القوات الليبية الموالية لحكومة الوفاق الوطني تراقب من موقع جنوب طرابلس

نشرت صحيفة بريطانية، تقريراً جديداً حول الأوضاع الأمنية في العاصمة الليبية طرابلس، بعد المعارك الأخيرة التي شهدتها ضواحي المدينة الجنوبية. وقالت فرانشيسكا مانوتشي، مراسلة صحيفة الـ"غارديان" في طرابلس، إن "الوضع المرعب في العاصمة الليبية تحت سلطة المليشيات، جعل معارضي و منتقدي الحكومة يخشون التحدث الى وسائل الإعلام". وأضافت مانوتشي: إن "القيادة الجنوبية لطرابلس تنقل المواطنين المحاصرين تحت الدمار الذي أحدثته المعركة الأخيرة بين المليشيات ".

 

ووصفت المراسلة المشهد بعد هذه النزاعات المسلحة  جنوب طرابلس بالقول: "هناك منازل مدمرة وشوارع مليئة بالركام تتخللها الدبابات المحترقة، والصواريخ التي تركت أثناء القتال في سبتمبر/أيلول الماضي" .

ورفضت مقارنة البعض مدينة طرابلس بطابعها الميليشياوي، بمدينة "شيكاغو" الأميركية في زمن "آل كابوني". وقالت إن "هذه المقارنة خاطئة، لأن آل كابوني لم يحصلوا مطلقا على المدفعية الثقيلة." وأضافت مانوتشي: "إن مقابلة المعارضين للحكومة الليبية في هذه الأيام ليس بالأمر السهل. إن القيام بذلك يعني تجاوز الإنذار الرسمي الذي ارسل لي في فندقي في طرابلس".

وأوضحت في مقالها في الصحيفة البريطانية، أنه بعد سبع سنوات من إنهاء حكم معمر القذافي وقتله في ثورة فبراير/شباط ضمن ما سمي بـ"ثورات الربيع العربي"، دخلت ليبيا  في نوع جديد من الاستبداد ،  حيث لم يعد يوجد دكتاتور واحد ، بل العشرات ، متمثلين في قادة  الميليشيات ذاتها التي هزمته.

وأشارت إلى أنه أصبح من الصعب جداً "التمييز ما بين المليشيات والعصابات الأخرى، حيث تظهر جميعها في ملابس فاخرة أو رثة، ويلعب عناصرها بأسلحتهم المتوسطة والثقيلة، ويقودون السيارات الفخمة في شوارع العاصمة، مدركين بأنهم هم السلطة في البلاد".