معارك عنيفة بين "داعش" و"قوات سورية الديمقراطية"

دوَّى انفجار عنيف في ريف القنيطرة، ناجم عن تفجير عبوة ناسفة بالقرب من منزل قائد لواء إسلامي، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. وواصلت القوات الحكومية قصفها لأماكن في منطقة اللجاة في الريف الشمالي الشرقي لدرعا، بالتزامن مع اشتباكات بينها القوات الحكومية وبين الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة اخرى، على محاور التماس في المنطقة، وسط استهدافات متبادلة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات بين القوات الحكومية المدعومة بالمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي "جيش الإسلام" من جهة أخرى، على محاور في محيط الاوتوستراد الدولي دمشق حمص، فيما قصفت القوات الحكومية مناطق في أطراف حي جوبر الدمشقي، بستة صواريخ، بالتزامن مع قصف بأربع قذائف هاون أطلقتها القوات الحكومية على مناطق في أطراف بلدة النشابية في منطقة المرج التي يسيطر عليها "جيش الإسلام"، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات أن القوات الحكومية قصفت مناطق في حي جوبر في محيط العاصمة وأطراف بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية، ما أدى الى أضرار مادية وسقوط جرحى في بلدة عين ترما، وسط استمرار الاشتباكات بوتيرة أخف عنفاً، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي "فيلق الرحمن" من جهة أخرى، على محاور في محيط المتحلق الجنوبي وأطراف حي جوبر الدمشقي، بالتزامن مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال.

وكانت جددت القوات الحكومية عمليات استهدافها بالقذائف والصواريخ لشرق دمشق وغوطتها، حيث استهدفت بستة صواريخ مناطق في حي جوبر بمحيط العاصمة وأطراف بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية وسط سقوط ما لا يقل عن 10 قذائف أطلقتها القوات الحكومية، على المناطق المذكورة، وترافق القصف مع اشتباكات عنيفة بين فيلق الرحمن من جهة، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، إثر هجوم للأخير على المنطقة في محاولة منه توسيع سيطرته على حساب مناطق سيطرة الفيلق، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفاً مكثفاً بعشرات القذائف على محاور القتال، ومعلومات عن خسائر بشرية جراء القصف والاشتباكات.

وفي حمص، قصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة السعن الأسود الواقعة في الريف الشمالي ، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن. وفي محافظة حماة، نفذت الطائرات الحربية ضربات استهدفت مناطق في قرية القنطرة الواقعة في الريف الجنوبي لحماة، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كذلك تتواصل الاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، على محاور واقعة في الريف الشرقي لحماة، وتركزت الاشتباكات في محيط عقيربات ومناطق أخرى بالقرب منها، في محاولة من القوات الحكومية استعادة ما خسرته في الهجمات المعاكسة التي نفذها التنظيم خلال الأيام الفائتة، وتترافق الاشتباكات مع استهدافات متبادلة وقصف من قبل القوات الحكومية على مناطق سيطرة التنظيم ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين

وأعلن "جيش الأحرار" المنضوي تحت راية "هيئة تحرير الشام، انشقاقه وانفصاله عن الهيئة على خلفية ما وصفه بأنه ” أحداث مؤلمة على المستوى الداخلي للساحة ما كنا نرتضيها”، حيث أعلن هذا الجيش المشكل من عناصر حركة أحرار الشام وقادتها الذين انضموا لتحرير الشام قبل نحو 10 أشهر، في بيان وردت للمرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة منه، توضيحهم لأسباب الانفصال وذكروا مايلي: "أحب إخوانكم في جيش الأحرار توضيح ما يلي : أولا : لقد كنا من أحرص الناس على وحدة الصف وجمع الكلمة لذا باركنا مشروع الاندماج بين فصائل الثورة المباركة ولم نال جهداً في إنجاحه، ووضعنا فيه كل إمكاناتنا أملاً أن تكون سفينة النجاة للثورة، كما جاءت بعدها معركة حماة فاستبشرنا خيراً لعودة البندقية لصدر عدونا الأساسي، فدفع جيش الأحرار بكامل عتاده ورجاله فيها، وقدم العديد من الشهداء والجرحى من خيرة الكوادر والعسكريين ولا نمن بذلك على أحد و نسأل الله أن يتقبل من الجميع، في حين لم تطل فترة التفاؤل حتى تكررت أحداث مؤلمة على المستوى الداخلي للساحة ما كنا نرتضيها وقد تجملنا بالصبر بغية الإصلاح، ورافق ذلك تجاوزات آخره التي انتشرت في التسريبات التي تحط من قدر حملة العلم الشرعي، لذا قرر مجلس الشورى في جيش الأحرار الانفصال عن هيئة تحرير الشام، وقد تم الاتفاق مع قيادة الهيئة على تشكيل لجنة قضائية للنظر في الحقوق".

