حريق "كامب فاير" الذي يجتاح شمال ولاية كاليفورنيا

تسبَّب حريق "كامب فاير" الذي يجتاح شمال ولاية كاليفورنيا (غرب الولايات المتحدة)، في تدمير مدينة ريفية في مقاطعة "بوتي"، ما أودى بحياة تسعة أشخاص على الأقل، واتلاف ما يصل إلى 90 ألف فدان وآلاف المباني، بحيث اعتُبر أنه أضخم حرائق للغابات في تاريخ هذه الولاية الأميركية.

وبحلول مساء الجمعة ، كان الحريق تسبب في تدمير 6453 منزلا و 260 مبنىً تجارياً في مدينة "باراديس"، في مقاطعة "بوتي" غرب البلاد، وكان يهدد 15 ألف مبنى آخر، وقد تم إجلاء حوالي 52 ألف شخص من مختلف البلدات. وتتوقع السلطات زيادة عدد الخسائر في الأيام المقبلة.

وكان من بين الأشخاص التسعة الذين قتلوا في حريق "كامب فاير" أربعة ضحايا عثر عليهم في سياراتهم التي تم تدميرها بسبب الحريق في منطقة "إيدغوود لين" ، وفقاً لمكتب مأمورية مقاطعة بوت. وتم العثور أيضاً على شخص آخر خارج سيارة هناك، وعثر على ثلاث جثث خارج منازلهم إلى جانب جثة شخص داخل منزله، ولم يتم التعرف على أي من الضحايا، وبالإضافة إلى الخسائر في الأرواح ، أصيب ثلاثة من رجال الإطفاء.

وأسفر حريق "كامب فاير" منذ اندلاعه الخميس الماضي، عن القضاء على أكثر من 90 ألف فدان، ولم تتمكن فرق مكافحة الحرائق من احتوائه، إلا بنسبة خمسة في المئة فقط بحلول مساء الجمعة.

واستغرق الأمر أقل من 48 ساعة لحريق "كامب فاير" ليصل إلى مستويات هائلة من الدمار، وكان الأسوأ في مدينة "باراديس"، وهي بلدة مساحتها 27 ألف نسمة على بعد 90 ميلاً إلى الشمال من "ساكرامنتو" ، والتي دمرتها النيران بسرعة كبيرة لدرجة أن العديد من السكان كانوا بالكاد قادرين على الهروب منها.

وفي شمال الولاية المحترقة، يواصل المحققون البحث عن ضحايا آخرين محتملين للحريق لكنهم يواجهون صعوبة كبيرة بسبب تمدد النيران. وأدى الحريق الى دمار جزئي بمدينة باراديس المعزولة، وامتدت ألسنة اللهب بسرعة كبيرة، بسبب الرياح، وغطت المدينة بسحب كثيفة من الدخان والرماد. وشملت أكثر من 280 كلم مربعاً. ودمرت مئات المنازل ومستشفى ومحطة وقود ومطاعم. 

وقال سكوت لوتر ، عضو مجلس بلدية باراديس وعمدة سابق: "أعتقد أنه لن يكون هناك الكثير صالحاً للسكن في المدينة، ولكن من السابق لأوانه معرفة مقدار ما فقدناه". وأضاف: "مازال سبب الحريق ، الذى بدأ صباح اليوم ، قيد التحقيق ، لكن شركة "باسيفيك غاز آند إلكتريك"، أبلغت المعنيين، يوم الجمعة، بأن خط كهرباء عالي التوتر بالقرب من المنطقة قد عانى من مشكلة قبل اندلاع النيران".

وزاد عدد رجال الإطفاء إلى 3223 بحلول مساء يوم الجمعة ، حيث ساعدت فرق الإطفاء البالغ عددها 67 طاقًما و440 من عربات الإطفاء و 23 طائرة هليكوبتر للتغلب على الحريق، وفقًا لقسم كاليفورنيا للحماية من الحرائق، وتم طلب المساعدة من الولايات المجاورة ، بما في ذلك "أوريغون ونيفادا ونيو مكسيكو ووايومنغ وواشنطن".

وغطى الدخان الكثيف الكثير من شمال كاليفورنيا ، بما في ذلك منطقة "باي"، على بعد 200 ميل تقريبًا ، حيث كانت قوة الهواء سيئة للغاية، وتمَّ إلغاء الرحلات الجوية في مطار "سان فرانسيسكو الدولي" ، ونصح السكان بالبقاء في منازلهم. وقال مارك غيلدوديتشي ، مدير مكتب خدمات الطوارئ في الولاية ، إن الحريق "كان ضخما للغاية وأسفر عن خسائر كبيرة ومأساوية في هذه المقاطعة". 

وأُطلق على الحريق اسم "كامب فاير" بسبب قربه من طريق "كامب كريك" بالقرب من الطريق السريع 70 في وادي نهر "فيذر". وقد بدأ اندلاع الحريق في الساعة 6:30 من صباح يوم الخميس وسرعان ما انتشر الى "باراديس" واضطر العديد من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى المغادرة بدون هواتفهم الخلوية أو تحديد الهوية، وكانت لديهم صعوبات في إعادة الاتصال بالأصدقاء والعائلة. 

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ، قام عشرات الأشخاص بنشر الصور وعناوين أقاربهم المفقودين ، وكثير منهم من كبار السن أو المعاقين الذين كانوا قد واجهوا صعوبة في الهرب بمفردهم. ولم يكن لدى المسؤولين أي أرقام فورية حول عدد الأشخاص الذين لم تتم معرفة مصيرهم، على الرغم من أن مكتب شريف مقاطعة "بوت" قال إن "لديه 35 تقريرًا رسميًا عن المفقودين". وأصدر الصليب الأحمر الأميركي تحذيراًمن احتمال تزايد الأعداد.

وفي "ماليبو"، التي تبعد نحو 800 كيلومتر إلى الجنوب، تسببت الرياح في تحرك ألسنة اللهب سريعاً وصولاً الى سفوح تلال، وعبر وديان نحو منازل تصل قيمتها الى ملايين الدولارات. واكتظ الطريق السريع على ساحل المحيط الهادي بآلاف السكان المتجهين جنوباً أو إلى الشواطئ، ومعهم أمتعتهم وحيواناتهم الأليفة.

 ووصل عدد من فرّوا من كاليفورنيا هرباً من الحرائق حوالي 150 ألف شخص. وحذرت السلطات في "ماليبو" في بيان لها، السكان من الحرائق وقالت:"الحريق الآن خارج السيطرة ويتجه إلى مناطق مأهولة في "ماليبو". ودعت جميع السكان الى المغادرة فوراً". وغردت خدمة الإطفاء في مقاطعة فنتورا على "تويتر" قائلة، إنه تم إجلاء نحو 95 ألف من سكان المقاطعة. وأمرت السلطات بإخلاء منطقة "وست هيلز"، ولم يتضح عدد المنازل التي تشملها أوامر الإخلاء.

قبل حريق "كامب فاير" ، حصلت حرائق Tubbs Fire في العام الماضي التي دمرت 36807 فدانًا. وكانت أكثر حرائق الغابات تدميراً في تاريخ الدولة والتي دمرت 5636 مبنى في مقاطعتي "نابا وسونوما".