طرابلس _ فاطمة سعداوي
كشف رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج عن نيته في إعداد قائمة حكومية جديدة لعرضها على مجلس النواب في طبرق، مبديًا أمله بأن تلقى التشكيلة الجديدة ثقة المجلس في غضون أيام.
وعقد السراج، أمس الثلاثاء، لقاءين منفصلين مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ووزير خارجيته جان مارك آيرلوت، في العاصمة باريس الذي وصلها في وقت متأخر من مساء الاثنين. ووصف مصدر مقرب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، اللقاءين بأنهما “كانا بشكل عام إيجابيين في ظل وجود رغبة مشتركة من الطرفين بتحسين العلاقات التي شهدت توترا إثر مقتل الجنود الفرنسيين في الشرق الليبي في أواخر يوليو/ تموز الماضي.
وقال المصدر المطلع إن السراج أوضح للجانب الفرنسي خلال اللقاءين اللذين عقدا مساء الثلاثاء، ضرورة أن يكون أي تدخل عسكري او استخباراتي فرنسي في ليبيا بالتنسيق مع حكومة الوفاق. أفاد المصدر بأن اللقاءين تناولا التعاون المشترك في محاربة الإرهاب، ومقاومة الهجرة غير الشرعية.
وفي المقابل، أكد الجانب الفرنسي بحسب المصدر نفسه على دعمه للاتفاق السياسي الذي وقع في “الصخيرات” في ديسمبر/ كانون الأول عام 2015 تحت إشراف الأمم المتحدة وعن دعمه للمجلس الرئاسي ولحكومة الوفاق، معبرا عن استعداده التام لتقديم كل الدعم للمجلس لإنهاء الأزمة الليبية الحالية وإنهاء حالة الانقسام.
وكان السراج وصل مساء الإثنين الى العاصمة الفرنسية في زيارة، غير محددة المدة، تلبية لدعوة من الجانب الفرنسي والتي تأتي في إطار المحاولات التي تبذلها باريس من أجل تدارك علاقتها مع حكومة الوفاق الليبية المنبثقة عن "اتفاق الصخيرات" في المغرب، وذلك عقب التوتّر الملحوظ الذي شهدته على خلفية مقتل 3 جنود فرنسيين في بنغازي في 17 يوليو/ تموز الماضي، أثناء مشاركتهم في عمليات عسكرية إلى جانب القوات التابعة لمجلس نواب طبرق التي يقودها خليفة حفتر.
وتلا مقتل الجنود الفرنسيين اعتراف فرنسي رسمي على لسان هولاند بتواجد عسكري لفرنسا على الأراضي الليبية دون تنسيق أو إعلام حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وهو ما اعتبرته الأخيرة، آنذاك اعتداء على السيادة الوطنية.
وكشف فايز السراج، أمس، عن نيته تجهيز قائمة حكومية جديدة لعرضها على مجلس النواب الليبي، مبديا أمله بأن تلقى التشكيلة الجديدة ثقة المجلس المنعقد في طبرق بغضون أيام. وأضاف في تصريح صحفي أنه على استعداد لضم المشير خليفة حفتر للفريق الوزاري، مؤكدا أن “لا فيتو لدينا ضد أي شخص لضمه في الحكومة الجديدة والباب مفتوح للجميع.
وكان السراج أكد في تصريحات لقناة "فرنسا 24"، أنه ليس هناك خلاف شخصي مع حفتر، هناك خلافات سياسية نسعى إلى تجاوزها والمضي قدما، كما نراهن على الروح الوطنية لجميع الليبيين. وأضاف أن ليبيا الآن في حاجة إلى مصالحة تشمل جميع الليبيين بمختلف توجهاتهم وتياراتهم ولا تقصي أحدا، هذا ما يحتاجه الليبيون بعد هذا التشظي والانقسام.
وبشأن بناء المؤسسة العسكرية في بلاده، قال السراج: نريد سلطة عسكرية تخضع للسلطة المدنية كما هو الحال في كل الدول الديمقراطية، لا نريد استنساخ دكتاتورية جديدة ولكن نريد بناء نظام مدني. و حول موقفه من سيطرة قوات حفتر على الموانئ النفطية في منطقة الهلال النفطي شرقي البلاد منتصف الشهر الجاري، قال السراج: “كنا نسعى أن لا يقع أي تصعيد في هذه المنطقة لما لها من خصوصية لاحتوائها على النفط الذي هو قوت الليبيين جميعا، لكن المهم اليوم هو أن أي قوة تحمي المنشآت النفطية يجب أن تكون تحت سلطة حكومة الوفاق.
يشار إلى أن تصريحات السراج تأتي بعد يوم من بيان لعقيلة صالح رئيس مجلس النواب وصف فيه حكومة الوفاق الوطني بـ"غير الشرعية"، مطالبا بالتعامل فقط مع “الحكومة المؤقتة” المنبثقة عن مجلسه الى حين تشكيل حكومة تمنح الثقة من قبل البرلمان وتؤدي اليمين القانونية أمامه، وهو ما لم تنجح حكومة الوفاق في الحصول عليه حتى اليوم.