دمشق - نور خوام
تجدَّدت الاشتباكات بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي "فيلق الرحمن" من جهة أخرى، على محاور حي جوبر الواقع عند الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، وسط استهدافات بين طرفي القتال، وترافقت الاشتباكات مع قصف بالصواريخ أطلقتها القوات الحكومية على المنطقة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر في الساعات الفائتة أن القوات الحكومية قصفت بعدة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، مناطق في حي جوبر الدمشقي الواقعة في الاطراف الشرقية للعاصمة، ترافق مع قصف القوات الحكومية بعدة قذائف على مناطق في الحي، ومناطق أخرى في بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية. وسبق أن نشر المرصد السوري صباح الخميس أنه تجددت الاشتباكات بوتيرة عنيفة، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وفيلق الرحمن من جهة أخرى، في محور حي جوبر بأطراف العاصمة، ومحاور أخرى بأطراف ومحيط بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية، وأنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
كما أفاد المرصد أمس أنه ارتفع إلى 6 على الأقل بينهم مدير الدفاع المدني عدد الشهداء الذين قضوا باستهداف القوات الحكومية لمنطقة في بلدة مسرابا الواقعة في غوطة دمشق الشرقية، حيث قصفت القوات الحكومية المنطقة بقذيفة لتعاود بعدها قصف المنطقة ذاتها بمسافة زمنية فاصلة بين القذيفتين، ما تسبب في وقوع شهداء وجرحى، إذ استهدفت القذيفة الثانية منطقة القصف الأول خلال عمليات إسعاف وإنقاذ الجرحى ونقلهم للمشافي والنقاط الطبية، كما كانت غوطة دمشق الشرقية شهدت خلال الأيام الفائتة عمليات قصف مكثف تركزت على عين ترما بشكل أساسي، ترافقت مع اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، على محاور في محيط المتحلق الجنوبي ومحور وادي عين ترما، واستهدفت القوات الحكومية بعشرات الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض عين ترما وأطرافها وأطراف العاصمة.
وفي محافظة حلب، هزت انفجارات أطراف مدينة حلب، ناجمة عن سقوط عدة قذائف على مناطق في حي جمعية الزهراء الواقع في الأطراف الغربية للمدينة، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، فيما فتحت القوات الحكومية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الأطراف الشمالية الغربية لمدينة حلب، كذلك قصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة كفر حمرة وأماكن أخرى في بلدة معارة الأرتيق الواقعة شمال غرب مدينة حلب، ما تسبب بأضرار مادية، دون أنباء عن إصابات إلى الآن.
أما في حافظة حماة، فقد قصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة اللطامنة الواقعة في الريف الشمالي لحماة، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن إصابات، في حين فتحت القوات الحكومية نيران رشاشاتها الثقيلة مستهدفة مناطق في بلدة حرب نفسة ومناطق أخرى في الريف الجنوبي لحماة، ولا معلومات عن إصابات
وفي محافظة إدلب، قصفت القوات الحكومية مناطق في قرية سكيك بالريف الجنوبي لإدلب، ما أسفر عن أضرار مادية، دون أنباء عن إصابات. وفي محافظة درعا، دارت اشتباكات بين مقاتلي جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم "داعش" من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في محيط منطقة العبدولي بحوض اليرموك في ريف درعا الغربي، إثر هجوم من في حين شهدت منطقة حيط بالريف ذاته تبادلاً لإطلاق النار واستهدافات بين الطرفين، بينما أصيب شخص على الأقل بجروح جراء فتح مقاتلي الفصائل نيران قناصاتهم على مناطق في حي الكاشف في مدينة درعا، والذي تسيطر عليه القوات الحكومية.
