فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية

تعهد فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية أمس الاثنين بملاحقة المسؤولين عن استهداف مطار معيتيقة الدولي في العاصمة طرابلس، بعدما كسر حاجز الصمت الذي التزمه إزاء ما وصفه بالاعتداء بقذائف عشوائية استهدفت الطائرات وأدت إلى تعريض حياة المدنيين للخطر والإضرار بمنشآت الدولة".

وقال محمد السلاك، المتحدث باسم السراج، في مؤتمر صحافي إن رئيس حكومة الوفاق يحمّل العناصر المسلحة التي ترتكب هذه الأفعال "المسؤولية كاملة" و"ستُلاحق جنائياً على المستوى الوطني والدولي"، لافتاً إلى أن "الإجراءات بدأت فعلياً وتم تشكيل لجنة من وزارتي العدل والداخلية بالتعاون مع مكتب النائب العام، وستتعامل (اللجنة) مع هذا الأمر بكل حزم وبالسبل المتاحة كافة".

واستهدف مسلحون يعتقد أنهم ينتمون إلى "كتيبة البقرة" المنسوبة إلى قائدها بشير البقرة (المحسوب على مفتي ليبيا المقال من منصبه الصادق الغرياني)، مطار معيتيقة الدولي بطرابلس قبل يومين، بقذائف الهاون، ما تسبب في إصابة طائرة تابعة للخطوط الجوية الليبية من نوع إيرباص (A380). ويتعرض مطار معيتيقة إلى استهداف بين الحين والآخر من قبل ميليشيات مسلحة تحاول إطلاق سراح سجناء محتجزين داخل سجن بقاعدة مجاورة للمطار. وتدير السجن قوة الردع الخاصة بوزارة الداخلية المعنية بمكافحة الإرهاب.

وكان السراج أعلن العام الماضي حل "كتيبة البقرة" وطالبها بتسليم أسلحتها وآلياتها العسكرية، لكن الكتيبة تجاهلت القرار. وتعاني مدينة طرابلس من سطوة ميليشيات مسلحة بعضها لا يخضع لسيطرة الحكومة ولا يعترف بها.

وقتل شخصان في اشتباكات بين قوات تابعة للجيش الوطني وعناصر أمنية بوزارة داخلية الحكومة المؤقتة في مدينة بنغازي، شرق ليبيا. ونقلت وكالة "شينخوا" الصينية عن مصدر عسكري مطلع أن اشتباكات اندلعت بين الكتيبة 21 صاعقة بالجيش وعناصر البحث الجنائي بوزارة الداخلية للحكومة المؤقتة بشارع فينسيا بمدينة بنغازي".

وأضاف المصدر أن الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة استمرت لساعات، وسقط على إثرها ضابط برتبة نقيب من أفراد الكتيبة ومدني كان متواجدًا في موقع الاشتباكات".

وعاد الهدوء للشارع بعد تدخل الغرفة الأمنية المشتركة ببنغازي وقيامها بفض الاشتباكات التي اندلعت على خلفية وجود مطلوبين من عناصر الأمن متهمين بالتورط في قضايا جنائية.

وأعلنت البحرية الليبية أمس الاثنين مقتل 11 مهاجراً وإنقاذ 263 آخرين في عمليتين منفصلتين أثناء محاولة المهاجرين العبور إلى إيطاليا قبالة الساحل الغربي لليبيا. وقال المتحدث باسم البحرية العميد أيوب قاسم، في بيان، إنه في العملية الأولى تمكنت دورية لحرس السواحل من "إنقاذ 83 مهاجراً غير شرعي وانتشال 11 جثة" قبالة سواحل صبراتة التي تقع على بعد 70 كيلومتراً إلى الغرب من طرابلس مشيرًا إلى أن المهاجرين وهم من عدد من الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء، تم إعادتهم إلى الزاوية التي تبعد نحو 25 كيلومتراً إلى الشرق من صبراتة.وقال قاسم إن خفر السواحل اعترض قاربًا آخر يقل 200 مهاجر بينهم 38 امرأة وطفل واحد قبالة سواحل زليتن التي تقع على بعد نحو 135 كيلومتراً إلى الشرق من طرابلس. وكان القارب يقل، إلى جانب الأفارقة، مهاجرين من باكستان وبنغلادش والهند.

ومنذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011 تحولت ليبيا إلى منصة رئيسية للمهاجرين غير الشرعيين الذي يحاولون الانطلاق من سواحلها باتجاه أوروبا، غالباً على متن قوارب متهالكة.

وقضى العام الماضي 3116 شخصاً أثناء محاولة عبور المتوسط إلى أوروبا، وفق المنظمة الدولية للهجرة، بينهم 2833 قبالة السواحل الليبية.وتعد ليبيا نقطة الانطلاق الأكثر شيوعاً للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا عن طريق البحر. وعبر أكثر من 600 ألف شخص البحر المتوسط إلى إيطاليا خلال السنوات الأربع الأخيرة غالبيتهم انطلق من ليبيا.

ومنذ يوليو (تموز) الماضي حدث تراجع كبير في أعداد المهاجرين بعد أن ضغطت السلطات الليبية بدعم من إيطاليا على جماعات محلية لمنع عمليات التهريب كما ساندت خفر السواحل الليبي لاعتراض المغادرين.