موسكو - حسن عمارة
تجهز روسيا أكبر حملة عسكرية لها، في القطب الشمالي منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، في إطار تحركات روسية للحصول والاستحواذ على أضخم احتياطيات نفط وغاز في المنطقة. وبدأت موسكو في بناء كاسحات جليد نووية، تتنافس على الهيمنة على المنطقة القطبية، مع منافسها التقليدي كندا، والولايات المتحدة، والنرويج، وكذلك الوافد الجديد الصين.
وأشارت المقابلات مع مسؤولين ومحللين عسكريين، وعمليات استعراض للوثائق الحكومية الروسية، إلى أن روسيا تقوم باستعداد عسكري، وهو الأكبر منذ سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، وسيقدم في بعض المناطق، لموسكو قدرات عسكرية مما كان يملكها الاتحاد السوفيتي.
ويصاحب عمليات التوسع بعيدة المدى تداعيات مالية وسياسية، ويقدر أن يحتوي القطب الشمالي مزيدًا من احتياطيات النفط والغاز أكثر من احتياطيات المملكة العربية السعودية، فيما تقوم الأن موسكو بوضع علامة عسكرية خطيرة في المنطقة. وبدأت روسيا في عهد الرئيس فلاديمير بوتين مؤخرًا، بالتسريع في إعادة فتح القواعد العسكرية السوفيتية والجوية، ومعسكرات الرادار المهجورة في الجزر القطبية النائية، وبناء مستوطنات جديدة، ويأتي ذلك مع المطالبة بحقها في ما يقرب من نصف مليون ميل مربع، من منطقة القطب الشمالي.
وكانت روسا بدأت في نشر صور لتدريب قواتها في زي أبيض، ببنادق هجومية في المناطق الثلجية بانتظام. وتشير تقديرات المسح الجيولوجي الأميركي في القطب الشمالي، إلى أنه يحتوي احتياطيات نفط وغاز، تعادل ما يصل إلى 412 مليار برميل من النفط، نحو 22 في المائة من النفط والغاز غير المكتشف في العالم.
ولفت انخفاض أسعار النفط والعقوبات الغربية المفروضة على تحركات موسكو في أوكرانيا إلى إيقاف مشاريع القطب الشمالي الجديدة، ولكن الكرملين يلعب لعبة على المدى البعيد، وقام ببناء ثلاث كاسحات جليد النووية، بما في ذلك أكبر كاسحة جليد في العالم، لتعزيز أسطوله في العالم بحوالي 40 من قواطع الجليد، ستة منها نووية. في حين لا يملك أي بلد آخر أسطول كاسحات نووية، والتي تستخدم لمسح القنوات من السفن العسكرية والمدنية.
ولاحظت واشنطن التوسع والتحركات الروسية في شبه جزيرة القرم وكالينينغراد، وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس "ليس من صالحنا ترك أي جزء من العالم" للآخرين. ووصف ماتيس، في رسالة خطية منفصلة، تحركات موسكو في القطب الشمالي بـ"الخطوات العدوانية"، وتعهد لتحديد أولويات تطوير استراتيجية الولايات المتحدة، وفقًا لعضو مجلس الشيوخ دان سوليفان.