دمشق – خليل حسين
قلَّصت القوات الحكومية المسافة التي تفصلها عن مطار "الطبقة العسكري في ريف الرقة إلى نحو 35 كلم، بالتزامن مع استمرار ضغط قوات "سوريا الديمقراطية" على معاقل "داعش" في مدينة منبج في ريف حلب الشمالي، في حين ارتفع عدد القتلى نتيجة القصف المتبادل على بين القوات الحكومية والفصائل المقاتلة في حلب إلى أكثر من 500 قتيل.
ففي ريف دمشق قصفت المدفعية الثقيلة المتمركزة في جبل قاسيون مواقع للمعارضة المسلحة في حي جوبر، مخلفة وراءها دمارا كبيرا وعددا من الجرحى إضافة إلى قتيل واحد بينما قصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة الريحان بالغوطة الشرقية، ما أسفر عن أضرار مادية وقتل عنصر من الفصائل الإسلامية خلال قصف واشتباكات في محيط مدينة داريا بالغوطة الغربية.
وتحدثت مصادر معارضة عن تعرض أماكن في سهول مدينة الزبداني لقصف من قبل القوات الحكومية.
وفي حمص قال مصدر ميداني الى موقع "صوت الامارات" إن القوات الحكومية نفذت هجوما عنيفا على حقل أرك النفطي شرق مدينة تدمر بحوالي 40 كم حيث دارت اشتباكات عنيفة مع مقاتلي "داعش" دون أن تتمكن القوات الحكومية من اختراق الخطوط الدفاعية للتنظيم، بينما استهدف الطيران الحربي مواقع لتنظيم "داعش" في محيط المحطة الثالثة شمال شرق ”تدمر”.
وقتل رجل من منطقة الحولة متأثرا بجراح أصيب بها في قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة في وقت سابق على مناطق في قرية تلدو كما دارت اشتباكات بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة من جهة أخرى قرب طريق حمص سلمية دون معلومات عن الخسائر البشرية جراء الاشتباكات والقصف الذي رافقها.
ونفذت طائرات حربية عدة ضربات على مناطق في مزارع بروما بريف إدلب، حيث استهدفت مواقع لجبهة النصرة "تنظيم القاعدة في بلاد الشام"، ولم ترد حتى اللحظة معلومات عن حجم الخسائر البشرية.
واستهدفت فصائل المعارضة بعدة قذائف تمركزات للقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في محيط منطقة تل الحدادة الواقعة بأطراف جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي بينما جدد الطيران المروحي استهدافه لاحياء درعا البلد في مدينة درعا بالبراميل المتفجرة.
وفي ريف الرقة أعلن مصدر في القوات الحكومية عن السيطرة على مساحات جديدة خلال العملية العسكرية التي تنفذها بغطاء جوي روسي في إطار السباق مع قوات "سوريا الديمقراطية" للوصول إلى مدينة الرقة المعقل الرئيس لتنظيم "داعش".
وقال المصدر في تصريح لموقع "العرب اليوم" إن القوات الحكومية مدعومة بمقاتلين من صقور الصحراء التابعة لرجل الأعمال السوري ايمن جابر تقدمت 10 كم باتجاه مطار الطبقة العسكري الذي سبق ان خسرته في آب 2014 لصالح تنظيم "داعش". واضاف المصدر إن القوات المهاجمة استعادت السيطرة على قرية أبو العلاج والتلال المحيطة بها شرق مفرق قرية زكية".
ودخلت القوات الحكومية رسميا ريف الرقة الغربي أمس بعد السيطرة على مفرق بلدة زكية حيث سيطرت اليوم على مساحات جديدة ليصل عمق المناطق التي سيطرت عليها يومي الخميس والجمعة الماضيين إلى 35 كم ليكون بذلك الطريق مفتوحا باتجاه مطار الطبقة بعد اتمام السيطرة على "زكية" خلال الساعات القليلة المقبلة.
