الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع نظيره الكوري الجنوبي مون جاي

أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ان بلاده تعارض قطع امدادات النفط عن كوريا الشمالية في اطار العقوبات الجديدة التي يتم بحثها في اعقاب التجربة النووية الاخيرة في البلاد، وفقا لما ذكرته التقارير الرسمية لاجتماعه أمس الأربعاء مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي، وذلك ردًا على دعوة الولايات المتحدة وحلفائها الى فرض حظر عالمي على صادرات النفط الى كوريا الشمالية بسبب تجاربها النووية.

وتمتلك روسيا حق النقض "الفيتو" على أية عقوبات ينظر فيها مجلس الأمن. وكانت كوريا الشمالية تستورد معظم النفط الذي تحتاجه من الصين. وقال محللون كوريون جنوبيون انهم يحاولون زيادة الواردات من روسيا كمصدر بديل للطاقة التي تمس الحاجة اليها لجيشها فضلا عن صناعاتها المتقلبة وسط علامات على ان بكين تنمي مغامراتها النووية.

وخلال اجتماع عقد على هامش مؤتمر قمة اقتصادية فى مدينة "فلاديفوستوك" شرقي روسيا أمس الاربعاء، طلب مون من بوتين تأييد الحظر المفروض على النفط. الا ان بوتين قال ان العقوبات والضغط لن يقنعا كوريا الشمالية بالتخلي عن الاسلحة النووية، وفقا لما ذكره يون يونغ تشان المتحدث باسم الرئيس مون. وقال يون نقلا عن بوتين إن وقف صادرات النفط إلى البلاد سيضر بالكوريين الشماليين من خلال تعطيل المستشفيات والمرافق المدنية الأخرى. وقال بوتين ان روسيا تصدر اقل من 40 الف طن من النفط سنويا الى كوريا الشمالية. وبدون أدوات سياسية ودبلوماسية، من المستحيل إحراز تقدم في الحالة الراهنة؛ وقال بوتين خلال مؤتمر صحفى مشترك مع السيد مون، انه من المستحيل ". وعلى الرغم من معارضته لقطع صادرات النفط، قال بوتين إن التجارب النووية والصاروخية في كوريا الشمالية تشكل انتهاكا صارخا لقرارات الأمم المتحدة.

وقال بوتين "اننا يجب ان لا نتحرك بغرض دفع كوريا الشمالية الى طريق مسدود"، وفقا لما ذكره مراسلون من كوريا الجنوبية. واضاف "يجب ان نعمل بهدوء ونتجنب خطوات يمكن ان تثير التوتر". وقد اتفقت كل من بكين وموسكو على فرض عقوبات أشد صرامة ضد كوريا الشمالية، وكان آخرها تأييدا لحظر مجلس الأمن على الفحم وخام الحديد وصادرات الرصاص والمأكولات البحرية في البلاد. غير ان البلدين عارضا اى اجراءات يمكن ان تزعزع استقرار كوريا الشمالية، وهو موقف اكده بوتين مجددا للسيد مون امس الاربعاء. وقالوا ان العقوبات لم تُفعل حتى الان لوقف كوريا الشمالية عن زيادة قدراتها النووية والصاروخية وان البلاد مازالت عاقدة العزم على بناء ترسانة نووية رغم تهديد الرئيس ترامب باطلاق النار على البلاد.

وكان الرئيس مون نفسه مؤيدا للحوار مع كوريا الشمالية. ولكن مع تصعيد "بيونغ يانغ" للتوترات مؤخرا مع سلسلة من التجارب الصاروخية، دفع إلى فرض عقوبات جديدة أكثر صرامة، على أمل أن تجبر كوريا الشمالية على العودة إلى طاولة المفاوضات. ودعا بوتين في اجتماعه مع الرئيس مون الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إلى النظر في اقتراح "تجميد " من الصين وروسيا الذي ستعلق فيه واشنطن وسول مناوراتهما العسكرية السنوية المشتركة مقابل الوقف الاختياري لكوريا الشمالية على التجارب الصاروخية والتجارب النووية.
وقد رفضت واشنطن وسيول الفكرة من جهة، ووصفتها بأنها تعادل التخلي عن المناورات الدفاعية المشروعة كمكافأة لوقف برنامج الاسلحة الشمالى الذى تحظره الامم المتحدة بالفعل. وقال الرئيس مون في بداية لقائه مع بوتين: "إذا لم توقف كوريا الشمالية الاستفزازات، فقد يصبح الوضع غير قابل للسيطرة".

ومن المقرر ان يحضر رئيس الوزراء اليابانى شينزو ابي، الحليف الوثيق للولايات المتحدة ضد كوريا الشمالية، منتدى فلاديفوستوك وسيجتمع مع بوتين اليوم الخميس. وقال ابي للصحافيين قبل مغادرته اليابان "يجب ان نجعل كوريا الشمالية تفهم انه ليس هناك مستقبل مشرق للبلاد اذا ما اتبعت الطريق الحالي".

وكان اختبار ما قالت كوريا الشمالية انه قنبلة هيدروجينية متقدمة يوم الاحد اكبر انفجار نووى لها حتى الان. وقدرت وزارة الدفاع فى كوريا الجنوبية ان الاختبار اطلق 50 كيلوطن من الطاقة المتفجرة. الا ان وزير الدفاع الياباني ايتسونوري اونوديرا قال ان بلاده رفعت تقييمها الى 160 كيلوطن من 120 كيلوطن بعد ان تم تعديل حجم الزلزال الذي ضرب الانفجار الى 6.1 درجات على مقياس "ريختر".

ويبدو أن صور الأقمار الصناعية التي التقطت بعد اختبار يوم الأحد تظهر العديد من الانهيارات الأرضية في موقع التجارب النووية تحت الأرض في بونغي-ري في شمال شرق كوريا الشمالية، وفقا لمحللي الدفاع فرانك بابيان وجوزيف بيرموديز وجاك ليو الذين نشروا الدراسة حول الانفجار على الموقع 38 شمال. وقد اظهرت كوريا الشمالية تحديا، مما يشير إلى المزيد من تجارب الأسلحة. ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية عن متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية اليوم الثلاثاء قوله "سنرد على مضيق الولايات المتحدة على العقوبات والضغط بطريقتنا". واضاف "ان الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية الكاملة عن العواقب الكارثية".

يذكر أن مجلس الأمن فرض في ثماني جلسات عقوبات صارمة على كوريا الشمالية منذ أن أجرت البلاد أول تجربة نووية لها في عام 2006. وقد ردت كوريا الشمالية عادة على قرارات مجلس الأمن بفرض مزيد من التجارب على الأسلحة. ويخشى المسؤولون الكوريون الجنوبيون ان يتكرر هذا النمط في الايام او الاسابيع المقبلة لانهم اكتشفوا علامات على ان كوريا الشمالية تستعد لاجراء المزيد من التجارب الصاروخية بما في ذلك صواريخها البالستية العابرة للقارات هواسونغ -14.

وفي يوم الثلاثاء الماضى، اطلقت كوريا الشمالية صاروخها الباليستى متوسط المدى من طراز هواسونج - 12 فوق اليابان فى شمالى الباسفيك. وحذر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون من أن العالم يمكن أن يتوقع المزيد من التجارب في المحيط الهادئ. وقال مسؤولون عسكريون كوريون جنوبيون ان كوريا الشمالية قد تطلق في صواريخها المقبلة صواريخها الى المحيط الهادىء نحو المياه القريبة من جزيرة "غوام" الأميركية او حتى "الاسكا" لعرض قدراتها على الاسلحة.