عدن ـ عبدالغني يحيى
تمكَّنت قوات الجيش اليمني في جبهة الكدحة غرب مدينة تعز من السيطرة على جبل القرون وقرية الميهال ومدرسة خالد بن الوليد ومحيطها بعد معارك عنيفة مع الميليشيات الانقلابية أمس. وقال نائب المتحدث باسم محور تعز العقيد عبدالباسط البحر لموقع "سبتمبر.نت" التابع لوزارة الدفاع اليمنية إن السيطرة على هذه المواقع وخصوصاً مدرسة خالد بن الوليد ومحيطها يعتبر مهماً للجيش نظراً إلى استخدامها مركزاً لقيادة الميليشيات.
وقال البحر إن تعزيزات كبيرة وصلت إلى قوات الجيش الوطني، وتكبدت الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري وسط انهيار شبه تام في صفوفها، كما تمكنت قوات الجيش في محافظة تعز من تحرير مزارع الحريشية في منطقة الهاملي بمديرية المخا غرب المحافظة. وأكد مصدر ميداني لـ "سبتمبر.نت" أن عشرين من عناصر الميليشيات لقوا مصرعهم خلال معارك تحرير مزارع الحريشية وأصيب العشرات.
وشنت مقاتلات التحالف العربي غارات على أهداف وتجمعات للميليشيات في منطقة الجبلين "حمران" غرب محجر الراعي آخر مناطق مديرية المخا على الحدود مع منطقة ظمي التابعة لمديرية حيس بمحافظة الحديدة. وأسفرت تلك الغارات عن تدمير عتاد عسكري وتعزيزات لدعم جبهات الانقلابيين في ما تبقى من المخا.
كما قتل ثلاثة من عناصر الميليشيات بينهم مسؤول مدفعية الانقلابيين في مديرية دمت شمال محافظة الضالع نتيجة قصف مدفعية الجيش مواقعهم. وقالت مصادر ميدانية لـ "سبتمبر.نت" إن مدفعية اللواء 83 في مريس بمحافظة الضالع قصفت تجمعات وتحصينات للميليشيات في دمت سقط على أثرها 3 قتلى بينهم مسؤول مدفعية دمت ويدعى مسعد اليافعي المكنى "أبو خلدون" في منطقة المظاريف. كما قصفت مدفعية اللواء 83 بصواريخ الكاتيوشا تعزيزات للانقلابيين قادمة من رداع لتعزيز عناصرها في عزلة نعوة بعد سقوط عزلة الربيعتين بجبن بيد المقاومة الشعبية.
وتبادل الانقلابيون اتهامات وشكاوى الفساد والمحسوبية وسوء استخدام السلطة أمام مكتب ما يسمى بالنائب العام الذي عينه الحوثيون في العاصمة اليمنية صنعاء.وكان بطلا هذه الاتهامات كل من هشام شرف الوزير في حكومة الانقلاب عن حزب المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأحمد البابلي وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة نفسها عن جماعة الحوثيين. وفي خطاب حصلت "الشرق الأوسط" على نسخة منه، ذكر البابلي أن هشام شرف ارتكب جرائم جسيمة على موظف عام أثناء تأديته وظيفته، وقال في شكواه للنائب العام إن شرف قام بدفعة بقوة ولطمه على وجهه بحجة أنه ينتمي لما يسمى اللجان الثورية ووجوده داخل الوزارة التي تعد من نصيب المؤتمر الشعبي العام غير قانوني.
وبحسب البابلي فإن ما ارتكبه وزير الخارجية الانقلابي يشكل جرائم يعاقب عليها القانون بالحبس خمس سنوات وفقاً لقانون العقوبات خصوصاً المادة 171 منه وطالب باتخاذ كل الإجراءات القانونية الكفيلة بمحاكمته وإنزال أشد العقوبات عليه.إلى ذلك، تقدم هشام شرف الذي يشغل وزير التخطيط والتعاون الدولي بالوكالة عن طريق محاميه بشكوى للنيابة الجزائية المتخصصة ضد ما أسماه عصابة مسلحة ارتكبت الكثير من الجرائم ومنها الحرابة والمساس بالأمن الداخلي والعصيان المسلح وإهانة الموظف العام وتهديده وغيرها من الجرائم الجسيمة.