وأكد المصدر أن التقدم الجديد جعل القوات الحكومية تقترب أكثر فأكثر من مطار الطبقة حيث أصبحت على مسافة نحو 35 كم عنه متوقعا تحقيق المزيد من التقدم خلال الساعات القليلة القادمة بفضل الغطاء الجوي الكثيف والانهيارات الكبيرة في صفوف التنظيم المتطرف.
وبدأت القوات الحكومية الخميس الماضي هجوما عنيفا انطلاقا من ريف حماة الشرقي باتجاه مدينة الرقة علما ان الإعلام الحكومي السوري يقتصر في تناوله لهذا الهجوم على ذكر منطقة حماة دون الإشارة إلى الرقة.
وفي حلب استهدف الطيران المروحي حي القاطرجي بخمسة براميل متفجرة مما أدى إلى وقوع أكثر من 10 قتلى وعدد من الجرحى كما تعرضت مناطق في حيي باب النيرب والصالحين بمدينة حلب، لقصف من قبل القوات الحكومية والطيران المروحي، ما أدى لمقتل شخص على الأقل وإصابة عدة أشخاص بجروح فيما قصفت القوات الحكومية مناطق في أحياء الحرابلة والمرجة وبعيدين والهلك.
وقتل شخص جراء قصف الطيران المروحي على مناطق في حي الصاخور كذلك قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة كفرناها وأطراف قرية كفرجوم بريف حلب الغربي فيما استشهد طفل جراء انفجار لغم زرع في وقت سابق بقرية رمانة بريف منبج الجنوبي في ريف حلب الشمالي الشرقي بينما استهدفت طائرات حربية يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي مناطق في قرية رسم خضر بريف حلب دون معلومات عن إصابات.
وقتل شخصان واصيب 24 شخصاً بجروح ووقعت اضرار مادية جراء استهداف مجموعات مسلحة بقذائف صاروخية ورصاص القناصات أحياء سكنية بمدينة حلب.
وذكر مصدر فى قيادة شرطة حلب في تصريح لموقع العرب اليوم ان مسلحين استهدفوا برصاص القنص منطقة الراموسة ما تسبب بمقتل امرأة واصابة شخصين بجروح". ولفت المصدر الى أن المسلحين استهدفوا بقذيفتين صاروخيتين كنيسة فرح فى حى الميدان بحلب ما اسفر عن الحاق اضرار مادية كبيرة فى الكنيسة.
واشار المصدر الى سقوط قذائف صاروخية فى محيط القصر البلدي والحديقة العامة وشركة الكهرباء فى مدينة حلب تسببت بوقوع اضرار مادية كبيرة فى المكان. وأكد المصدر مقتل شخص وإصابة 22 اخرين بجروح جراء استهداف المجموعات المسلحة أحياء السليمانية وسيف الدولة والاذاعة السكنية في مدينة حلب بعدد من القذائف الصاروخية.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن توثيق دمار كبير في ممتلكات مواطنين ومرافق عامة ومشافي وإصابة أكثر من 2600 شخص بجراح وارتفاع عدد القتلى في حلب إلى 502 مواطن مدني بينهم 105 أطفال دون سن الـ 18، و76 مواطنة فوق سن الثامنة عشر منذ الـ 22 نيسان / أبريل الفائت جراء قصف القوات الحكومية والضربات الجوية التي استهدفت مناطق سيطرة الفصائل بالأحياء الشرقية من المدينة، وقصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة على مناطق سيطرة القوات الحكومية في الأحياء الغربية لمدينة حلب ورصاص القناصة، وقصف على مناطق في حي الشيخ مقصود في مدينة حلب.
أكدت مصادر كردية أن القيادي في قوات سوريا الديمقراطية وقائد كتائب شمس الشمال المعروف بلقب “أبو ليلى” فارق ظهر اليوم الحياة متأثراً بجراح أصيب بها الخميس 3 حزيران / يونيو إثر إصابته في المعارك مع تنظيم "داعش" خلال معارك ريف منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.
