طرابلس _ فاطمة سعداوي
تحاول عناصر تنظيم "داعش" جرَّ القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية إلى حرب استنزاف للدفاع عن آخر أحياء سكنية بقيت تحت سيطرتها. ولم يعد وجود التنظيم في معقله الليبي، سرت، يزيد على الكيلومتر الواحد، فبات تواجد المتطرفين في المدينة محصوراً في حي المنار، وفق قادة من مصراتة اعتبروا أن التنظيم يقاتل بشراسة في هذا الحي للدفاع عن مسألة بقائه الأخير في ليبيا، مما يفقده القدرة على استخدام أسلحة ثقيلة. ويبقى دحر التنظيم من سرت، كما يقول مراقبون، سيشكل انتصاراً حقيقياً لحكومة الوفاق الوطني، بعد عام ذاق فيه سكان المدينة تنفيذ عمليات إعدامات بالجملة، وتهجيراً للكثير منهم.
من جانبه أكد العميد محمد الغصري المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص" أن عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي محاصرون في آخر معاقلهم في الجيزة وعمارات الستمئة، بعد التقدم الكبير الذي تحقق على أرض المعركة مؤخراً. وجدد الغصري التأكيد على أن بقايا عناصر التنظيم، يائسون ومحاصرون في منطقة ضيقة جداً، وقفلت أمامهم كل المنافذ، ولم يبق أمامهم إلا الاستسلام.
وقُتل أمس الثلاثاء، ثلاثة أشخاص وأصيب 16 آخرون الثلاثاء جراء قصف التنظيمات الإرهابية حي سيدي حسين المكتظ بالسكان وسط بنغازي، وارتفعت حصيلة قتلى قوات البنيان المرصوص إلى 12 قتيلاً خلال الاشتباكات التي تجددت يومي الأحد والاثنين، بحسب مصدر طبي مسؤول بمستشفى مصراتة المركزي.
وبحسب ما أوردت وكالة الأنباء الليبية فإن القذائف سقطت على عمارة وسط سيدي حسين، ويعتقد أن القذائف قد انطلقت من وسط محور سوق الحوت، القريب جداً من حي سيدي حسين، والذي يتحصن داخله بعض من الإرهابيين. وارتفعت حصيلة قتلى قوات البنيان المرصوص إلى 12 قتيلاً و64 جريحاً خلال الاشتباكات التي تجددت يومي الأحد والاثنين، بحسب مصدر طبي مسؤول بمستشفى مصراتة المركزي.
وأفادت مصادر أمنية الثلاثاء، بوفاة 22 شخصاً ، غالبيتهم اختناقاً، على متن مركب مكتظ بحوالي ألف مهاجر غير شرعي قبالة السواحل الليبية. وذكر أريس ميسينيس مصور الوكالة، الذي كان على متن سفينة الإنقاذ "استرال" التابعة لمنظمة "بروأكتيفا أوبن آرمز" الخيرية الإسبانية، والتي تدخلت لنجدة المهاجرين: "المركب خشبي مؤلف من 3 طبقات تحمل 1000 شخص.. صعدت على متن المركب وأحصيت 22 جثة. ولكن هناك المزيد في الأسفل". وأضاف المصور ميسينيس: "طاقم استرال أفسح المجال أمام عناصر البحرية الإيطالية لاستكمال عملية إنقاذ الناجين وانتشال الجثث.
وأعلنت قوات خفر السواحل الايطالية انها نسقت أمس عمليات انقاذ ركاب 16 زورقا كانت تقل نحو 1800 مهاجر قبالة السواحل الليبية، ولا تزال عمليات الانقاذ متواصلة لانقاذ ركاب 15 زورقا آخر. وبينما كانت سفن الانقاذ منهمكة بنقل اكثر من 6000 مهاجر انقذوا الاثنين الى الشواطئ الايطالية، تم الابلاغ عن وجود مهاجرين جدد على نحو ثلاثين مركبا اضافيا.
وفي الجزائر، أنهى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج أمس زيارته الرسمية للعاصمة الجزائرية أجرى خلالها محادثات مكثفة مع المسؤولين الجزائريين . وأفاد بيان صدر عن ديوان الوزير الأول الجزائري أن المحادثات تركزت حول تطور الوضع والجهود الجارية في إطار التسوية السياسية للأزمة في ليبيا.
وأعلن عبد القادر مساهل الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية عن اجتماعين سيعقدان بنيامي عاصمة النيجر آخر الشهرالجاري، أولهما يضم دول جوار ليبيا، وثانيهما يجمع دول الجوار مع اللجنة الخماسية المنبثقة عن قمة الاتحاد الإفريقي الخاصة بليبيا ، وقال مساهل في مؤتمر صحفي مع نظيره الليبي محمد طاهر سيالة إن الاجتماعين سيبحثان استمرار الخلاف في ليبيا وسبل تقريب وجهات النظر وصولاً إلى حل سلمي تقبله الأطراف كافة.
من جانبه أشاد الرئيس فائز السراج بالعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الجزائري والليبي عبر التاريخ، مشيرا في هذا الشأن إلى أن هناك الكثير من الشراكات التي تجمع ليبيا والجزائر، سواء الاقتصادية منها أو الاجتماعية بالإضافة إلى شراكات أمنية وغيرها نحتاج إلى الاستمرار فيها والاستفادة القصوى منها.
وكشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الاجتماع الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس،الاثنين فشل في التوصل إلى أي حلول أو التوصل إلى اتفاق سلام بين الأطراف الليبية، في ظل غياب ملحوظ لممثلين عن حكومة الوفاق الوطني.