رأس الخيمة – صوت الإمارات
تعج حديقة صقر في رأس الخيمة هذه الأيام بحركة عمل دؤوبة، تهدف إلى تنفيذ أعمال تجميلية لمكوناتها، استعداداً لاستقبال عيد الفطر المبارك، ومن أجل ذلك جنّدت دائرة الأشغال والخدمات مجموعة كبيرة من العمال الذين يتوزعون في أرجائها، ويقومون بضخ المياه في المسطحات الخضراء، والبعض يشذب الأشجار ويصنع منها تشكيلات تثير الانتباه، وغيرهم من العمال ينهمكون في صيانة المقاعد ومواقد الشواء وطلائها بألوان زاهية تعزز جاذبية المكان. كل ذلك يجري بوتيرة متسارعة في سباق مع قرب عيد الفطر المبارك، حيث درجت رأس الخيمة بأن تكون الوجهة الجاذبة التي تقصدها الأسر المواطنة والمقيمون والأفراد للاستمتاع بقضاء العطلات.
وأوضح مدير الخدمات في دائرة الأشغال والخدمات، أحمد الشحي: "بالنسبة لنا ندرك تماماً حاجة الناس لحديقة صقر، التي تعد الوجهة الشهية في مثل تلك المناسبات، حيث تستقطب العديد من الزوار القادمين من جميع امارات الدولة، والدول الخليجية المجاورة، ومن المؤكد أنهم في هذه المرة سيتفاجأون بإنجاز مشروعات تطويرية مغايرة نحو الأفضل، ووفق رؤية تركز على خلق بيئة مجتمعية راقية، ومرافق ترفيهية ذات خصوصية مستمدة من العادات والتقاليد، التي تمكن الزوار من قضاء وقت مفعم بالمتعة والمرح والراحة".
حديقة صقر، التي تقع في منطقة الخران بإمارة رأس الخيمة، كبرى الحدائق، حيث تبلغ مساحتها 28 هكتاراً، وقبل تطويرها كمشروع ترويحي في 1989 كانت تنتشر فيها أشجار الغاف الشوكية، التي يصل عددها إلى 2929 شجرة، وكانت مرتعاً للجمال والحيوانات، لكن بعد انتقال مسؤوليتها في الفترة الأخيرة إلى دائرة الأشغال والخدمات العامة، شهدت جهوداً تطويرية لافتة جعلت منها واحة تزدان بالمسطحات الخضراء التي تشغل نسبة 95% من مساحتها، علاوة على التلال المغطاة بالنجيل والنباتات المزهرة، التي تجعل المكان يشكل لوحة جمالية رائعة، كما يتوزع في الحديقة العديد من المرافق الخدمية التي تهيىء الأجواء الملائمة للعائلات، إضافة للألعاب التي تنشر الفرح في نفوس الصغار والكبار.
ونظراً لأن حديقة صقر يؤمها جمهور غفير، لاسيما في المناسبات والأعياد، فقد حرصت دائرة الأشغال والخدمات العامة على مواجهة الازدحام بفتح مزيد من أبواب الدخول والخروج، وأيضاً تعبيد المساحات الشاغرة داخل الحديقة وخارجها، وتحويلها الى مواقف تستوعب العدد المتزايد من السيارات، علما بأن المواقف الداخلية تتسع لاستقبال 1000 سيارة.
إلى جانب حديقة صقر، يتوافر في رأس الخيمة العديد من الخيارات الترويحية التي يمكن التوجه إليها، من بين تلك الوجهات: كورنيش القواسم، الذي يراوح طوله بين أربعة وخمسة كيلومترات تقريباً، فقد شهد في الفترة الأخيرة خطة تطويرية صنعت منه ساحة ترويحية جاذبة، يجد الزائر فيها ما يمكنه من قضاء وقت ممتع، فقد اشتملت الخطة على تنفيذ عمليات تجميل واسعة طالت زراعة المسطحات الخضراء والأشجار الظليلة وزراعة العديد من أشجار النخيل ونشر العديد من المقاعد على امتداد الشاطئ، كما تم رصف الشوارع والميادين بالسيراميك، علاوة على تخصيص ممرات لمحبي قيادة الدراجات الهوائية وممارسي هواية الجري، وبفضل تلك الإنجازات تحوّل كورنيش القواسم لساحة أنيقة جاذبة للأسر المقيمة في رأس الخيمة والزائرين من خارجها ليقضوا وقتاً ممتعاً في بيئة صحية.
وفي عطلة عيد الفطر بإمكان محبي البيئة الجبلية التوجه إلى جبل جيس، الذي يصنف كأعلى قمة جبلية في المنطقة بارتفاع 1910 أمتار عن سطح الأرض، ويمكن الوصول إليه بسهولة عبر طريق معبّد بطول 20 كيلومتراً، وإلى جانب ارتفاعه الشاهق يكتسب الجبل مزايا مهمة من موقعه، حيث يطل على وادي غليلة، ويقع في الحدود الفاصلة بين الإمارات وسلطنة عُمان الشقيقة، ولا يبعد كثيراً عن البحر ويتمتع بهواء نقي، وفي فصل الشتاء تشهد قمة الجبل درجات حرارة متدنية تصل إلى أربع درجات تحت الصفر، ما يؤدي إلى تكون الثلوج وتساقطها في منظر يأتي الناس بأعداد كبيرة لمشاهدته، وهو الشيء الذي شكل حافزاً قوياً على التفكير في تحويله إلى منتجع سياحي عالمي، يتضمن: فندقاً ومنتجعاً سياحياً ومشروعاً للمظلات الهوائية وملعباً للغولف.
وتتوافر لزوار رأس الخيمة في العيد فرصة زيارة ما يطلق عليها اليانبيع الساخنة، أوعيون خت، التي يقصدها الناس للاستحمام في مياهها المعدنية الساخنة، التي تحتوي على نسبة عالية من الكبريت، الذي يقال إن فيه شفاء من بعض الأمراض، مثل الالتهابات وآلام العظام.