ولفتت المصادر إلى أن “أبو ليلى” توفي في احد مشافي السليمانية في كردستان العراق حيث كان يعالج بعد نقله بمروحية أميركية إلى منطقة رميلان بريف القامشلي الشرقي قبل نقله بعدها إلى العراق لتلقي العلاج من جروح أصيب بها جراء استهدافه بصاروخ حراري من قبل عناصر تنظيم “داعش” في ريف منبج.
ويعد القيادي أبو ليلى أرفع قيادي في قوات سوريا الديمقراطية يُقتل في المعارك مع تنظيم “داعش” منذ إعلان قوات سوريا الديمقراطية قبل أشهر وكان أبو ليلى شارك في معارك مدينة عين العرب (كوباني) وريفها ومناطق أخرى بريفي الرقة الشمالي والشمالي الغربي.
وذكرت مصادر كردية لموقع "صوت الامارات" أن قوات "سوريا الديمقراطية" تمكنت من التقدم والسيطرة على تلة حسن آغا لتصبح على بعد 6 كلم عن مدينة منبج الاستراتيجية، والتي يسيطر عليها تنظيم "داعش".
وكانت هذه القوات تمكنت قبل ساعات من إحكام سيطرتها النارية على طريق منبج الرقة، قاطعة بذلك طرق الإمداد الرئيسية القادمة من الرقة عن المدينة، وتحاول قوات "سوريا الديمقراطية" تضييق الخناق على عناصر التنظيم داخل المدينة، ومحاولة محاصرتهم داخلها عن طريق استهداف طرق الإمداد والسيطرة عليها.
وتترافق الاشتباكات مع ضربات لطائرات التحالف الدولي على مناطق الاشتباك،وارتفعت بالسيطرة على تلة حسن اغا إلى 36 عدد القرى والمزارع المسيطر عليها منذ فجر الـ 31 من أيار / مايو الجاري، تاريخ بدء قوات سوريا الديمقراطية هجومها على منطقة منبج منطلقة من غرب نهر الفرات.
إلى ذلك تجددت الاشتباكات بين قوات "سوريا الديمقراطية" من طرف، وتنظيم “اداعش” من طرف آخر في محيط منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي وسط استهداف التنظيم بعرفة مفخخة تمركزات لقوات سوريا الديمقراطية في منطقة حاجز قرية تل الشاير في المنطقة، ومعلومات أولية عن تقدم للتنظيم وسيطرته على قرية الجلال بمنطقة الشدادي.
ووجهت وزارة الخارجية السورية رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول اعتداءات “جبهة النصرة” و”حركة احرار الشام” على الأحياء السكنية الامنة في مدينة حلب منذ يوم الجمعة الماضي وما زالت مستمرة.
واعتبرت أن “هذه الاعتداءات تشكل حلقة من حلقات الأعمال الممنهجة التي يخطط لها ويعد لتنفيذها النظام التركي وتقوم جماعات “المعارضة المعتدلة” بتنفيذها بالتعاون والتنسيق مع “جبهة النصرة” وذيولها الإرهابية.
وقالت وزارة الخارجية “إن ما شهده مجلس الأمن برفض ممثلي كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأوكرانيا الموافقة على طلب إدراج تنظيمي “جيش الاسلام” و”أحرار الشام” على قوائم المجلس للجماعات والهيئات والكيانات الإرهابية يؤكد استمرار هذه الدول وغيرها في استخدام المعايير المزدوجة في مكافحة الارهاب وعدم جديتها في محاربته.
وأضافت ..” إن سورية تطالب مجلس الأمن بالإدانة الفورية والشديدة لجرائم التنظيمات الارهابية وبالاضطلاع بمسؤءولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين عبر اتخاذ إجراءات رادعة وفورية وعقابية بحق الدول والأنظمة الداعمة والممولة للإرهاب".