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق أمس الأول الـ 12 من أيلول الجاري انشقاق اثنين من أبرز “شرعيي” هيئة تحرير الشام وهما عبد الله المحيسني ومصلح العلياني، حيث أوردا في بيان مشترك مايلي: ”إننا منذ وصولنا للشام قد اخترنا لأنفسنا أن نبقى بين أهلنا في الشام متعاونين مع جميع الفصائل و حبال المودة مع كافتهم موصولة سعيا لرأب الصدع وحرصا على جمع الكلمة وتحقيقا لإصلاح ذات البين ومع جولة الاندماج الأخيرة والتي مضى فيها بعض الفصائل وتاخر آخرون لأسباب ارتأوها ومراعاة لاستحقاقات الساحة، آثرنا اللحاق بهذا الاندماج ممثلا بهيئة تحرير الشام مؤملين في هذا الكيان أن يكون بوابة لجمع كلمة الفصائل وأن يكون دخولنا فيها سببا لحقن الدماء ومنع الاحتراب ثم آلت الأوضاع إلى ما يخفى من اقتتال ونزاع  واخير بعد التجاوز الحاصل في اللجنة الشرعية بعد القتال الأخير، ثم أعقبه ما تمخضت عنه التسريبات الصوتية من انتقاص صريح لحملة الشريعة على ألسنة بعض المتصدرين في الهيئة على نحو خطير، ما استلزم انتفاضة من اجل اصلاح الخلل من خلال حزمة إجراءات تقدمنا بها مع بعض المشايخ وصولاً الى عودة الامور الى نصابها، مع تعليق بقائنا في الهيئة على حصول هذه الإصلاحات بغية ترسيخ دور أهل العلم لا سيما في النوازل، ولما تحققوا العجز عن تحقيق غايتنا من وجودنا في هذا الكيان كان لزاما علينا إعلان استقالتنا عن هيئة تحرير الشام مع بقاء حبل الأخوة بيننا وبين كل مجاهد في الساحة الشامية مع أي فصيل كان، وسنمضي في نصرة أهل الشام مع اتباعنا فيما يتفقون عليه فيما يحقق ثمرة ثورتهم وجهادهم ونقول لأهلنا سنبقى معكم كما عهدتمونا في دفع العدو الصائل والدعوة الى الله واصلاح ذات البين حتى يحكم الله بيننا وبين عدونا وعدوكم".

أما في محافظة الرقة، فتشهد المدينة يوماً بعد آخر تهاوياً لتنظيم "داعش" الذي كان قبل أشهر قليلة يحكم سيطرته على كامل المدينة، بعد أن اتخذها عاصمة ومعقلاً رئيسياً له في سورية، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الساعات الـ 24 الفائتة، معارك عنيفة ومواجهات شرسة جرت بين تنظيم "داعش" من جهة، ومقاتلي قوات سورية الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة أخرى، وتركزت هذه الاشتباكات في وسط مدينة الرقة، إذ سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان مجدداً تقدماً مهماً لقوات سورية الديمقراطية، التي فرضت سيطرتها على أحد أهم أحياء مدينة الرقة المتبقية تحت سيطرة التنظيم، حيث سيطرت هذه القوات على حي الثكنة، مقتربة أكثر من مركز مدينة الرقة.

وهذا التقدم الذي جرى تحت قصف مكثف من قبل قوات عملية “غضب الفرات”، وضربات من طائرات التحالف الدولي على مناطق سيطرة تنظيم "داعش" ومحاور القتال بين طرفي الاشتباك، مكَّن قوات سورية الديمقراطية من تحقيق تقدم استراتيجي، لتوسع سيطرتها إلى أكثر من ثلثي المدينة، وباتت قوات سورية الديمقراطية تحكم سيطرتها على 67.2% من مساحة مدينة الرقة، مقلصة نطاق سيطرة التنظيم لأقل من ثلث المدينة، وبات التنظيم يحكم سيطرته على أحياء الأندلس وشمال سكة القطار والحرية وتشرين والتوسعية في القسم الشمالي من مدينة الرقة، في حين لا يزال تنظيم "داعش" يسيطر على أحياء أخرى بنسب سيطرة متفاوتة، والتي تشهد اشتباكات بين قوات سورية الديمقراطية وتنظيم "داعش"، وهي البريد والنهضة في القسم الغربي من المدينة، وحي الأمين بوسط مدينة الرقة، والروضة والرميلة في شمال شرق مدينة الرقة، في حين سيطرت قوات سورية الديمقراطية على أحياء السباهية والرومانية وحطين والقادسية واليرموك والكريم بغرب مدينة الرقة، وحيي هشام بن عبد الملك ونزلة شحادة بالقسم الجنوبي من المدينة، والصناعة والمشلب والمدينة القديمة، والبتاني في القسم الشرقي من المدينة، وأحياء الدرعية والمرور والمنصور والثكنة، كما وصلت لأطراف حي الأمين وسيطرت على أجزاء من أحياء الرميلة والروضة والبريد والنهضة.

وكان المرصد السوري وثق ارتفاع أعداد الشهداء إلى 1029 بينهم ناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان، و242 طفلاً و170 مواطنة، عدد الشهداء المدنيين الذين وثقهم المرصد السوري في مدينة الرقة وريفها، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت من العام 2017 وحتى اليوم الـ 14 من أيلول / سبتمبر الجاري، والشهداء هم 1005 مدني بينهم ما لا يقل عن 239 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و166 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا في مدينة الرقة، بالإضافة إلى 16 مدنيًا بينهم 3 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في غارات على قرية زور شمر ومنطقة أخرى عند الضفاف الجنوبي لنهر الفرات بريف الرقة الشرقي، كما تسبب القصف الجوي بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف ولإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة، ما قد يرشح عدد الشهداء للارتفاع، كما دمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة لهذا القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها.