عدن ـ عبد الغني يحيى
أكدت مصادر يمنية فجر اليوم الثلاثاء، مقتل القيادي الحوثي البارز مبارك المشن متأثرًا بجروحه التي أصيب بها في الغارة التي شنها التحالف العربي، الأحد، من خلال عملية استخباراتية نوعية، استهدفت مقر اجتماع لقيادات "حوثية" بارزة في مأرب. وحسب المصادر ذاتها، فقد تم تأكيد موت المشن بعد تكتم على ذلك لكي لا يؤثر على معنويات مقاتليه. وقالت إن الاجتماع كان يضم عددا كبيرا من القادة البارزين في الميليشيا الانقلابية، وعلى رأسهم مبارك المشن المسؤول عن جبهة صرواح في مأرب وناصر الزعبلي، وهو أحد القادة البارزين. وأوضحت أن ثمانية أشخاص قتلوا على الأقل في الغارة التي استهدفت المقر، من بينهم ثلاثة مرافقين شخصيين للمشن، بينما لم يتحدد مصيره بعد.
وأحكم الجيش اليمني بدعم من قوات التحالف، السيطرة على مساحات شاسعة من الجبهة في مأرب تحت غطاء كثيف من نيران القوات الجوية والمدفعية، حسب ما قال مصدر عسكري في القوات المسلحة الإماراتية، والذي أضاف أن قوات الشرعية مدعومة بالقوات الإماراتية تمكنت من السيطرة على هيئات ومواقع ذات أهمية تعبوية على محاور عدة في جبهة صرواح. وتابع المصدر، في التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية، إن الانتصارات الأخيرة حققتها القوات الشرعية اليمنية، "مدعومة بالقوات الإماراتية باعتبارها جزءا من قوات التحالف العربي". واشار المصدر إلى أن "قوات الشرعية واصلت تقدمها في عدد من المحاور خاصة محور هيلان والمشجح والسيطرة على التبة السوداء والتبة الحمراء ومحور المخدرة بعمق 11 كيلومترا في محافظة مأرب".
وتواصل قوات الجيش اليمني تقدمها في العملية العسكرية التي أطلقتها قبل أيام في محافظة مأرب بشرقي البلاد، وأفادت مصادر عسكرية في مأرب بأن فرقة من القوات الخاصة "الكوماندوز" تمكنت من اختراق المواقع التي يتحصن فيها الانقلابيون في مديرية صرواح بمأرب، وأسفرت عملية الاختراق عن مقتل قائد عسكري بارز، هو العميد الركن حسين قاسم السقاف، وعدد من مرافقيه، إلى جانب أسر عدد من عناصر الميليشيات. وبحسب معلومات من المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، فإن عملية الكوماندوز أسفرت، أيضا، عن ضبط استوديو متكامل لقناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين، وعدد كبير من الوثائق.
وأطلق الجيش الوطني اليمني عملية عسكرية على شكل هجمات مكثفة على مواقع الانقلابيين في المناطق المتبقية من محافظة مأرب تحت سيطرتهم، وتمكنت قوات الجيش من استعادة السيطرة على منطقة المخدرة بالكامل، وقال مصدر قبلي في مأرب لـ"الشرق الأوسط" إن تكاتف قبائل الجدعان المأربية مع قوات الجيش، ساهم، بشكل كبير، في تحرير تلك المنطقة. وقال مصدر ميداني في مقاومة الجدعان لـ"الشرق الأوسط" إن الجيش ومقاومة الجدعان فاجئوا ميليشيات صنعاء قبيل عيد الفطر وسجلوا هدفا ذهبيا في مرمى الميليشيات الانقلابية بإسقاط جبهة المخدرة والتي استعصت على كل محاولات التحرير السابقة، وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن هذه العملية النوعية التي برزت فيها مقاومة الجدعان مجددا وللمرة الثالثة في ختام كل العمليات الرمضانية بإشادات غير مسبوقة، وكان الإسناد الجوي من التحالف بزخم كبير واستمر 48 ساعة متواصلة.
