اشتباكات على معبر "رأس جدير" الحدودي

أعلنت مصادر أمنية تونسية فجر اليوم الاثنين، أن أصوات اشتباكات عنيفة سمعت مساء الاحد في الجانب الليبي من معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا. وتضاربت الأنباء بشأن سبب الاشتباكات، في وقت أعلنت فيه قوات الجيش التونسي حالة التأهب القصوى على الحدود. ولم تستبعد مصادر أمنية أن تكون الاشتباكات الليلة قد اندلعت بين عناصر "كتيبة جمال الغائب" وإحدى الكتائب المتواجدة عند معبر رأس جدير.

وأعلنت قوات عملية "البنيان المرصوص" أنها تمكنت الأحد من القضاء على أكثر من 80 عنصرًا من تنظيم "داعش" في آخر معاقلهم في منطقة الجيزة البحرية في مدينة سرت. وقال المركز الإعلامي للعملية في ايجاز صحفي، إن قواتهم جددت هجومها على آخر فلول داعش المختبئة في "كامبو المنارة" و"الجيزة البحرية" و"عمارات الـ600"، وأحبطت محاولة هجوم غادر من الخلف.

وأضاف المركز أن هجومهم بدأ بقصف جوي شنته مقاتلات ليبية، نفذت عشر غارات جوية على منطقة الجيزة البحرية في الحي رقم ثلاثة، ثم ساندهم الطيران الأميركي بخمس غارات استهدفت مواقع لقناصة داعش في المنطقة. وأوضح أنه أثناء استعداد قوات البنيان المرصوص للتقدم بعد القصف هاجمت قوة كبيرة من تنظيم داعش خطوطهم الخلفية محاولة الوصول إلى الميناء الأمر الذي أخّر تقدمهم.

وأكد المركز الإعلامي للبنيان المرصوص أن قواته سرعان ما استعادت المبادرة وشنت هجوما مضادا، وتمكنت من القضاء على 55 عنصرًا من عناصر التنظيم وتم نقل جثثهم من أرض المعركة. وقتلت القوات الشرعية 30 عنصرا من عناصر تنظيم داعش الارهابي، وفق مصدر عسكري. وذكر المصدر أنه تم العثور على أكثر من 20 جثة لقتلى من عناصر تنظيم "داعش" من بينهم القيادي "أبوترابة"، بالإضافة إلى أسر مصري الجنسية من عناصر التنظيم في مدينة سرت.

وأكد المركز الإعلامي أن قوات البنيان المرصوص تراقب تحركات داعش في مخابئهم، مشيرة إلى أن هناك معلومات وردت من فرق الاستطلاع عن احتمالية وجود بقايا عائلات في المنطقة المحاصرة. وقالت مصادر إن أحد أفراد تنظيم "داعش" اعترف، الأحد، بأن 180 من أفراد التنظيم ما يزالون متواجدين داخل الحي رقم 3 في سرت، منهم 22 شخصًا مبتوري الأطراف ومجهزين لقيادة المفخخات.

وأضافت المصادر أن الفرد الذي أدلى بالاعترافات هو من مدينة درنة، وأكد أن 37 شخصا مصابا ما يزالون داخل الحي 3، بالإضافة إلى 4 أطباء هنود وإسبانييْن ومصرييْن وآخرَ تونسي.

وكان مصدر طبي أفاد الأحد بمقتل صحفي هولندي أثناء تغطيته المعارك في مدينة سرت في ليبيا بين قوات حكومة الوفاق الوطني وتنظيم داعش. وقال أكرم قليوان المتحدث باسم مستشفى مصراتة المركزي، حيث تعالج عناصر القوات الحكومية، إن الصحفي يعمل لدى وكالة الصحافة الفرنسية، قتل جراء إصابته برصاصة في صدره من قناص تابع للتنظيم، مضيفا أن جثته موجودة في المستشفى.

واليوم الاثنين، يزور رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، الجزائر للقاء عدد من المسؤولين الجزائريين لبحث آخر المستجدات على الساحة الليبية. وقال بيان صادر عن رئاسة الحكومة الجزائرية نقلته وكالة الأنباء الرسمية، إن السراج سيتطرق خلال الزيارة إلى جهود تسوية الأزمة في ليبيا.

وأكد البيان، أن الجزائر ستجدد موقفها الداعم لمبادرة السلم في ليبيا والقائمة على الحل السياسي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية في إطار احترام السيادة الوطنية.

وكشفت مصادر مقربة من المجلس الرئاسي، أن السراج سيتوجه عقب زيارته للجزائر إلى العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في الاجتماع الدولي حول ليبيا الذي دعت إليه فرنسا.

يذكر أن رئيس المجلس الرئاسي زار في 28 سبتمبر/أيلول الماضي فرنسا والتقى خلالها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وعددا من الوزارء والمسؤولين الفرنسيين، وبحث معهم الأوضاع في ليبيا على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية

وفي طبرق، كشف القائد العام للجيش، المشير خليفة حفتر، أن القيادة العامة للجيش تتطلع إلى بناء جيش يتراوح حجمه ما بين 2% إلى 2.5 % من عدد السكان، مضافًا إليها قوة الاحتياط، مشيرًا إلى أن الجيش الوطني يصنع نفسه بنفسه من خلال المعارك الضارية التي خاضها ويخوضها ضد الإرهاب.

وقال حفتر في حوار أجرته معه وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، إن القيادة العامة للجيش الوطني تعمل وفقًا للقانون، ولها هيكل تنظيمي معتمد وملاك إداري متكامل، وتضم القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الأركان العامة ورؤساء الأركان النوعية، وأمراء المناطق العسكرية وبعض الهيئات والإدارات، وإننا نتطلع إلى بناء جيش يتراوح حجمه مابين 2 % إلى 2.5 % من عدد السكان مضافًا إليها قوة الاحتياط.

وأشار القائد العام للجيش، المشير خليفة حفتر، إلى أن الجيش في حركة تصاعدية إلى الأفضل من حيث الأداء والخبرة القتالية والانتشار الأفقي وعدد أفراده من ضباط وجنود بمختلف الرتب، كما لفت المشير خليفة حفتر إلى أن الجيش يظل بحاجة إلى إعادة تنظيم وتطوير، وفقًا لجملة من الاعتبارات أهمها مساحة الدولة والكثافة السكانية والثروات الطبيعية والموقع الجغرافي للبلاد، بالإضافة إلى عنصر مهم هو انتشار التنظيمات الإرهابية في الإقليم الذي تقع فيه ليبيا التي تعتبر القوات المسلحة النظامية العدو اللدود رقم واحد. واتهم جماعة "الاخوان المسلمين بالعمل على تقسيم اليمن.