دبي ـ جمال أبو سمرا
أكد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، أن "مواجهة الإرهاب وتطوير وسائل مكافحته فرضت نفسها في مقدم أولويات الدول العربية والإسلامية". ووجه "تحية إكبار وعرفان إلى البنائين الكبار الذين شيدوا برؤيتهم وهمتهم وعطائهم صرح القوات المسلحة العالي، وحيا "منسوبي القوات المسلحة قادة وضباطا وجنودا وإخوانهم في أجهزتنا الأمنية وزملاءهم الذين سبقوهم في شرف الخدمة في السلكين العسكري والأمني"..
وقال في كلمة وجهها عبر مجلة " درع الوطن " بمناسبة الذكرى الأربعين لتوحيد القوات المسلحة : " أقف معهم ومع كل أبناء وبنات الإمارات تقديرا واعتزازا وفخرا بشهدائنا الأبرار الذين جادوا بأرواحهم في معركة الدفاع عن الحق وإحباط الشر قبل أن يستفحل وينتشر ويهدد أمن واستقرار وطننا ومنطقتنا .. وأحيي كل مواطن ومواطنة أبناء وبنات أسرتنا الإماراتية الكبيرة العامرة بالخير والمحبة والتآزر والتعاون ومكارم الأخلاق.. المتحدة في السراء والضراء والمجتمعة على قلب واحد في عمق انتمائها لوطننا وولائها لقيادته واخلاصها في العمل على تعزيز نهضتنا وتحقيق طموحاتنا".
ومما جاء في كلمته بالمناسبة: أتوجه في الذكرى الأربعين لصدور قرار توحيد قوات الإمارات المسلحة بالأكبار والعرفان إلى البنائين الكبار الذين شيدوا برؤيتهم وهمتهم وعطائهم صرح قواتنا المسلحة العالي خالد الذكر الحاضرة روحه بيننا أبدا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ونائبه وولي عهده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأحيي في هذه الذكرى منسوبي قواتنا المسلحة قادة وضباطا وجنودا وإخوانهم في أجهزتنا الأمنية وزملاءهم الذين سبقوهم في شرف الخدمة في السلكين العسكري والأمني، وأحيي كل مواطن ومواطنة أبناء وبنات أسرتنا الإماراتية الكبيرة العامرة بالخير والمحبة والتآزر والتعاون ومكارم الأخلاق.. المتحدة في السراء والضراء والمجتمعة على قلب واحد في عمق انتمائها لوطننا وولائها لقيادته واخلاصها في العمل على تعزيز نهضتنا وتحقيق طموحاتنا.
وأضاف: إذ أمعن النظر اليوم في مسيرة توحيد وبناء قواتنا المسلحة على مدار السنوات الأربعين الأولى من عمرها المديد وقد رافقتها منذ يومها الأول فإن الشواهد على كفاءتها وقدراتها وعنفوانها وجاهزيتها وتميزها تملأ نفسي بالرضا والطمأنينة والغبطة وتزيدني يقينا بنموذجنا الإماراتي وثقة بقدرته على اقتحام المستقبل وتحقيق غاياتنا الكبرى.. ويتعزز هذا اليقين بحقيقة أن إنجازنا في بناء قواتنا المسلحة تواكب وتكامل مع إنجازات مماثلة في كافة حقول التنمية الشاملة المستدامة.
وتابع الشيخ محمد بن راشد يقول: اليوم وقواتنا المسلحة تخوض جولات الحق وصولاته بكفاءة اعترف بها الخبراء في منطقتنا وعالمنا فإنها ترفد نموذجنا الإماراتي بعناصر قوة إضافية تعززه وتضاعف فاعليته وتمنحه شهادة جدارة جديدة عالية الصدقية عميقة الدلالات والتأثير فهي معمدة بدماء شهدائنا الأبرار وممهورة ببطولات ضباطنا وجنودنا في ميادين القتال وميادين الإغاثة والتعمير والبناء. وكما انتصرنا على التحديات التي واجهتنا في الماضي سننتصر في الحاضر والمستقبل. هذا عهدنا قيادة وشعبا؛ وهذا التزام حكومتنا وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية.
