عدن ـ عبدالغني يحيى
أكد الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي، قدرته على تحرير العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى في شمال وغرب البلاد من المتمردين الحوثيين وحلفائهم. وقال رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد المقدشي إن "الجيش الوطني قادر على الدفاع عن مكتسبات الوطن وتحرير ما تبقى من محافظات تحت سيطرة الانقلابيين"، مضيفاً أن "الجيش الوطني يمضي بخطى ثابتة في تحقيق أهدافه المرسومة فهو يحقق كل يوم انتصارات جديدة سواء في معركته مع الميليشيا الانقلابية أو في سبيل بسط الأمن والاستقرار في المناطق والمحافظات المحررة".
واشار اللواء المقدشي الى أن "تأسيس الجيش الوطني هو البداية الحقيقية لبناء الدولة، فلا دولة بلا جيش يحمي سيادتها ويحافظ على مكتسباتها"، مؤكداً أن الجيش الوطني ماض في مهمته لتحرير البلاد من العصابات الانقلابية مهما كلف ذلك، مثمنًا التضحيات التي يقدمها مقاتلو الجيش الوطني في مختلف جبهات القتال ضد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وقال إن هذه التضحيات سيسجلها التاريخ على أنصع صفحاته بأحرف من نور، مشيداً في ذات الوقت بـ«الدعم والمساندة السخية التي تقدمها دول التحالف العربي للجيش الوطني، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وقال إن "دول التحالف العربي كان لها الدور الأول في إرساء مداميك الجيش اليمني وإعادة بنائه على أسس علمية حديثة"، موضحاً أن "الجيش الوطني ليس جيشا لعائلة أو طائفة أو منطقة بل هو جيش لليمن، قواته مشكلة من جميع محافظات البلاد لحماية السيادة الوطنية وأهداف الثورة اليمنية".
وسط ذلك، تواصلت أمس، المعارك بين الجيش والميليشيات الانقلابية في معظم جبهات القتال في اليمن. وشنت قوات الجيش مدعومة بجماعات المقاومة الشعبية هجوماً على مواقع للميليشيات الانقلابية في وادي ربيعة شرق بلدة صرواح غرب محافظة مأرب حيث استهدفت غارتان لطيران التحالف موقعين للانقلابيين في البلدة المتاخمة لصنعاء. كما دارت معارك شرسة بين الطرفين في بلدة نهم شمال شرق صنعاء إثر هجوم مباغت لقوات الجيش على مواقع المتمردين في منطقة الصافح الجبلية وسط البلدة التي تشهد معارك منذ أواخر 2015.
وتبادل الطرفان التراشق بالقذائف المدفعية في بعض جبهات القتال في محافظة الجوف. وقال الجيش الوطني في بيان، إن قواته ضبطت مساء الثلاثاء كميات من الذخائر والأسلحة تابعة للميليشيا الانقلابية في بلدة خب والشعف شرقي المحافظة. وأوضح البيان، أنه تم ضبط مركبة عسكرية وسيارة مدنية على متنهما كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخائر كانتا في طريقهما لتعزيز الميليشيات في جبهة خب والشعف.
وكثف الطيران العربي غاراته على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح على الشريط الحدودي مع السعودية في محافظتي صعدة وحجة شمال البلاد. وقالت مصادر عسكرية ميدانية إن 18 غارة جوية استهدفت مواقع وتعزيزات للانقلابيين في مدينتي حرض وميدي الحدوديتين في شمال محافظة حجة، بينما دمرت ست غارات أهدافاً للميليشيات في بلدتي باقم وشدا المتاخمتين للسعودية في شمال وشمال غرب محافظة صعدة معقل المتمردين الحوثيين المرتبطين بإيران.
وأقرت السلطات الأمنية في محافظة الضالع، تشكيل غرفة عمليات مشتركة من قوات الجيش والأمن لتأمين المحافظة عقب الهجمات الإرهابية التي شهدتها الضالع خلال الأيام القليلة الماضية. وأكد محافظ الضالع فضل الجعدي، أن غرفة العمليات ستعمل على التصدي لأية جهات خارجة عن النظام والقانون تحاول العبث بأمن واستقرار المحافظة، مؤكدا أن الفترة المقبلة سيكون هناك تدخل رادع من الدولة لفرض الأمن والاستقرار وإنهاء أي محاولة للعبث بالسكينة العامة.
وأشار المحافظ إلى أن الهجمات الإجرامية التي راح ضحيتها مدنيون وجنود، تعد أعمالا إجرامية يقف خلفها خصوم الضالع ممن تأثروا من النصر التي حققته ضد ميليشيات الحوثي وصالح، وان من قام بها عدة أطراف تحاول جاهدة تطويع الضالع لصالح مشاريعها الخاصة.
وكانت طفلة في الثامنة من العمر لقيت مصرعها وأصيب 9 آخرون بينهم جنود أثر انفجار عبوة ناسفة زرعتها عناصر مجهولة بالقرب من بوابة مقر قيادة اللواء 30 مدرع والمؤسسة الاقتصادية وسط مدينة قعطبة شمال محافظة الضالع. وأوضح مصدر أمني، أن عبوة ناسفة زرعها مجهولون انفجرت أمام بوابة اللواء 30 في قعطبة، ما أسفر عن استشهاد الطفلة وائلة قائد محمد الحسني 8 سنوات، وإصابة 9 أشخاص بينهم عسكريون من حراسة بوابة اللواء وآخرون مدنيون من المارة بعضهم نساء، وتم نقلهم إلى عدد من المستشفيات لتلقي العلاج، وبعض المصابين حالاتهم حرجة ونُقل جنديان منهم إلى أحد مستشفيات عدن.
وأفاد سكان محليون أن قوات من اللواء 30 مدرع طوقت موقع الانفجار تحسباً لأي طارئ للبحث عن مرتكبي الجريمة البشعة وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع.
وفجر مسلحون مجهولون عبوة ناسفة بالقرب من حاجز أمني بأطراف مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، جنوب البلاد. وأفاد مصدر أمني في لحج بأن عناصر إرهابية حاولت استهداف حاجز التفتيش في منطقة ريجل بضواحي الحوطة عن طريق عبوة ناسفة تم زرعها بالقرب من الموقع الأمني، مشيرا إلى أن انفجار العبوة الناسفة لم يسفر عن سقوط ضحايا في صفوف الجنود أو المواطنين المارين في حاجز التفتيش.
وأفاد مدير أمن لحج، العميد صالح السيد، أن قوة أمنية قامت بمداهمة أحد الأوكار الإرهابية المتمركزة في مزرعة نائية غرب منطقة الوهط في تبن واعتقلت عددا من المطلوبين دون الإفصاح عن عدد العناصر التي تم ضبطها، مضيفا أن الأجهزة الأمنية سوف تواصل حملاتها الرامية لتعزيز الأمن والاستقرار والقضاء على بؤر الإرهاب والتطرف في المحافظة بشكل كامل.