تدريبات عسكرية مصرية أميركية سعودية إماراتية في البحر الأحمر

أعلنت القوات المسلحة المصرية ، الإثنين ، مشاركتها في تدريبات عسكرية أميركية سعودية إماراتية تجري في نطاق المياه الإقليمية في البحر الأحمر، وتستهدف تنفيذ أعمال قتالية مشتركة لتأمين منطقة بحرية ضد التهديدات المختلفة.

وقال المتحدث العسكري الرسمي العقيد تامر الرفاعي "إن عناصر من القوات الخاصة لكل من مصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة الأميركية تواصل فعاليات التدريب المصري الأميركي المشترك "استجابة النسر 2018" والذي يستمر على مدار عدة أيام بنطاق المياه الإقليمية بالبحر الأحمر".

وأوضح المتحدث، في بيان، أن الأيام الماضية شهدت المراحل التمهيدية للتدريب، ومنها "تنظيم الكثير من الأنشطة والفعاليات شملت المحاضرات النظرية والبيانات العملية وأساليب المهارة في الميدان والتكتيكات القتالية التي تستخدمها القوات الخاصة، وتنفيذ الكثير من الرميات من أوضاع الرمي المختلفة، والتدريب على التخلص من الذخائر المتفجرة، وأعمال الغوص المشترك، وكذا تنفيذ إدارة أعمال قتال مشتركة نهارًا وليلًا لتأمين منطقة بحرية ضد التهديدات المختلفة، والتدريب على أعمال البحث والإنقاذ ومكافحة الألغام وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش".

وأضاف أن التدريبات تستهدف "صقل مهارات العناصر المشاركة وتوحيد المفاهيم العملياتية وتبادل الخبرات التدريبية بينها"، وأوضح البيان أن "ذلك يأتي تزامنًا مع وصول قطع بحرية تابعة لدولتي الولايات المتحدة والإمارات للمشاركة في فعاليات التدريب البحري "تحية النسر 2018"، والذي بدأت مراحله الأولى بعقد مؤتمر افتتاحي تضمن الأنشطة المخططة وإجراءات القيادة والسيطرة لتوحيد المفاهيم بين القوات المشاركة وتجارب المواصلات الإشارية والتدريب على طرق الدفاع ضد الأهداف الساحلية والسطحية".

ويعد التدريب المشترك "تحية النسر" واحدًا من أهم التدريبات البحرية التي تساهم في تعزيز أوجه التعاون العسكري ونقل وتبادل الخبرات وتعزيز العمل على تحقيق الأمن البحري بين الدول المشاركة.

وتأتي تلك المناورات، فيما تواجه مصر ودول الخليج تهديدات مشتركة في مياه البحر الأحمر، من جانب ميليشيات الحوثي التي تسيطر على الساحل الغربي اليمني، بدعم إيراني عسكري.

وتعرضت يوم الأربعاء الماضي، ناقلتا نفط عملاقتان تابعتان للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري "البحري"، تحمل كل منهما مليوني برميل من النفط الخام، لهجوم من قبل ميليشيات الحوثي في البحر الأحمر، بعد عبورهما مضيق باب المندب، أسفر عن إصابة طفيفة في إحدى الناقلتين. وعقب الهجوم، قررت المملكة تعليق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب، إلى أن تصبح الملاحة خلال المضيق آمنة.

وقال اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، مساعد وزير الدفاع المصري الأسبق، لجريدة "الشرق الأوسط"، "إن الوجود الحوثي في البحر الأحمر وميناء (الحديدة) يشكل تهديدا خطيرا على حرية لملاحة الدولية والتجارة العالمية في البحر الأحمر، الأمر الذي يستعدي تضافر الجهود العربية لمواجهة هذا الخطر، من خلال تنسيق عسكري مشترك وتنفيذ عمليات مركزة".

وأوضح أن الاعتداءات المتكررة دعمت من أهمية الدور الذي يلعبه تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية، في استعادة الأمن والشرعية باليمن، وجهوده للتخلص من سيطرة تلك الميليشيات المسلحة".

ويعد مضيق باب المندب بالبحر الأحمر، أحد أهم الممرات المائية للنفط الخام، حيث يربط البحر الأحمر ببحر العرب عبر كل من سواحل اليمن وجيبوتي وإريتريا. ويعد طريقًا مهمًا لوصول مشتقات النفط الأوروبية للأسواق العالمية.