جامعة الدول العربية

أكدت مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة، أن الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب الذي يعقد، الأحد، في مقر جامعة الدول العربية، وكحصيلة للمشاورات السياسية بين العواصم العربية، خصوصًا الرياض والقاهرة، يتجه إلى إصدار قرار قوي حتى لو أدى الأمر إلى تحفظ بعضهم.

وقالت المصادر، إن "لدى السعودية التي طلبت عقد الاجتماع، وأيضًا الإمارات والبحرين والكويت التي أيدت الطلب السعودي فورًا، وكذلك الرؤية المصرية، رغبة في لمّ الشمل والتنسيق وإحداث أكبر قدر من التضامن"، وهذه "الدول تذهب إلى الاجتماع برغبة صادقة في صياغة موقف عربي حازم، يضم كل الدول الأعضاء، وليس فرض قرار ما"، فيما يخص "ما يبحثه الاجتماع من إيجاد سبل للتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتقويضها الأمن والسلم العربيين"، و"بحث الموقف من حزب الله في لبنان ودوره في دعم التوجهات الإيرانية الرامية إلى الهيمنة وفرض النفوذ على مقدرات المنطقة".

وتتوقع المصادر أن تكون "الأزمة اللبنانية عنصرًا مهمًا في الاجتماعات"، كما توقعت "سخونة ما ستشهده الجلسة المغلقة»" أو "حتى في الجلسة الافتتاحية إذا نشد بعض الوزراء كسب الشاشات"، معتبرة أن "القناعات السائدة الآن لدى الدول الداعية للاجتماع وعدد كبير من الدول المشاركة، تدرك جيدًا الوضع العربي الراهن" وهو "في حالة من الضعف والفرقة والانقسام تذكرنا بأضعف حالات العرب التي خبرناها في أعقاب الغزو العراقي للكويت"، فيما "يدرك خصوم العرب وأعداؤهم مزايا هذا الوضع المتردي ويريدون تحقيق أقصى فائدة من ورائه".

وأكد نائب الأمين العام للجامعة، السفير حسام زكي، أن "الاجتماع يبحث في بند واحد وفقًا لنظام مجلس الجامعة"، و"الطلب الذي تقدمت به السعودية هو: التهديدات الإيرانية لدول المنطقة"، و"هو الطلب الذي يندرج تحت البند الذي يُبحث في شكل دوري منذ عامين"، قائلًا: "هناك لجنة وزارية رباعية تتابعه، في عضويتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين والأمين العام للجامعة".

وعما إذا كان الاجتماع سيبحث في دور "حزب الله" في الاختراق الإيراني للمنطقة، أوضح أن "الاجتماع يتعلق بالتهديدات الإيرانية للدول العربية وبالتالي المسألة قد تمتد لبحث أمور ذات صلة، لا نتحدث عن حالة، إنما ملف له تشعبات كثيرة وقد يكون أي منها أو كلها محلًا للنقاش"، مشيرًا إلى أن "الجانب السعودي يعكف على إعداد مشروع قرار وسيقوم بعرضه على الاجتماع الوزاري الطارئ".

ومن المقرر أن يسبق الاجتماع الذي يترأسه وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف الرئيس الحالي للدورة العادية لمجلس وزراء الخارجية العرب، اجتماع للجنة الرباعية العربية المعنية بالتصدي للتدخلات في الشؤون الداخلية العربية، والتي تضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين وبحضور الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، كما يسبق الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة غير العادي، اجتماع تشاوري مغلق لوزراء الخارجية بحضور الأمين العام للجامعة.

وتسود توقعات بمشاركة وزارية واسعة، في الوقت الذي نفى العراق مقاطعة الاجتماع، وأوضح الناطق باسم الخارجية أن وكيل الوزارة نزار خيرالله سيمثل العراق، وأعلنت الجزائر أن الوزير محمد سيالة وبسبب ارتباطات مسبقة في الخارج كلف وكيل الوزارة لطفي المغربي المشاركة في الاجتماع.

وعشية الاجتماع، التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، نظيريه الجيبوتي يوسف والأردني أيمن الصفدي، إذ تم التشاور في شأن اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده في القاهرة الأحد، وقبيل الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، أكد وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن علاقة بلاده مع إيران فريدة جدًا، واصفًا قطر بـ"ساندويتش" بين دولتين كبيرتين، في إشارة إلى السعودية وإيران.
 وردًا على سؤال بشأن دعم إيران التطرف خلال حديث الوزير مع قناة «MSNBC» الأميركية، قال الوزير: "علاقتنا مع إيران فريدة جدًا، لأن قطر ساندويتش بين دولتين كبيرتين، هما إيران والسعودية، ونتشارك معهما الحدود"، مضيفًا: "ما حدث بالضبط مع قطر قبل نحو ستة أشهر يحدث حاليًا مع لبنان. لا يحق لأي بلد التدخل في شؤون الدول الأخرى".
وأوضح وزير الخارجية القطري أن طائرات نقل قطرية من طراز "سي-17"، التي تستخدمها الدوحة للدعم اللوجيستي للتحالف، اضطرت للطيران فوق إيران لأن السعودية والإمارات منعتا الطائرات القطرية من التحليق فوق المجال الجوي الخاص بهما، الأمر الذي نفاه مسؤول أميركي.

وقال ناطق باسم القيادة المركزية لسلاح الجو الأميركي، اللفتنانت الكولونيل داميان بيكارت، لوكالة "رويترز": "في الوقت الراهن، نحن على دراية بأنه لا توجد رحلات جوية قطرية لطائرات سي-17 اجتازت المجال الجوي الإيراني وهي تحمل شحنات للتحالف".

وفي السعودية، ذكر الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، أمام عشرات الآلاف الذين توافدوا على اجتماع قبائل قحطان على الحدود السعودية- القطرية، إن التزامه الصمت خلال الفترة الماضية ليس عن ضعف أو قلة حيلة بل أملًا بأن "يستعيد إخواننا وعيهم ويتركوا غيّهم وبغيهم"، مؤكدًا أن "للحلم مساحة وللصبر نهاية"، وأضاف: "جميعنا نحمل على عواتقنا مهمة إنقاذ قطر قبل أن تبتلعها الفوضى ويتلاعب بها المفسدون".