واعتبر القيادي في مقاومة الجدعان سقوط المخدرة، سقوطا لجبهة صرواح التي تمثل الطريق السهل إلى عقر دار صالح ومشارف صنعاء، حيث يستميت صالح والحوثي من أجل عدم سقوط جبهة صرواح التي توصل إلى بلاد خولان وهي الظهير الذي يفصل بلاد سنحان، معقل صالح، عن صرواح وكشف القيادي المقاوم عن تحضيرات موسعة لتطهير كافة مناطق مديرية صرواح خلال الساعات القليلة المقبلة. وأضاف أن جبهة صرواح تتكون من 3 جبهات هي المخدرة وكوفل وهيلان، الأولى سقطت وباقي اثنتان الإعداد جار لتطهيرهما وهما آخر نقاط تواجد الميليشيات في أطراف مأرب بعد أن جرى تحرير جبهة الجدعان وجبهة سد مأرب قبل أكثر من عام.
ونقلت قناة "العربية" عن أحد عناصر مجموعة "كوماندوس" اخترقت مواقع الحوثيين في صرواح أن المجموعة تمكنت من اعتقال عدد من عناصر الميليشيات وقتل آخرين، وذلك بالتنسيق مع التحالف العربي واستخباراته. وكانت عمليتان نوعيتان نفذتا يومي السبت والأحد الماضيين، تم خلالهما إلحاق خسائر بشرية وعسكرية في صفوف الانقلابيين في محافظة مأرب. وتم في العملية الأولى قتل القائد في ميليشيات الحوثي العميد حسين قاسم السقاق، قائد اللواء 312 إلى جانب تسعة من مرافقيه. كما تمكنت قوات التحالف من أسر تسعة عناصر من الانقلابيين، أبرزهم القيادي محمد الشامي ومراسل قناة «المسيرة» عبدالقادر محمد صالح.
أما العملية الثانية فقادها سرب من مقاتلات التحالف واستهدفت مقراً تجتمع فيه القيادات الحوثية، كان بينهم القيادي في جبهة صرواح ناصر الزعبلي، كما لقي 12 من الانقلابيين مصرعهم في غارة السبت، فيما أصيب 15 آخرون في اشتباكات وغارات جوية استهدفت الميليشيات في صرواح.
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية اليمنية إن بيانات مكتب منسق الشؤون الإنسانية في اليمن تنحاز إلى ميليشيات "الحوثي وصالح"، ووصفت هذه البيانات بالمسيسة وغير المهنية وبأنها لا تتطرق إلى جرائم الميليشيات، وتتجاهل الأوضاع المأسوية التي صنعها الإنقلابيون. وجاء في بيان للوزارة نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية استمرت في استهداف المدنيين بكل أنواع الأسلحة، إضافة إلى الاعتقالات الواسعة للمواطنين، ومنهم معتقل كلية المجتمع في جامعة ذمار، الذي يقبع فيه 112 مواطناً يعيشون أوضاعاً مأسوية، ناهيك عن حصار المدن الرافضة لهمجيتهم، وتجويع المواطنين فيها.
وأضافت: "جاء البيان الصادر عن مكتب منسق الشؤون الإنسانية جيمي ماكغولدريك الصادر بتاريخ 21 حزيران/يونيو 2017، متحيزاً ومسيساً وغير مهني، ولم يتطرق من قريب أو بعيد إلى جرائم الانقلابيين، وتجاهل الأوضاع الحقيقية المأسوية التي صنعتها الميليشيات، وأدت إلى مزيد من الانتهاكات، إذ واصلت الميليشيات استهداف المدنيين بمحافظة تعز خلال أيار/مايو، ويونيو/حزيران 2017 بالصواريخ والقذائف المختلفة، ما تسبب بوقوع 17 مذبحة جماعية في الأحياء السكنية والأسواق بمديريات القاهرة والمظفر وصالة والمسراخ والوازعية وموزع، سقط فيها 145 قتيلاً، بينهم 11 امرأة و26 طفلاً، كما سقط 165 مصاباً بينهم 21 امرأة و48 طفلاً، إضافة إلى تدمير الممتلكات العامة والخاصة وترويع المواطنين.