أما في محافظة الرقة، فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 8 مسلحين من مجلس منبج العسكري في القصف والتفجيرات والاشتباكات مع تنظيم "داعش" في مدينة الرقة، حيث جرى تشييعهم في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، ليرتفع إلى 15 على الأقل عدد مقاتلي "قوات سورية الديمقراطية" الذين جرى توثيقهم خلال الـ 24 ساعة الفائتة، ممن قضوا في مدينة الرقة، بانفجار ألغام وقصف وتفجيرات واشباكات مع عناصر التنظيم. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 6 من أيلول الجاري أنه استكملت معركة الرقة الكبرى الأربعاء في 6 من أيلول / سبتمبر من العام 2017 شهرها الثالث على التوالي منذ انطلاقتها في الـ 6 من حزيران / يونيو من العام ذاته، والتي تقودها "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة بالقوات الخاصة الأميركية وطائرات التحالف الدولي، ضد تنظيم "داعش".
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الثلاثة الفائتة، تمكن قوات سوريا الديمقراطية من تحقيق تقدم واسع في المدينة، حيث وثق المرصد السوري تمكن قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بالقوات الخاصة الأميركية من السيطرة على 64% من مساحة مدينة الرقة، مقلصة مساحة سيطرة التنظيم إلى 36% من المدينة، في حين باتت مدينة الرقة تشهد دماراً كبيراً طال مساكن المواطنين ومتاجرهم وممتلكاتهم والمرافق العامة والبنى التحتية للمدينة، وتقلصت سيطرة تنظيم "داعش"، الذ بقي يحكم سيطرته على أحياء الأندلس وشمال سكة القطار والحرية وتشرين والتوسعية في القسم الشمالي من مدينة الرقة، في حين لا يزال تنظيم "داعش" يسيطر على أحياء أخرى بنسب سيطرة متفاوتة، والتي تشهد اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم "داعش"، وهي البريد والنهضة والدرعية في القسم الغربي من المدينة، وأطراف المنصور والأمين وحيي المرور والثكنة بوسط مدينة الرقة، والروضة والرميلة في شمال شرق مدينة الرقة، في حين سيطرت "قوات سورية الديمقراطية" على أحياء السباهية والرومانية وحطين والقادسية واليرموك والكريم بغرب مدينة الرقة، وحيي هشام بن عبد الملك ونزلة شحادة بالقسم الجنوبي من المدينة، والصناعة والمشلب والمدينة القديمة، والبتاني في القسم الشرقي من المدينة، وحي المنصور، كما سيطرت على نحو نصف حيي الدرعية والمرور ووصلت لأطراف حيي الأمين والثكنة وسيطرت على أجزاء من أحياء الرملة والروضة والبريد والنهضة.
ووصلت الاشتباكات إلى مركز مدينة الرقة، بعد السيطرة على المدينة القديمة ومحاصرة مركز مدينة الرقة من 3 جهات، ترافق مع ضربات مستمرة لطائرات التحالف الدولي وقوات عمليات “غضب الفرات” على مدينة الرقة، التي باتت نحو 80% منها غير صالحة للسكن نتيجة الدمار، فيما لا يزال آلاف المواطنين متواجدين في مناطق سيطرة تنظيم "داعش"، ووقعوا بين سندانه ومطرقة التحالف الدولي، التي قتلت المئات من أبناء المدينة وأصابت مئات آخرين، ودمرت ما دمرته من المدينة، فيما أجبر آلاف المواطنين الآخرين على النزوح إلى مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، ومناطق أخرى خارج مدينة الرقة، وسط تفاقم مأساة المواطنين المتبقين في المدينة، في ظل تناقص المواد الغذائية المخزنة مع استمرار المعركة، ومع النقص الحاد في مياه الشرب والمواد الطبية، حيث وصل الأمر إلى حد عدم إسعاف المصابين لعدم وجود مواد طبية أو أماكن كافية لاستيعابهم، مع تناقص القدرة الطبية على مداواة الجرحى وإنقاذهم، فيما بث أهالي من مدينة الرقة شكواهم إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان بتزايد الجثث غير المدفونة في المدينة، من الموجودة تحت أنقاض الدمار أو جثث عناصر التنظيم الذين قتلوا في القصف والاشتباكات، وجثث المدنيين في مناطق تقاطع النيران، والتي بدأت رائحتها بالازدياد، ما ينذر بانتشار أوبئة وأمراض بين من تبقى من المواطنين في المدينة.