دمشق - نور خوام
ارتفع عدد ضحايا الغارة الجوية التي نفذتها طائرات للتحالف الدولي على مناطق يسيطر عليها تنظيم "داعش" في مدينة الرقة، إلى 29 قتيلاً على الأقل بينهم 8 أشخاص دون سن الثامنة عشرة حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما تسبب القصف بوقوع جرحى ومزيد من الدمار في البنى التحتية، وفي ممتلكات مواطنين، وسط استمرار طائرات التحالف بالتحليق واستهداف المدينة، مع استمرار الاشتباكات بين "قوات سورية الديمقراطية" وتنظيم "داعش" على محاور في المدينة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن مدينة الرقة التي تعد عاصمة تنظيم "داعش" ومعقله في سورية، تشهد يوماً تلو الآخر، معارك مستمرة بوتيرة متفاوتة العنف، تشتد مع محاولة كل طرف تحقيق تقدم على حساب الآخر، بغية الهجوم أو الهجوم المضاد، بين قوات سورية الديمقراطية المدعومة بالقوات الخاصة الأميركية والمسنودة بطائرات التحالف الدولي من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى. ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الـ 24 ساعة الفائتة تمكن قوات سورية الديمقراطية من تحقيق تقدم استراتيجي في حي نزلة شحادة الواقع في القسم الجنوبي من مدينة الرقة، بمحاذاة الضفاف الشمالية لنهر الفرات، وسيطر على نحو نصف الحي، مع منطفة البانوراما، وليتمكن بذلك مقاتلو قوات سورية الديمقراطية من بسط سيطرتهم على نحو 50% من مساحة مدينة الرقة، وذلك بعد 50 يوماً من انطلاقة معركة الرقة الكبرى، التي تقودها قوات سورية الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي والقوات الخاصة الأميركية، وجاء هذا التقدم بإسناد من طائرات التحالف الدولي وطائرات الأباتشي التي شاركت في قصف تنظيم "داعش" واستهداف مواقع عناصره في المدينة، لتمهيد التقدم أمام القوات البرية للتقدم في الأحياء، ما خلف خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم، وترافقت الاشتباكات مع تفجير التنظيم لآلية مفخخة على الأقل.
وتمكنت قوات سورية الديمقراطية منذ انطلاقة معركة الرقة وإلى الآن من فرض سيطرتها على كل المناطق الواقعة في غرب امتداد الجسر الجديد بالقسمين الجنوبي والغربي من مدينة الرقة، حيث سيطرت بشكل كامل على أحياء السباهية والرومانية وحطين والقادسية واليرموك، في غرب المدينة، كما سيطرت قوات سورية الديمقراطية على أحياء المشلب والبتاني والصناعة بشكل كامل، فيما تسيطر على نحو نصف حي هشام بن عبد الملك ونصف حي نزلة شحادة، وتسيطر على أجزاء من المدينة القديمة ومن حيي الروضة والرميلة ومساكن حوض الفرات ومساكن الإدخار والأجزاء الشمالية من حي الدرعية، كما علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مجموعات قوات سوريا الديمقراطية العاملة في القسم الجنوبي من مدينة الرقة، تعملان على التقدم والوصول لبعضهما عبر التقدم من حي هشام بن عبد الملك وحي نزلة الشحادة للسيطرة على هذين الحيين الواقعين على الضفاف الشمالية لنهر الفرات، وتكون قوات سورية الديمقراطية بذلك قد ضيقت أكثر على تنظيم "داعش" الذي بات يتركز ثقله في مركز مدينة الرقة.
وتواصل هدنة الجنوب السوري سريانها لليوم الثامن عشر على التوالي، منذ بدء تطبيق الهدنة في الـ 9 من تموز / يوليو الجاري من العام 2017، بعد الاتفاق الروسي الأميركي الأردني، على تطبيقها في محافظات السويداء والقنيطرة ودرعا، حيث سجل المرصد السوري خرقاً جديداً تمثل بقصف من قبل القوات الحكومية على مناطق في قرية العجرف الواقعة ريف القنيطرة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، في حين دارت اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، على محاور في محيط العجرف، كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد مواطنة متأثرة بإصابتها إثر استهداف حي الكاشف الذي تسيطر عليه القوات الحكومية في درعا المحطة بمدينة درعا، وهي أول شهيدة يجري توثيقها جراء أعمال قتالية منذ بدء الهدنة في الجنوب السوري.
