عدن ـ عبدالغني يحيى
أكّد رئيس الهيئة العليا لـ”التجمع اليمني للإصلاح”، محمد اليدومي، أنّ حزبه “بصدد التحضير والإعداد للمؤتمر العام الخامس في أقرب فرصة لإجراء عملية تقييم شاملة لكثير من المواقف والقضايا، يشمل ذلك عملية تجديد الأطر” التي تدير الحزب، مثمنًا جهود السعودية والإمارات، مشيرًا إلى أنّ مواقف الحزب “واضحة إزاء التحالف العربي، إذ يقدر تقديراً عالياً الدعم والمساندة التي تقدمها المملكة والإمارات للشرعية وللشعب اليمني، والتي يعود لها الفضل بعد الله وجهود الأبطال في مواقع الشرف والبطولة في توجيه صفعة قاسية للمتمردين الحوثيين الذين حاولوا انتزاع اليمن من محيطه العربي وإلحاقه بالمشروع الإيراني، ليكون شوكة في خاصرة دول المنطقة ومصدر إقلاق لأمن واستقرار الخليج والعالم”.
ورحب اليدومي بـ”حزب المؤتمر الشعبي العام” في إطار الشرعية، وحض على تجاوز الخلافات الجانبية والتركيز على تحرير اليمن، قائلاً إن “المرحلة اليوم لا تحتمل أي معارك جانبية يوظفها المتمردون لإطالة أمد الصراع ومعاناة الشعب الصابر المرابط”، لافتاً إلى أن قوات الحكومة الشرعية تكسب يومياً والانقلاب يخسر باستمرار. كما وصف الحوثيين بأنهم “يكذبون ويغدرون كما يتنفسون”، بعدما حقق الجيش الوطني اليمني تقدماً في الجبهات كافة، خصوصاً في صعدة والحديدة، أصيبت جماعة الحوثيين بنكسة كبيرة، إذ استسلم إبراهيم عذابو قائد جبهة الساحل الغربي التابع للميليشيات وعدد من معاونيه إلى قوات الشرعية اليمنية، إثر معارك عنيفة كبدت الحوثيين خسائر كبيرة.
ووصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء أمس، معين شريم نائب المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، للبحث في سبل استئناف المفاوضات مع قادة الحوثيين، فيما أكد مسؤول في الحكومة اليمنية بعد وصول شريم عدم وجود أي تحضيرات لمفاوضات مقبلة مع الجماعة، وأبلغ المسؤول اليمني أنه “لا يوجد أي تحضير لمفاوضات مقبلة، وهذه الزيارة هي التي أُجّلت سابقاً”، وأكدت مصادر عسكرية في جبهة الساحل الغربي في مديرية حيس جنوب الحديدة، أن “إبراهيم عذابو سلم نفسه مع 50 مقاتلاً من الحوثيين إلى قوات الجيش الوطني والمقاومة
الشعبية، بعد معارك عنيفة”. وعذابو هو “زعيم إحدى عصابات النهب والسلب وقاطع طريق شهير، وصدر في حقه حكم بالإعدام، إلا أن الانقلابيين أفرجوا عنه ودفعوا به إلى الجبهات مقابل العفو عنه”.
وتواصل قوات الجيش والمقاومة زحفها صوب مدينة حيس تحت غطاء جوي من مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية. واستطاعت القوات الشرعية قطع خط الإمداد بين تعز والحديدة مروراً بحيس. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن “قوات الجيش أسرت قياديَّين حوثيين بارزين، هما فايز عمر علي عبده القدم، والعزي محمد إبراهيم الشجاف، أثناء إيصالهما تعزيزات من المحويت إلى الميليشيات في جبهة الساحل الغربي”.
وقصفت مقاتلات التحالف مواقع وتجمعات للميليشيات في مديرية سحار، وأخرى في مديريتي رازح وكتاف في المحافظة ذاتها، إضافة إلى استهداف مخزن سلاح في صرواح بين محافظتي صنعاء ومأرب. واندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش والحوثيين أمس، في مواقع متفرقة في جبهة مقبنة غرب محافظة تعز، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين، وأطلقت الميليشيات صاروخاً باليستياً على مدرسة للبنات في مدينة الخوخة أول من أمس، تسبب في إصابة عدد من المواطنين وإحداث أضرار كبيرة في المبنى، كما تعرض منزل مجاور لتدمير كلي.
وذكر مصدر مسؤول في مطار صنعاء الدولي لوكالة “الأناضول”، أن معين شريم وصل العاصمة اليمنية آتيًا من عمّان. ولم يتطرّق المصدر إلى تفاصيل إضافية، ولم يدل الموفد الدولي بأي تصريح للصحافيين عند وصوله، وفقاً لما ذكره مراسل الوكالة، وأفادت مصادر مقربة من الحوثيين، بأن “زيارة شريم أتت بناءً على مؤشرات وتأكيدات من قادة الجماعة باستعدادهم لاستئناف المشاورات حول السلام، بعد تضييق الجيش اليمني الخناق عليهم، وتصعيد العمليات العسكرية وتحقيق تقدم ميداني في مختلف الجبهات”.
وأشارت المصادر إلى أن “هناك استعداداً من جانب الحوثيين، وفقاً للتطورات الجديدة، لتطبيق الخطة الدولية المقترحة المتعلقة بتسليم ميناء الحديدة لطرف ثالث محايد، الأمر الذي ظلت الجماعة ترفضه منذ اقتراحه في نيسان (أبريل) العام الماضي، ووافقت عليه الحكومة الشرعية”، واتهم عضو المكتب السياسي في جماعة الحوثيين محمد البخيتي، الأمم المتحدة بأنها “لا تملك توجهاً حقيقياً لحل الصراع في اليمن”، وقال: “هذه الزيارة لن تقدم أو تؤخر في حل الصراع اليمني”.