المنامة ـ خالد الشاهين
كشف المحلل السياسي البحريني أحمد البوفلاسة عن استمرار النظام القطري في وضع المخططات التخريبية لإسقاط الأنظمة السياسية، بما يحقق للدوحة القوة والسيطرة لتكون اللاعب الرئيس في المنطقة، وذلك على حساب دماء واستقرار الشعوب العربية، مشيرًا إلى أن قطر استهدفت تقويض الأمن والاستقرار في البحرين من خلال 3 ركائز، تمثلت في دعم الحراك الشيعي والإخواني والتيارات المتطرفة.
وأضاف البوفلاسة، في حوار مع "الاتحاد"، السبت، أن المخططات القطرية بعد فشل الانقلاب على الشرعية والذي خططت له قطر في عام 2011 لنشر الفوضى وعدم الاستقرار في مملكة البحرين لم تتوقف، حيث دأبت على التوافق مع الحركات الشيعية المتطرفة "الوفاق" تحديدًا، وتوجيهها بضرورة التركيز على ملف الطائفية، بل ودعوة الأمم المتحدة للتدخل تحت ذرائع وادعاءات حماية الشعب البحريني، ووقف الانتهاكات التي تقوم بها حكومة البحرين.
وتابع البوفلاسة: "بطبيعة الحال، كل ذلك يجري بالاتفاق مع طهران، والعمل على تقديم الوفاق على أنها الممثل للشيعة في البحرين، والجمعية السياسية الأبرز بالمنطقة، حيث حظي هذا التنسيق القطري الإيراني الوفاقي بمباركة النظام الأميركي خلال فترة أوباما، الذي فاجأ العالم، بدعوته البحرين لإشراك الوفاق واحترامها، على النحو الذي شكل صدمة للمجتمع الدولي بدعم أكبر قوى دولية لتيار متطرف يمارس العنف والإرهاب".
وقال البوفلاسة: "شمل هذا الدعم لجميع قوى المجتمع المدني، من جمعيات ومنظمات ومراكز حقوقية ودينية وسياسية واجتماعية وتنموية، بما جعل من البحرين واحدة من أكثر بلدان العالم تمثيلًا للمجتمع المدني، وعلى النحو الذي لا يتلاءم من حجم الكثافة السكانية للبحرين".
ولفت المحلل السياسي، إلى ما تم كشفه مؤخرًا عن اتفاق بين رئيس وزراء قطر السابق والمعارضة البحرينية بمباركة طهران على إشعال الفتنة والاحتجاجات في البحرين منذ ما يقارب عقد من الزمن، بحيث ينتهي الأمر بسقوط النظام وتعيين حكومة مؤقتة، إلا أن تدخل قادة الخليج من خلال قوات درع الجزيرة، أدى إلى فشل المخططات القطرية الإيرانية، لكن النظام القطري لم يوقف مخططاته واستهدافه البحرين، بل استمرت محاولاته ومشاريعه وبرامجه التدميرية التي تستهدف البحرين بلا هوادة، مسخرًا في هذا المجال جميع أذرعه الاستخبارية والإعلامية والسياسية والمجتمعية".
وذكر البوفلاسة: "وفقًا للمعلومات، فإن العناصر الأساسية للمبادرة القطرية التي تم تنسيقها مع الوفاق وحلفائها، تتمثل في أربعة محاور رئيسة للعمل على إنجاح الانقلاب على الشرعية في البحرين، وتمكين القوى المتطرفة من السيطرة على النظام، حيث أكدت قطر للوفاق وحلفائها رعايتها هذه المبادرة وسعيها للضغط على البحرين للالتزام بها والوصول إلى تسوية حقيقية لتنفيذها".
وأضاف المحلل البحريني: "تعقد قطر الصفقات مع الجماعات الإرهابية في البحرين وتدعمهم لتمكينهم من إسقاط النظام، جريًا على مخططاتهم التي استهدفت مصر وتونس وليبيا، وتسخير إعلامهم لمخاطبة المجتمع المدني، بما وصفوه بالثورة في البحرين، وفتح قنواتهم لرموز وقادة الإرهاب في البحرين بعد أن تم توصيفهم بالقادة السياسيين والحقوقيين والمعارضين السلميين والثوار، إضافة إلى توجيه اللوم المباشر للإدارة الأميركية والمجتمع الدولي لتعاطيه السلبي مع ما أسموه بـ"ثورة البحرين"، واتهامها بالكيل بمكيالين فيما يتعلق بالثورات العربية الأخرى".
وأردف البوفلاسة: "رغم ذلك، وفي إطار التناقض الواضح، قامت قطر بتأييد مبادرة دول مجلس التعاون لحفظ الأمن والسلام في البحرين، وإنهاء جميع أشكال الإرهاب والتطرف الذي استشرى بها، بدعم إقليمي ودولي كبير، دون أن ترسل قواتها العسكرية أو الأمنية مثلما فعلت بعض دول مجلس التعاون".
وأوضح البوفلاسة: "لعل من أبرز التيارات التي دعمتها واحتضنتها قطر، "أكاديمية التغيير"، والتي بدأت حراكها الحقيقي في البحرين في النصف الثاني من عام 2011 ولتضع نفسها بقوة في بداية عام 2012 في الشارع البحريني، وعولت عليها قطر كثيرًا في إحداث الانهيار للنظام، من خلال اعتماده على أدبيات اللاعنف، والنّضال السلمي والاحتجاج الشعبي، وارتكازها على ما تسميه "ثورة العقول" سبيلًا لإحداث التغيير، واستشراف المستقبل".
وقامت قطر بتجنيد العديد من الشباب البحريني، وابتعاثهم في برامج تدريبية متعلقة ببناء وتعزيز القدرات، في كل من قطر والنمسا وبريطانيا، وتنطلق أكاديمية التغيير في فلسفتها على عقيدة تتمثل في "بناء المجتمعات القوية، والبدء بتحرير كل المجتمعات الأرضية من قوى الاستبداد والظلم والدكتاتورية، عبر النضال السلمي"، وهي الشعارات التي استطاعت أن تستقطب من خلالها العديد من الشباب البحريني، وتسخرهم لخدمة مشروعها التخريبي في البحرين.
وبحسب إفادات العديد من الكوادر التي تم استقطابها وتسخيرها لخدمة تلك المشاريع الهدامة في البحرين، فإن القائمين على الأكاديمية حاولوا إقناعهم بأنهم قادرون على إحداث تغيير في الشارع البحريني، والمساعدة في القضاء على دور الدولة الداعمة للحكم في مملكة البحرين. وأكد هؤلاء خضوعهم لبرامج مكثفة في قطر ولندن وفيينا، أكسبتهم المعرفة بأدوات خلق الفوضى السياسية وصناعتها، وحرب اللاعنف عبر الأدوات الاحتجاجية، وصناعة الرأي العام والتأثير والتغيير المجتمعي، بقصد تشكيل حراك سني معارض يلتقي مع المعارضة الشيعية في جانب ومع حركة الإخوان في الجانب الآخر، ولتمثل لاحقًا تكتلًا معارضًا يفضي مع الزمن لتغيير نظام الحكم في البحرين.