عدن ـ عبدالغني يحيى
أفادت مصادر عسكرية أن 29 من مسلحي مليشيات "الحوثي وصالح" بينهم قيادي ميداني، قتلوا خلال المعارك العنيفة مع قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية شرقي مدينة تعز، في حين قالت مصادر اعلامية، إن 23 مدنيا على الاقل أصيبوا بقصف شنته المليشيات على الاحياء السكنية المزحمة شرقي تعز.
واستمرت المعارك وتبادل القصف المدفعي والصاروخي بين قوات الشرعية والانقلابيين في مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة اصنعاء، حيث تواصل قوات الجيش عملية عسكرية واسعة بإسناد جوي من مقاتلات التحالف العربي. وكانت قوات الجيش تمكنت من استعادة موقعين استراتيجيين في المنطقة الجبلية الوعرة على تخوم مديرية ارحب الممتدة الى محيط مطار صنعاء الدولي من الجهة الشمالية الشرقية للعاصمة صنعاء.
وشهدت محافظة صعدة، مواجهات عنيفة بين قوات الجيش ، والمليشيات الانقلابية، قرب مركز مديرية باقم، شمال المحافظة، تزامن ذلك مع غارات للتحالف العربي على مواقع مختلفة بمعقل الانقلابيين الرئيسي شمال اليمن. وقالت مصادر ميدانية، إن قوات عسكرية من اللواء الخامس حرس حدود المتمركزة في جبهة علب، هاجمة الجمعة مواقع المليشيات الانقلابية بمحيط منطقة مندبة الاستراتيجية القريبة من مركز مديرية باقم الحدودية.
وأوضحت المصادر أن المواجهات، اسفرت عن تكبيد المليشيات خسائر كبيرة، حيث دمرت قوات اللواء آليات عسكرية ومواقع ومخازن اسلحة وعتاد، مشيرة إلى مقتل عدد من عناصر المليشيات. وأشارت المصادر إلى استمرار القصف المتبادل بين قوات الجيش والمليشيات في المنطقة، فيما كثفت طائرات التحالف غاراتها على مواقع وتحركات المليشيات في منطقة آل صبحان بالمديرية ذاتها، كما شنت عدة غارات جوية على مناطق آل الصيفي في مديرية سحار، ومعسكراً للمليشيات في وادي الحجر في مديرية مجز، وتجمعات للمليشيات بمنطقة العشاش في مديرية كتاف.
وأعلن مصدر عسكري في الجيش اليمني أن نحو 29 مسلحاً من جماعة الحوثيين، وقوات صالح، لقوا مصرعهم كما قتل 3 صحفيين، الجمعة، بمعارك وقصف على مدينة تعز .وذكر العقيد منصور الحساني، المتحدث باسم القوات الحكومية في المحافظة، في بيان له، أن المعارك تجددت الجمعة، لليوم الخامس على التوالي. وأشار إلى أن تجدد المعارك جاء بعد أن شنت القوات الحكومية هجوماً على مواقع المليشيات في محيط مدرسة محمد علي عثمان في تعز، وتمكّنت من السيطرة على جميع المواقع والمباني.
وتابع: أن قوات الجيش والمقاومة صدت هجوماً شنه الحوثيون في محيط مدرسة عمار بن ياسر؛ لاستعادة المواقع التي فقدوها في المعارك السابقة، ولأجل انتشال جثث قتلاهم. وقال الحساني إن القوات الحكومية شنت هجوماً مضاداً، وسيطرت على المدرسة، واقتربت من القصر الجمهوري في تعز. وأضاف أن الحوثيين قصفوا بأكثر من 40 قذيفة مدفعية الأحياء السكنية شرقي المدينة، إلى جانب تجمع للصحفيين؛ ما أدى لمقتل 3 صحافيين وإصابة اثنين آخرين، فضلاً عن إصابة 27 مدنياً من بينهم مصوران صحفيان بجروح متفاوتة.
وقتل مدنيان وأصيب خمسه آخرون مساء الجمعة في قصف مليشيات "الحوثي وصالح" على منزل في مديرية موزع غربي تعز. وقال مصدر محلي إن المليشيات المتمركزة في الموسنة شرق مركز مديرية موزع قصفت منزلاً في قرية السفالية قبل المغرب، وأسفر القصف عن مقتل مدنيين اثنين أحدهم طفلة في الشهر الخامس من عمرها. وشددت مليشيات الحوثي وقوات صالح الجمعة من قصفها بالمدافع وصواريخ الكاتيوشا على قرى جنوب وغرب موزع.
دعا المنسق العام للشؤون الانسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، الجمعة، كافة الاطراف المتنازعة الى وقف القتال والدخول في هدنة انسانية خلال شهر رمضان المبارك لتوفير الفرصة لليمني لالتقاط أنفاسهم والتخفيف من معاناتهم الانسانية. وقال المسؤول الاممي أنه قلق من " تصعيد العنف على مدى الأيام الأربعة الماضية في مدينة تعز والذي أدى إلى وفاة وإصابة عشرات الجرحى وإلحاق أضرار بالمرافق الطبية والوفيات المتعددة".
وأشار ماكغولدريك الى أن معظم الضحايا المتضررين من الاشتباكات الدائرة في البلاد هم من الابرياء المدنيين، خاصة في مدينة تعز التي يحاول فيها المدنيون أن يعيشوا حالة طبيعة لكنهم يتعرضون لأعمال العنف. وأشار المسؤول الاممي الى أن حوالي " 70 في المائة من جرحى الحرب من النساء والأطفال. وهم يتحملون معظم عواقب الحرب والاستمرار في تجاهل حماية المدنيين".
ودعا المنسق العام للشؤون الانسانية في اليمن كافة اطراف النزاع الى الوفاة بواجباتهم وفق القانون الانساني وتوفير حماية للمدنيين. وطالب بضرورة " تيسير الوصول إلى المرافق الطبية لجميع المرضى والجرحى؛ وإتاحة الإمدادات الإنسانية والطبية في جميع المناطق؛ وحماية الموظفين الطبيين والمرافق الصحية".