وقال حاكم دبي: "إذ يظل اعتمادنا دائما بعد الله على أنفسنا وقدراتنا الذاتية، فإننا ماضون بوعي وعزم وتصميم في العمل مع أشقائنا لإحباط الأخطار التي تهدد أمن منطقتنا وعالمنا العربي.. ونحن قادرون على ذلك. فالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والمشاركة الفعالة لدولتنا أطلق روحا جديدة في أمتنا وكشف طاقاتها الكامنة ومنحها القدرة على الفعل والمبادرة والتأثير وأحل الأمل والرجاء محل اليأس من نجاح العمل العربي المشترك."
وأضاف: لم تعد "الليلة شبيهة بالبارحة".. البارحة شيء وما بعد التحالف العربي شيء مختلف تماما.. هذا ما يقوله الواقع وتؤكده خبراتنا الذاتية فأحد ثوابتنا منذ قيام دولتنا هو الإصرار على صنع مستقبلنا بأيدينا وهو ما مكننا من تحقيق التنمية المستدامة وبناء النهضة واكتساب الفاعلية الحضارية.. هذا الثابت كسب ويكسب مساحات جديدة في عالمنا العربي وقد تجلى في بناء وأداء التحالف العربي وفي خطط وتوجهات دول عربية عديدة وفي سياساتها الداخلية والخارجية.
وأنا متفائل بأن هذه الروح الجديدة تسري اليوم في أوصال علاقات الدول العربية الثنائية والجماعية وتدفع نحو بناء نظام أمن عربي يحفظ للعرب وجودهم ويدفع عنهم غائلة التدخلات الأجنبية في شؤون دولهم ويوفر مظلة أمنية لطموحاتهم في التنمية والاستقرار والتقدم.
وأكد أنه "إذا كان من الثابت أن الإرهاب ظاهرة عالمية ولا دين له ولا وطن وأن خطره المعولم لا يعرف الحدود ولا المسافات ولا تمنعه أشد الإجراءات الأمنية احترازا، وأن العالم بأسره يتحمل مسؤولية مواجهته فان الواقع الراهن للإرهاب يلقي على العالم الإسلامي وفي القلب منه العالم العربي مسؤولية مضاعفة ويضعهما في الخط الأمامي للمواجهة.. فجماعات التطرف والإرهاب في غالبيتها العظمى تنسب نفسها ودعواها وممارستها البشعة للإسلام وتكفر معظم المسلمين وترتكب جل جرائمها في ديارهم وتزرع الشقاق والانقسام في مجتمعاتهم وتستعدي عظيهم وتألب اتباع الديانات والعقائد الأخرى وقطاعات عريضة في الرأي العالم العالمي".
وأضاف، "من هنا فإن مواجهة الإرهاب وتطوير وسائل مكافحته فرضت نفسها في مقدم أولويات الدول العربية والإسلامية.. وبات مستقرا في وعي جميع المعنيين أن النجاحات التي تحققها المعالجات الأمنية للإرهاب على أهميتها الكبيرة لا تكفي وحدها لخلع جذوره.. فظواهر الإرهاب ليست نبتا شيطانيا يظهر فجأة وينتهي خطره بمجرد قطعه بل نبت له جذور غائرة عميقا في تربة مسمومة وتظل كامنة بانتظار متغيرات مواتية وفرص سانحة لطرح نبتها من جديد.. لذلك يجب تكثيف الجهود لفهم وتحليل هذه التربة المسمومة وتعيين مكوناتها وتفكيك عناصرها ليتسنى علاجها بفاعلية تجتث الإرهاب وتجفف منابعه المادية والفكرية وتنهي دورات توالده وتكاثره.
وختم الشيخ محمد بن راشد بالقول: "في يوم قواتنا المسلحة الأربعين نجدد عهدنا لوطننا وشعبنا بأننا سنمضي قدما لتحقيق أهدافنا متوكلين على الله ومعتمدين على أنفسنا ومتكاتفين مع أشقائنا في دول مجلس التعاون ومتعاونين مع شركائنا في التحالفات العربية والإسلامية والدولية.. نحن أصحاب حق.. غاياتنا شريفة وقضايانا عادلة".