وفاة 9 أشخاص جراء إصابتهم بوباء الكوليرا في عدن

أعلنت المقاومة اليمنية مساءالاثنين، عن مقتل 22 من ميليشيات "الحوثيين"، في مواجهات متفرقة في البلاد، بينهم 17 سقطوا في كمينين منفصلين، وسط اليمن. يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه منظمة الصحة العالمية، إنها رصدت أكثر من ألف حالة يشتبه بإصابتها بمرض الكوليرا في عدة محافظات يمنية.

وقال مصطفى البيضاني، مدير المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية، الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، إن 17 عنصراً، على الأقل، من مسلحي الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، لقوا حتفهم في كمينين منفصلين للمقاومة. وأوضح في تصريح صحافي، أن الكمينين استهدفا التحركات العسكرية للحوثيين وقوات صالح في محافظة البيضاء، وسط البلاد، وأسفر الأول عن مقتل 10، والثاني قتل فيه 7.

وفي مدينة تعز، جنوب غربي اليمن، قُتل 5 من مسلحي الحوثيين وقوات صالح، وأُصيب 7 آخرون، خلال مواجهات مع المقاومة، بحسب المركز الإعلامي للمقاومة في تعز والذي أوضح  في بيان أن 5 من المقاومة وقوات الجيش الحكومي، أُصيبوا بجروح متفاوتة جراء المعارك.

ولقي مدني حتفه في قصف شنه الحوثيون وقوات صالح على الأحياء السكنية، طبقاً لما أورده بيان المركز الإعلامي، من دون أن يورد تفاصيل أكثر عن الحادث.

وشنَّت مقاتلات التحالف أمس سلسلة غارات على مواقع وتجمعات للميليشيات الانقلابية في صنعاء وثماني محافظات يمنية أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات. واستهدفت ضربات جوية نوعية مواقع للانقلابيين في بلدة عسيلان في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية في شبوة، إن غارات جوية للتحالف دكت مواقع الانقلابيين في منطقتي "هجر كحلان" و"آل منصر" في عسيلان شمال المحافظة، مؤكدة أن القصف أسفر عن مقتل 20 على الأقل من مسلحي جماعة الحوثي وجرح آخرين. وأوضحت أن غارة جوية استهدفت موقعا عسكريا للميليشيات الانقلابية في جبل جندله بعسيلان ما أسفر عن تدمير مدفع ميداني واشتعال النيران في الموقع المستهدف.

وتزامنت الغارات مع احتدام المعارك بين الميليشيات والقوات الحكومية في عسيلان وبيحان آخر معاقل الحوثيين في محافظة شبوة المحررة. وقال الجيش اليمني في بيان على "تويتر"، إن قواته مسنودة بمقاتلي المقاومة الشعبية تصدت لهجمات شنتها الميليشيات على بعض المواقع في بيحان، موضحاً أن الاشتباكات أسفرت عن مصرع خمسة من عناصر الميليشيات ومقتل القيادي في المقاومة الشعبية بشبوة، عبدالهادي عبدالله الطاهري. كما حققت القوات الحكومية مدعومة بغطاء جوي من التحالف العربي مكاسب ميدانية في المعارك ضد الحوثيين في بلدة مريس بمحافظة الضالع الجنوبية.

وذكر بيان صادر عن الجيش اليمني أن وحدات من الجيش مسنودة بجماعات المقاومة الشعبية حققت انتصارات متتالية في جبهة مريس التابعة لمدينة دمت آخر معاقل الحوثيين في محافظة الضالع. وأشار البيان إلى أن القوات الحكومية تواصل تقدمها وتضيِّق الخناق على الميليشيات في مريس التي استهدفتها ضربات جوية من التحالف العربي خصوصا في منطقة العذارب بجبهة حمك المتاخمة لمحافظة إب (وسط).

وتأتي هذه التطورات الميدانية والتصعيد المستمر في العمليات القتالية، بعد أقل من يومين على انتهاء الهدنة الأممية في البلاد، وفشل جهود تمديدها 72ساعة إضافية. وقد اتهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الإثنين، الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، باتخاذ الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، "فرصة للتمدد والانتشار في البلاد".

جاء ذلك خلال لقائه في مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، مع السفير الصيني لدى اليمن تيان تشي، حسب وكالة الأنباء اليمنية الحكومية "سبأ". ونقلت عن هادي قوله خلال الاجتماع، إن "الانقلابيين خرقوا الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة نهاية الأسبوع الماضي لمدة 72 ساعة، وكانت بالنسبة لهم فرصة للتمدد والانتشار والاعتداء على الأبرياء وتهديد حدود الجوار".

أما رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، فقد اتهم إيران بـ"لعب دور بارز في تعنت الانقلابيين الحوثيين وقوات صالح".

وقال بن دغر، خلال لقائه في العاصمة الأردنية عمّان أمس، نظيره الأردني هاني الملقي، إن "إيران تلعب دورًا في تعنت الحوثيين من خلال دعمهم بالسلاح والمواقف السياسية منذ العام 2004".