ونشر المرصد قبل أيام أن القوات الروسية التي وصلت إلى منطقة صماد بريف درعا الشرقي، ومدينة درعا، وإلى ريف القنيطرة الشمالي، لم تقم إلى الآن نقاط تفتيش لها، وإنما تجري تحضيرات لبدء الانتشار على محاور التماس وإنشاء نقاط التفتيش ومراقبة تطبيق وقف إطلاق النار والخطوات اللاحقة المتعلقة بالاتفاق الروسي – الأمريكية – الأردني، كما أكدت المصادر الموثوقة أن القوات الروسية الواصلة إلى أطراف الغوطة الشرقية، كذلك لم تقم أية من نقاط التفتيش الخاصة بها أو الانتشار على محاور التماس في غوطة دمشق الشرقية بعد وصولها إلى المنطقة، حيث كان حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول على معلومات من مصادر موثوقة أفادت للمرصد أنه من المرتقب أن يجري نشر شرطة عسكرية روسية على خطوط التماس بين الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية وبين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، في خطوة لتثبيت وقف إطلاق النار بشكل نهائي، في حين أكدت المصادر أن معظم الجنود الروس الذين يتم نشرهم هم من المسلمين الروس، الذين استقدمتهم القوات الروسية تبعاً في أوقات سابقة
وفي محافظة حماة، تتواصل الاشتباكات على محاور بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، على محاور في الريف الشرقي لمدينة سلمية، بريف حماة الشرقي في محاولة من القوات الحكومية تحقيق تقدم على حساب التنظيم وتقليص نطاق سيطرته في ريف مدينة سلمية، كذلك جددت الطائرات تكثيفها للغارات على مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في الريف الشرقي لحماة، حيث استهدفت الغارات مناطق في قرى قليب الثورة وأبو حنايا وتل العلباوي وأبو حبيلات وجنى العلباوي وقليب الثور وجب المزاريع، في حين تعرضت مناطق في قرية القنيطرة بريف حماة الجنوبي، لقصف من القوات الحكومية بعدد من القذائف، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
أما في محافظة إدلب، فيسود هدوء في محافظة إدلب، بعد الاتفاق بين حركة أحرار الشام الإسلامية وهيئة تحرير الشام، عقب اقتتال دام جرى بين الطرفين، استشهد وقضى خلاله 92 شخصاً على الأقل من المدنيين والمقاتلين، منذ ليل الـ 18 من تموز / يوليو الجاري وحتى يوم الـ 21 من الشهر ذاته، هم 77 مقاتلاً من هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية، قضوا جميعاً في إعدامات وتفجيرات واستهدافات واشتباكات جرت بينهما، و15 مدني هم 4 أطفال و7 مدنيين بينهم ناشط ورجل آخر وسيدة وطفلة ورجل آخر وطفله، بالإضافة لأربعة أشخاص آخرين عدد الشهداء المدنيين الذين استشهدوا على خلفية القصف والاشتباكات والاستهدافات بين طرفي القتال منذ بداية الاقتتال بينهما.
وهذا الهدوء يأتي بالتزامن مع معلومات مؤكدة وردت للمرصد السوري عن اتفاق جديد بين الطرفين، وهما تحرير الشام وأحرار الشام، يقضي بوقف الاستنفار في جبل الزاوية وسحب الحشود العسكرية ووقف التحريض الإعلامي المتبادل وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، فيما يأتي ذلك بالتزامن مع توتر يسود منطقة معرشورين بعد رفض طلب هيئة تحرير الشام تسليمها المجالس المحلية والمحاكم الثورة، وسط ترقب من تطور الأمور إلى صدام بين الأهالي وعناصر تحرير الشام
وفي محافظة ريف دمشق، قصفت القوات الحكومية بقذيفة منطقة في أطراف جسرين الواقعة في الغوطة الشرقية، ليسجل المرصد السوري لحقوق الإنسان بذلك، خرقاً جديداً لهدنة الجنوب السوري التي بدأت عند ظهر يوم الـ 22 من تموز / يوليو الجاري من العام 2017، حيث نشر المرصد السوري أمس الأربعاء، تنفيذ طائرة حربية غارة على مناطق في بلدة أوتايا الواقعة في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، والتي يسيطر عليها جيش الإسلام، ما تسبب باستشهاد طفلة وإصابة 7 مواطنين آخرين بجراح بينهم طفلة رضيعة، وعدد الشهداء لا يزال قابلاً للازدياد بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، وتعد هذه ثالث دفعة من الشهداء والجرحى، الذين قضوا وأصيبوا في الغوطة الشرقية منذ بدء الهدنة في الـ 22 من تموز / يوليو الجاري من العام 2017، حيث كان وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ليل الـ 24 من تموز الجاري استشهاد 8 مواطنين مدنيين بينهم سيدة وطفلاها ورجل واثنان من أطفاله وطفل آخر، استشهدوا وأصيب نحو 30 آخرين بينهم الكثير من الأطفال، في غارة استهدفت مدينة عربين التي يسيطر عليها فيلق الرحمن، بثمانية صواريخ دفعة واحدة نفذتها طائرات لا يعلم ما إذا كانت روسية أم تابعة للنظام، كما استشهد 4 مواطنين بينهم مواطنة، وأصيب نحو 15 آخرين، جراء قصف من قبل طائرة حربية ليل الـ 25 من تموز / الجاري على مدينة عربين، فيما استشهدت طفلة وأصيب 7 آخرون في القصف على أوتايا.
وكان نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان رصدوا مساء الثلاثاء، دخول 3 شاحنات محملة بمواد طبية وغذائية، عن طريق معبر مخيم الوافدين، حيث جرى تفريغها على خطوط التماس بين القوات الحكومية وجيش الإسلام ومن ثم استلمها جيش الإسلام والمجلس المحلي للمدينة وفريق من الهلال الأحمر، وأدخلت بعدها إلى مدينة دوما، وتعد هذه أول شحنة مساعدات تدخل إلى الغوطة الشرقية منذ بدء الهدنة فيها، وكان المرصد السوري نشر الاثنين الماضي أن القوات الروسية الواصلة إلى أطراف الغوطة الشرقية، لم تقم أية من نقاط التفتيش الخاصة بها أو الانتشار على محاور التماس في غوطة دمشق الشرقية بعد وصولها إلى المنطقة، حيث كان حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول على معلومات من مصادر موثوقة أفادت للمرصد أنه من المرتقب أن يجري نشر شرطة عسكرية روسية على خطوط التماس بين الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية وبين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، في خطوة لتثبيت وقف إطلاق النار بشكل نهائي، في حين أكدت المصادر أن معظم الجنود الروس الذين يتم نشرهم هم من المسلمين الروس، الذين استقدمتهم القوات الروسية تبعاً في أوقات سابقة