عدن ـ عبدالغني يحيى
أفادت مصادر يمنية، بأن قيادات في ميليشيات الحوثي، في مدينة الحديدة، بدأت جمع توقيعات ضد رئيس لجنة إعادة الانتشار، الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، متهمة إياه بالانحياز، بعد رفضه تسليم ميناء المدينة الى متمردين متخفين في ملابس مدنية.
أقرأ أيضا :الأمم المتحدة تكشف أن "الحوثيين" عرقلوا عملية فتح ممر إنساني في مدينة الحديدة
أكدت مصادر يمنية، أن محافظ الحديدة المعين من قبل الميليشيات، عقد اجتماعاً مع مندوبي المديريات في المجلس المحلي، وأجبرهم تحت تهديد السلاح، على توقيع وثيقة، تدين الجنرال باتريك كاميرت.
وسعياً إلى امتصاص الصدمة التي أحدثها تقرير برنامج التغذية العالمي عن سرقة المساعدات الغذائية والطبية والنفطية، سارع الحوثيون إلى شن هجمات ضد الأمم المتحدة ومسؤوليها بعد تلقي الجماعة الانقلابية عدة ضربات إعلامية متوالية، بدأت بموافقتهم على الانسحاب من الحديدة خلال مشاورات السويد، واستمرت ببيان أممي صارم حول مسرحية الانسحاب (إعادة الانتشار) من الحديدة، واتصلت بفضيحة التقرير الشهير الذي نشره برنامج الأغذية العالمي.
ورغم انتقاد عدد واسع من المحللين والناشطين اليمنيين والمهتمين بالشأن اليمني، للمسؤول الأممي تجاه الجماعة، فإن ذلك لم يشفع للمنظمات أن تخرج من سوط التكذيب والإدانة وصولاً إلى التبعية السياسية لبريطانيا وأميركا، وفقاً للقيادي الحوثي محمد علي الحوثي الذي غرّد في "تويتر" مهاجماً الأمم المتحدة.
وراحت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها المسروقة لدى الحوثيين تنشر خلال اليومين الماضيين إدانات واتهامات للمنظمات الدولية، وأنها تفتري على الثورة، على حد زعمها، في إشارة إلى كشفها حقائق سرقة الغذاء من أفواه الجوعى والتلاعب في سجلات المستحقين للمساعدات وتزويرها.
ويقول حمزة الكمالي وكيل وزارة الشباب والرياضة اليمني لـ"الشرق الأوسط": حسناً، ها هي الميليشيات تشنّ حرباً مع الأمم المتحدة للتنصل من تنفيذ اتفاقية استوكهولم، وتنقل المعركة مع المنظمات الأممية إلى شبه مواجهة... أتصور أنّ تماهي بعض المسؤولين الأمميين مع الحوثيين دفعهم إلى ذلك.
وكشفت مصادر مقربة من لجنة إعادة الانتشار عن تسلم الجنرال الهولندي باتريك كوميرت رئيس لجنة إعادة الانتشار، خرائط مقترحة وخططاً من الطرفين (الحكومة والانقلابيين).
ولوّحت إلى تقارب في وجهات النظر مع بقاء النقطة المهمة المتوقع وجود خلافات حولها مسألة السلطة المحلية الإدارية والأمنية، فالحكومة اليمنية -وفقاً للاتفاقية- تتكئ على ما ورد في كلمة القانون اليمني والذي لا يعترف بأي سلطة خارج سلطة الدولة والحكومة دستورياً، أو حتى بالاعتراف الدولي. تقول المصادر: الحوثيون لا يريدون الخروج من المؤسسات.
وتداول ناشطون يمنيون، أمس، نبأ بدء الجماعة المدعومة من إيران حملة لجمع توقيعات ضد الجنرال الهولندي، في الوقت الذي هاجمه فيه اجتماع للمجلس المحلي بالحديدة الذي تسيطر على قراره الميليشيات الحوثية.
وطالب محللون يمنيون بضرورة أن تواصل الأمم المتحدة ضغوطها على الحوثيين حتى ينجح اتفاق استوكهولم. وقال نجيب غلاب رئيس "مركز الجزيرة العربية للدراسات": الأمم المتحدة لا تمارس الضغوط الكافية على الجماعة، وإذا رفع باتريك كومارت لمجلس الأمن أن الحوثيين هم المعرقلون ستصبح الضغوط ملموسة، مضيفاً: إذا فشل اتفاق الحديدة ستكون النتيجة أن الحل السياسي فشل، والحوثيون مصرون على التمسك بالميناء والإدارة المحلية للحديدة، والسؤال هنا: هل الأمم المتحدة والدول الخمس سيقبلون بمسألة الحل العسكري أم لا، إذا فشل الحل السياسي؟.
