واشنطن - يوسف مكي
تحدثت أرملة القتيل عمر متين الذي نفذ الهجوم على ملهى "بالس" الليلي في مدينة أورلاندو الأميركية، لأول مرة منذ ارتكاب زوجها المجزرة في يونيو/حزيران الماضي، فأكدت أنها لم يكن لديها أي علم مسبق بنية زوجها أو خططه للهجوم، حسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
كان متين قد هاجم ملهى ليليًا للمثليين جنسيا في مقاطعة أورلاندو الأميركية، حيث اقترب من المكان وفتح النار عليه، الأمر الذي أدى إلى مقتل حوالي 49 شخصًا، بينما جرح حوالي 53 أخرين، ليكون الحادث بمثابة أسوأ حادث إطلاق نار تشهده الولايات المتحدة عبر تاريخها الحديث.
وكان متين نفسه قد قتل عندما قامت قوات الشرطة بتبادل إطلاق النار معه بعد الحادث، حيث ترك وراء زوجته نورا زاهي سلمان التي تبلغ من العمر 30 عامًا وابنه الذي لم يتجاوز الثالثة.
وفي حديث لها مع صحيفة "نيويورك تايمز" هذا الاسبوع، وصفت نورا سلمان متين بالرجل المتفجر الغضب، حيث أنه كثيرا ما كان يضربها، إلا أنه بالرغم من غضبه المستمر، كان خبر تورطه في الحادث صادمًا بالنسبة اليها. وأضافت أنها لم تكن تعرف شيئا عن الموضوع، موضحة أنها لا تقبل ما فعله، لأنه أذى الكثير من الناس. وأعربت عن أسفها لذلك.
في أعقاب حادث اطلاق النار، أصبحت نورا نفسها أحد أهم محاور التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي، والتي لا تزال جارية حيث أنه من المحتمل أن تسفر تلك التحقيقات عن توجيه اتهامات جنائية ضدها. وتقول نور انها تأثرت كثيرًا جراء ما حدث، حيث أنها انتقلت ثلاث مرات من محل سكنها منذ الحادث، والذي وقع في شهر يونيو/حزيران الماضي، وذلك في محاولة للهروب من اهتمام وسائل الإعلام. وأضافت أنها في كثير من الأحيان تجد صعوبة في الخروج من السرير.
إلا أنها قررت أخيرا أن تكسر حالة الصمت التي انتابتها منذ ذلك الوقت لتقول أمام العالم أنه ينبغي عليهم أن يدركوا أنها إنسانه وأم لطفل. وعن علاقتها بزوجها، تقول أنها تعرفت عليه خلال أحد المواقع على الانترنت، موضحة أنها شعرت أنه الرجل المثالي بالنسبة لها، حيث كان لطيفا إلى حد كبير، إلا أن الأمر تغير بعد ذلك، حيث أصبح شخصًا مختلفا بعد زواجهما بحوالي ستة أشهر.
وتقول نورا إنه أساء معاملتها وكان يعتدي عليها بالضرب في الكثير من الأحيان ويقوم بسحبها من شعرها، بل ووصل الأمر إلى أنه هددها يومًا بالقتل. وأضافت أنه كان يلقبها بـ"العاهرة" إذا ما ارتكبت فعلا لا يروق له في أحد الأماكن العامة. وقالت إنها علمت بعد مقتله أنه كان يتعامل بنفس الطريقة مع زوجته الأولى، حيث انتهى الأمر بينهما بالطلاق.
وتقول متين أن زوجها كان يحب متابعة فيديوهات الجهاديين، إلا أن هذا الأمر لم يكن يثير قلقا بالنسبة لها، موضحة أن مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي قد حقق معه مرتين من قبل، ولم يدنه في شيء، حيث دارت التحقيقات حول ما سبق أن قاله متين لزملائه في العمل حول علاقته بـ"حزب الله" و"القاعدة"، ورغبته في أن يموت شهيدا. ولكن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يخلي سبيله في كل مرة.
يقول المسؤولون الفيدراليون إن نورا محل اشتباه من قبل أجهزة الأمن الأميركية، حيث أن هناك شكوكا حول مشاركتها في رحلات استطلاعية قام بها متين في أورلاندو لاستكشاف مناطق يمكنه استهدافها، من بينها رحلة قاموا بها سويا في ابريل/نيسان 2015، حيث أنهما أخذا طفلهما إلى "ديزني لاند".