضات التجارة الحرة. وليس من الواضح بعد، إلى أي مدى سيعبرون عن مخاوفهم لماي في اجتماع مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء. وفي هذا السياق، قال مصدر في مجلس الوزراء :"أعتقد أن نصف مجلس الوزراء تحدث عن أهمية أن تكون المملكة المتحدة قادرة على إنهاء باكستوب، لكني لا أعرف عدد من سيثيرون ذلك على وجه التحديد في الاجتماع."
ولكن يبدو أن هناك تراجعا في جانب الاتحاد الأوروبي نحو اتحاد جمركي في جميع أنحاء المملكة المتحدة، والذي سيحل محل فكرة الترتيب الخاص بأيرلندا الشمالية، والذي تم رفضه مرارا من قبل ماي وحكومة المملكة المتحدة.