وفي سياق تفاقم الخلافات بين الانقلابيين، تعرضت علياء الشعبي وزيرة حقوق الإنسان في حكومة ما يسمى الإنقاذ والقيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام ونجلها للضرب من قبل مشرفي الحوثيين أثناء وجودها في البحث الجنائي.ولا تزال اللجان الثورية التي يقودها محمد علي الحوثي تدير فعلياً جميع الوزارات الحكومية في العاصمة صنعاء، فيما اشتكى وزراء صالح من كونهم أشبه بالديكور وعدم تمكينهم من استخدام أي سلطة.ولم يكن القيادي الحوثي حسن زيد والذي يشغل منصب وزير الشباب والرياضة بعيداً عن سلسلة الشكاوى، حيث رفع مذكرة هو الآخر للنائب العام تحدث أن وكيل وزارته القيادي في المؤتمر عبد السلام عاطف والوكيل المساعد للوزارة طارق حنش ومرافقهم الخاص تعرضوا للاعتداء والسحل داخل مستشفى الأسرة بالعاصمة صنعاء.من جانبه، أوضح مصدر يمني لـ"الشرق الأوسط" أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح لم يعد يسيطر على الأمور داخل العاصمة صنعاء، وبات يتنقل بشكل محدود جداً، وأضاف المصدر الذي - رفض ذكر اسمه - أن صالح تجاهل الكثير من مطالب قيادات حزبه الرد على إهانات الحوثيين وطردهم من المؤسسات الحكومية والوزارات. ووفقاً للمصدر نفسه، فإن النائب العام المؤيد للحوثيين يقف بشكل واضح إلى جانب قيادات أنصار الله، ويحاول إدانة قيادات المؤتمر وجرهم بشكل مذل للتحقيق بشكل مطول إمعاناً في إهانتهم.
في هذا الوقت أعلن الحوثيون صنعاء "مدينة منكوبة" نتيجة تفشي داء الكوليرا فيها. وذكر الصليب الأحمر الدولي أن الكوليرا قتلت 180 على الأقل في اليمن منذ 27 نيسان/ أبريل وتم الإبلاغ عن 11 ألف حالة إصابة أخرى مشتبه بها. وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أنها تخشى من أن النظام الصحي المتدهور لن يتمكّن وحده من التعامل مع تفشّي المرض.
وتحدث الأمين العام للمجلس المحلي بأمانة العاصمة "المعيّن من الحوثيين" أمين محمد جمعان عن انتشار فجائي وبائي يحصد أرواح المواطنين من الأطفال والشيوخ والنساء، يطاول ويهدّد حياة كل اليمنيين في ظل استمرار الحرب. وطالب المنظّمات الإنسانية بسرعة إسناد الجهد المحلي والوطني والعمل الفوري والعاجل لتلبية الحاجات الصحية، الوقائية والعلاجية، لمنع انتشار هذا الوباء القاتل وتطويق مسبّباته وتوفير الأمصال الدوائية المناسبة لإنقاذ أرواح المصابين.
كما أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان في حكومة الانقلاب حال الطوارئ الصحية في صنعاء، وقالت إن الإصابات تجاوزت المعدّلات الطبيعية وأصبحت تفوق قدرة النظام الصحي الذي أصبح عاجزاً عن احتواء هذه الكارثة الصحية، إذ تجاوز عدد الإصابات 2567 في أسبوعين.
بدورها، أكدت منظّمة "يونيسيف" ارتفاع عدد حالات الإصابات بالإسهالات المائية الحادّة على رغم جهود الإغاثة. كما حضّت منظّمة "أطباء بلا حدود"، المنظّمات الدولية على زيادة المساعدات الإنسانية للحدّ من انتشار الكوليرا في اليمن وتحسّباً لتفشّي أمراض أخرى. وأوضحت المنظّمة أنها قامت بإنشاء مراكز لعلاج الكوليرا ضمن خمسة مستشفيات لعزل المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض ومعالجتهم، كما تدعم مرافق أخرى تديرها وزارة الصحة العامة والسكّان.
من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي وقوف بلاده إلى جانب اليمن وقيادته الشرعية وأي جهود من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار بما يحفظ وحدة الأراضي اليمنية وسلامتها الإقليمية ويصون مؤسساتها الوطنية ومُقدرات الشعب.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه معه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي أكد بن علوي خلاله اعتزازه بمستوى العلاقات التاريخية والروابط الاجتماعية التي تربط بين البلدين والشعبين.