وقال حمزة الكمالي: أتمنى أن يكون هناك موقف حاسم... يجب أن تعطى الحكومة الشرعية المساحة وتخفيف الضغوط الأممية عليها من الناحية الدبلوماسية والسياسية لتحرير ما تبقى من اليمن.
هادي يوجِّه محافظ تعز بتوحيد الجهود لاستكمال تحرير تعز
وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المحافظ الجديد لتعز نبيل عبده شمسان، بالعمل على توحيد الجهود المجتمعية في محافظة تعز من أجل استكمال تحرير المحافظة من الميليشيات الحوثية، مشدداً على أهمية استكمال تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة من المحافظة والاهتمام بتحسين الخدمات.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس عبدربه منصور هادي أمس محافظ تعز الجديد في الرياض بعد أن أدى الأخير اليمين القانونية أمام هادي تمهيداً للبدء في أداء مهمته خلفاً للمحافظ السابق أمين أحمد محمود، وسط تفاؤل بين أبناء المحافظة بأن يتمكن شمسان من النجاح في إدارة الملفات المعقدة في المحافظة على كل الصعد.
وذكرت وكالة "سبأ" الحكومية أن الرئيس هادي وجه المحافظ نبيل شمسان بما يلزم لتفعيل العمل التنفيذي والخدمي والميداني وتوحيد الجهود المجتمعية بمحافظة تعز لتتمكن من الانتصار لذاتها ورفع المعاناة عن أبنائها لتتجاوز تحدياتها وتبعات الحرب التي تواجهها المدينة طوال سنوات مضت لصمودها وبسالة أبناءها ومواقفهم المشرفة في مواجهة قوى التمرد والانقلاب من الميليشيات الحوثية الإيرانية.
وشدد الرئيس اليمني على أهمية تضافر الجهود المجتمعية والنخب المختلفة لأبناء تعز في دعم المقاومة والجيش الوطني لتحرير ما تبقى من المحافظة والعمل على تطبيع كل الأوضاع وإيلاء تعز كل الرعاية والاهتمام لتحتل مكانتها التي تمثلها على الخريطة اليمنية.
وذكر مكتب إعلام محافظة تعز، أن اللجنة الأمنية أكدت أن عام 2019 سيكون عام التحرير، ودعت الجميع إلى حشد كل الطاقات والجهود وتوحيد الصفوف ونبذ كل الخلافات وتجاوز الصعوبات والتحديات للمضي في معركة التحرير وإنهاء المعاناة التي يواجهها أبناء تعز جراء الحرب الظالمة والحصار المستمر وتعنت هذه الميليشيات الإرهابية وحقدها تجاه هذه المدينة.
وأشارت المصادر الرسمية اليمنية الى أن الرئيس اليمني أمر كلا من وزير العدل ورئيس المحكمة العليا بالإسراع في حسم القضايا الموجودة في المحاكم، مشدداً على أهمية ومكانة ودور القضاء باعتباره ميزان العدل والانتصار للحق الذي يفضي إلى السلام والأمن والاستقرار المجتمعي.
وجاءت توجيهات هادي خلال استقباله في الرياض أمس رئيس المحكمة العليا القاضي حمود الهتار ووزير العدل علي هيثم الغريب إذا أكد لهما وجود تركة جسيمة تقع على عاتق أجهزة الضبط القضائي في النيابة والقضاء للوقوف أمام مختلف الاختلالات والفصل في القضايا المنظورة وتفعيل دور السلطة القضائية بما تمثله من مكانة وأهمية في هيكل الدولة وواقع المجتمع بصورة عامة.
وأفادت وكالة "سبأ" بأن هادي وجه بأهمية تنسيق المهام وتعزيز التعاون والارتقاء بالعمل نحو الأفضل، وتذليل جملة التحديات والصعوبات التي تواجه سير أعمال الأجهزة القضائية، مثمناً الجهود التي بذلت وتبذل في هذا الإطار في ظل ظروف استثنائية ومعقدة.
وقد يهمك أيضاً :
الجنرال الهولندي كوميرت يتجول في مدينة الحديدة مبدياً تفاؤله في تنفيذ اتفاق السويد
الحكومة اليمنية الشرعية تشدد عى رفضها كلَّ ما ينتقص من سيادة الدولة