رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

أشادت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الخميس، بالتقدم الكبير الذي أحرزته في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حين وصلت إلى بروكسل لحضور قمة يتم فيها إقرار الصفقة الانتقالية، وقالت إنها تتطلع إلى موافقة المجلس الأوروبي على الصفقة التي تم إبرامها بين ديفيد ديفيس وميشال بارنييه.
وحصلت على دعم رئيس القمة التي تستمر لمدة يومين، عندما أعطى رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك الصفقة ختم موافقته، ومن المقرر أن تعقد ماي مباحثات مع نظيرها الأيرلندي ليو فارادكار، وسط تقارير بأنه تم منحها مهلة ثلاثة أشهر لحل قضية الحدود الإيرلندية، وستجري أيضا محادثات ثلاثية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، مع الثلاثي الذي من المقرر أن يناقش تورط روسيا في قضية تسمم ساليسبري خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولدى وصولها إلى القمة الخميس، قالت رئيسة الوزراء "أتطلع للحديث عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، مضيفة "لقد حققنا تقدما كبيرا من خلال الاتفاق على فترة التنفيذ، الأمر الذي سيجلب اليقين للشركات والأفراد".
وأشارت "نتطلع إلى أن يقر المجلس الأوروبي ذلك الاتفاق ويتحرك بسرعة للحديث عن الشراكة المستقبلية التي نريد جميعا أن نبنيها معا "، وفي الليلة الماضية قال تاسك "لدي أخبار جيدة لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، لقد أوصيت للتو إلى قادتنا أن نرحب من حيث المبدأ، بالاتفاق على الانتقال ".
ومن المتوقع أن يقترب قادة الاتحاد الأوروبي من توقيع الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحكومة البريطانية ورئيس المفاوضين الأوروبي ميشيل بارنييه، وكشف الرجلان عن الصفقة التي وصفوها بأنها "خطوة حاسمة" في المفاوضات، في وقت سابق من هذا الأسبوع، وبموجب هذه الشروط، ستنتهي الفترة الانتقالية في ديسمبر/ كانون الأول 2020، في حين أن المملكة المتحدة خضعت أيضا لحقوق التنقل الحر وقواعد حصص الصيد، ومع ذلك، ستكون بريطانيا حرة في التفاوض والتوقيع على اتفاقيات تجارية بعد تاريخ الخروج الرسمي في مارس/ آذار المقبل، كما أدرج منطقة جبل طارق صراحة في نطاق الاتفاق، ومن المتوقع أن يوقع زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة الغد على الحزمة التي حُربت بشدة.
وفي هذا السياق، قال السيد فارادكار "يوم الجمعة سنلتقي لصيغة المادة 50 لمناقشة مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، هذه لحظة مهمة في مفاوضات المادة 50، ونأمل أن نتفق على مبادئ توجيهية بشأن العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة"، مضيفا "يسرني أن المملكة المتحدة وافقت الآن على حل لتفادي الحدود الصعبة المقترحة في ديسمبر/ كانون الأول، وسيشكل جزءا من النص القانوني، وسيتم تناول جميع القضايا التي حددها الجانب الأوروبي في المسودة، لتقديم حل سليم قانونيا لتجنب الحدود الصعبة في جزيرتنا، وأكدت رئيسة الوزراء هذا في رسالة إلى المجلس الأوروبي، ولرئيسه دونالد تاسك، يوم الاثنين".
ولكن في الوقت الذي استغرق فيه الاتفاق وقتا طويلا، يبدو أن القمة لا تسيطر على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فحسب، بل من هجوم ساليسبري على الجاسوس الروسي وابنته من قبل روسيا.
وحثت السيدة ماي قادة الاتحاد الأوروبي على الوقوف سويا ضد روسيا في أعقاب الغضب بشأن هجوم ساليسبري، وقال رئيسة الوزراء، إن استهتار فلاديمير بوتين الجريء والمتهور بالقانون الدولي يمثل تهديدا لديمقراطيات القارة.
وأوضحت أنها ستضغط للحصول على إدانة قوية من الدول الأعضاء وسط دعوات إلى اعتبار موسكو "عدوا استراتيجيا"، ويبدو أن الضغوط البريطانية على الدول الأخرى للانضمام إلى الأعمال الانتقامية ضد الكرملين بدأت تكتسب زخما الخميس، حيث كشفت رئيسة ليتوانيا، داليا غريباوسكايتي، أنها تفكر في طرد الدبلوماسيين الروس، ويُعتقد أن المملكة المتحدة تشارك الاستخبارات مع الحلفاء بشأن شبكة تجسس روسية.