واعتبر رئيس الوزراء الأردني، هاني الملقي، أن الحل السياسي والعقلاني يحفظ وحدة اليمن وسلامة أبنائه وإنهاء الاقتتال الدائر فيه، لافتاً إلى أهمية العمل على تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216 حول الأوضاعِ في اليمن بما يسمح باستعادة الاستقرار فيه، والدخول في مفاوضات جدية بهدف التوصل إلى حل سلمي.

 وأكد الملقي دعم بلاده للشرعية في اليمن وللجهود المبذولة لاستعادة الأمن والاستقرار فيه، مضيفاً أن الأردن يتابع باهتمام مجريات الحوار في الكويت بين الأطراف اليمنية وكان يأمل بأن تصل إلى غاياتها لإنهاء الاقتتال والأزمة الدائرة. كما شدد على دعم بلاده بشكل كامل للمبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة هناك..

ووعد رئيس الوزراء الأردني النظر بإعفاء اليمنيين من غرامات التأخير في الإقامة شريطة مغادرة صاحب الطلب لأراضي المملكة وأن يتم ذلك عبر مخاطبات رسمية من السفارة اليمنية في عمّان، وذلك وقوفاً مع المواطنين اليمنيين في هذه الظروف الصعبة.

وفي صنعاء، تم خلال اللقاء الذي جمع المبعوث الأممي إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، بالوفد الحكومي التفاوضي التطرق للعديد من المسائل، ومن بينها تشكيل حكومة وحدة وطنية والاستفتاء على الدستور. وتحدثت مصادر مقربة من الوفد التفاوضي باليمن، عن مناقشة مسودة خطة لحل النزاع تتضمن الإجراءات الأمنية والسياسية، ومنها تشكيل حكومة وحدة وطنية والتطرق إلى تفاصيل أخرى مثل الاستفتاء على الدستور وإجراء انتخابات في البلاد.

وشدد المبعوث الأممي، خلال اللقاء، على ضرورة تمديد قرار وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة أخرى، وذلك بعد فشل الهدنة السابقة التي دخلت حيّز التنفيذ فجر الخميس الماضي. وكان ولد الشيخ قد أعلن، بعد وصوله إلى صنعاء الأحد، أنه سيبحث خلال الزيارة أفكارا يمكن بلورتها إلى خطة ملموسة سيتم عرضها خلال الساعات المقبلة. وقال، في تصريحات لوسائل الإعلام، إنه سيعمل على تفعيل هدنة جديدة، واصفا الهدنة الأولى بـ"الهشة".

وتوقعت المصادر ذاتها أن تتواصل الاجتماعات بين ولد الشيخ ووفد الحوثي وصالح، صباح اليوم الثلاثاء، للوقوف على صيغة نهائية لمسوّدة الحل، على أن ينتقل بعدها المبعوث الأممي إلى الرياض للقاء وفد الحكومة اليمنية، لعرض شروط الحوثيين للتهدئة وإنهاء الحرب.

وتمسك المبعوث الأممي، بعدم الاجتماع مع المجلس السياسي المشكل بالمناصفة بين الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، باعتباره جهة غير قانونية، بحسب تصريحات مصادر مقربة من حزب صالح.

ومن جهة أخرى، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنها رصدت أكثر من ألف حالة يشتبه بإصابتها بمرض "الكوليرا" في عدة محافظات يمنية. وقال المكتب التابع للمنظمة في اليمن، في تغريدة له على حسابه بموقع "توتير"، إنه تم تسجيل 1090 حالة يشتبه إصابتها بمرض الكوليرا في عددٍ من المحافظات".

وأوضح أنه تم تسجيل 268 حالة في تعز "جنوب غرب"، و 258 في عدن "جنوب"، و151 في لجح "جنوب شرق"، مع تسجيل 141 حالة في الحديدة "غرب"، بالإضافة إلى 91 حالة في أمانة العاصمة صنعاء. وأعلنت وزارة الصحة اليمنية، أمس، وفاة 9 أشخاص جراء إصابتهم بوباء الكوليرا في مدينة عدن .

على صعيد آخر، كشف تقرير حقوقي صادر عن ائتلاف المنظمات الحقوقية والإنسانية بمحافظة حجة أن الحوثيين وقوات صالح خطفوا 921 مدنياً من معارضيهم، منذ اندلاع الحرب مطلع العام الماضي.

وأكد أن 412 معتقلاً تعرضوا لصنوف التعذيب النفسي والجسدي، وأن بعض المختطفين لقوا مصرعهم نتيجة استخدام الحوثيين في تعذيبهم الضرب المبرح بالعصي والهراوات واستخدام "الأسياخ" الحديدية والصعق الكهربائي. وقال التقرير "تسبب التعذيب في إصابة البعض بشلل نصفي إضافة إلى استخدام اللطم والركل على الجسم وصلت بحال معظمهم حد الإغماء، فيما استخدمت مع بعض المختطفين مادة الأسيد الحارق".