لندن ـ سليم كرم
قُتل مهندس بريطاني في سورية أثناء محاولته تطهير منزل مفخخ بالقنابل بعد التطوع للقتال ضد تنظيم "داعش" في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة مانشيستر، وأعلن الطبيب الشرعي ديفيد هورسلي بأن أولي هول، 24 عاما، قد توفي في الخدمة أثناء خدمته مع وحدات حماية الشعب الكردستانية (YPG) وأثنى على "مثاله الرائع في الشجاعة والتضحية بالنفس".
ومن خلال تحقيق في بورتسموث اتضح أن هول غضب بشدة من هجوم مانشستر بالمتفجرات، فقرر الانضمام إلى المقاتلين الأكراد في سورية، غادر مهندس الاتصالات إلى العراق عبر ألمانيا في 18 أغسطس/آب من العام الماضي والتقى مع وحدات حماية الشعب، حيث حضر أكاديمية التدريب في روج آفا، شمال سورية، لمدة خمسة أسابيع قبل العمل على إزالة الألغام والمتفجرات في الرقة، حيث توفي في 25 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقالت والدته، جين ليندون، إن ابنها لم يخبرها بخططه حتى وصل إلى الشرق الأوسط، وأضافت أنه في اليوم الذي غادر فيه، منحها 20 جنيهًا إسترلينيًا لدفع ثمن سيارة أجرة للعودة إلى المنزل من العمل، "قال لي "أنا أحبك يا أمي"، وقلت "أحبك"، وكانت تلك آخر مرة رأيته فيها."
وإذ وصفته بأنه كان يتمتع بشخصية قوية، قالت إنه غضب بشدة من الهجمات الإرهابية في المملكة المتحدة وأوروبا ولاعتقاده بأن الحكومة لا تتخذ أي إجراء، قالت "عرفت أنه كان غاضبًا ولكن لم تكن لدينا فكرة أن شعوره بتلك القوة"، وقد أُبلغت ليندون أن ابنها ذهب إلى منزل في الرقة بعد أن لأن رجل مسن وابنته كانا يشعران بالقلق بشأن الأفخاخ المتفجرة.
وقال جوناثان دنكان، أحد أصدقاء هول، إن هول كانت يخطط للذهاب إلى سورية لمدة ستة أشهر تقريبًا، وقد توقف عن التدخين والشرب وعمل على تحسين لياقته قبل المغادرة، وقال إن الهجمات الإرهابية الأخيرة في المملكة المتحدة ألهمته للتطوع، وأضاف "كان التفجير الذي حدث في مانشستر قريبًا جدًا من المنزل".
وأصدر الطبيب الشرعي هورسلي حكمًا سرديًا قائلًا أن هول، الذي كان من بورتسموث، توفي "في الخدمة مع القوات الكردية"، مضيفًا: "لقد بذل حياته لحماية سلامة الآخرين"، وتابع الطبيب الشرعي "لقد كان شخصًا يشعر بعمق بآلام العالم ومشكلاته، وعقد العزم على القيام بشيء حيال ذلك بنفسه لوضع حد للإرهاب، وكان التزامه عميق لدرجة أنه تخلى عن الحياة الآمنة والمريحة في منزل عائلته"، "لقد جعلته أفعاله بطلًا في المجتمع الكردي. يجب أن يكون أيضًا مثالًا رائعًا في الشجاعة والتضحية بالذات لمن يسمع قصته".
وخارج المحكمة، قالت والدته إنها تأمل أن الآخرين لن يسيروا على خطاه، قالت "نحن نريد فقط أن نقول أننا فخورون جدًا بأولي، أتمنى لو أنه لم يرحل أبدًا، لكننا فخورون بما فعله، ولكننا لا نريد أن يذهب أشخاص آخرون إلى هناك.
في وصفها لشعورها عندما أخبرها برسالة نصية أنه سافر إلى الشرق الأوسط، قالت "لقد تدمرت تمامًا، كان لدي هذا الشعور بأنني لن أراه مرة أخرى، لم أستطع أن أكون غاضبة منه، كان في سورية ولم أكن أريد أن ينقطع التواصل معه، في بعض الأيام كان يراسلني من الرابعة صباحًا حتى منتصف الليل، سنفتخر به دائمًا، ونتمنى فقط لو أنه لم يرحل."