دمشق ـ نور خوام
قصفت طائرات حربية، عدة مناطق في الريف الجنوبي لحلب، حيث استهدفت قريتي تل صبحة وأم خان في منطقة جبل الحص، ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن خسائر بشرية، ومع استمرار العمليات العسكرية منذ نحو 5 أسابيع في ريف حلب الجنوبي، تتواصل عمليات الاستهداف الجوي لمناطق سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام في هذا الريف، ومنذ فجر الخميس الـ 7 من كانون الأول / ديسمبر الجاري، نفذت الطائرات ما لا يقل عن 26 غارة استهدفت قرى وبلدات في ريف حلب الجنوبي الجنوبي، إذ استهدفت الغارات قرى برج سبنة والحانوتة ورملة وجب العليص وتل أحمر والشيخ خلف وقلعة الشيح والحميدية وأم العمد وسيالة
وتواصل الألغام الأرضية قتلها لأبناء مدينة الرقة بعد طرد تنظيم “داعش” منها، وقتل شخصا جراء انفجار ألغام بهم في المدينة، ليرتفع إلى 34 مدنياً بينهم 7 أطفال ومواطنات على الأقل، عدد من ممن فارقوا الحياة جراء انفجار ألغام بهم داخل المدينة خلال تنقلهم فيها، أو محاولتهم العودة إلى منازلهم، خلال الأسبوعين الأخيرين في المدينة التي تتواصل فيها عمليات التمشيط من قبل فرق نزع الألغام التابعة لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، حيثوفي أواخر تشرين الأول / أكتوبر الفائت، من العام الجاري 2017، أوقفت فرق إزالة ألغام تابعة لقوات سورية الديمقراطية وفرق تابعة للتحالف الدولي ولجهات غربية، عملها مؤقتاً في المدينة، وذلك بعد إصابة عناصر أجانب من فرق هندسة الألغام وفقدان عناصر آخرين لحياتهم، جراء انفجار الألغام بهم، وأن توقف عملية إزالة الألغام مرده هو البحث عن آلية مختلفة لإزالة الألغام، بشكل لا يوقع خسائر بشرية في صفوف عناصر فرق إزالة الألغام بمدينة الرقة، إذ تشهد المدينة دماراً وصل لأكثر من 80% من مساحة المدينة، التي شهدت قتالاً ومعارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي من جهة، وتنظيم “داعش” من جانب آخر، استمرت منذ الـ 6 من حزيران / يونيو الفائت من العام الجاري 2017، وحتى الـ 17 من تشرين الأول / أكتوبر من العام ذاته، تاريخ خروج آخر دفعة من عناصر تنظيم “داعش” من مكان تحصنهم داخل المدينة، كما كان التنظيم قام بعملية زرع ألغام بشكل مكثف في المدينة وأطرافها
وأكّدت مصادر متقاطعة، أن عدد من هذه الغارات استهدفت مدارس في قرى الحانوتة والحميدية وأم العمد، وتسببت بدمار فيها، إضافة للأضرار المادية في ممتلكات المواطنين والبنى التحتية، في بقية المناطق التي تعرضت للقصف، فيما لم ترد إلى الآن معلومات عن الخسائر البشرية، إذ تتزامن الغارات مع الاشتباكات المتواصلة بين القوات الحكومية السورية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وإيرانية وآسيوية من جانب، وهيئة تحرير الشام والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر، والتي اندلعت في هذا الريف في الثاني من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري من العام 2017، نتيجة هجوم عنيف وتصعيد في القصف البري والجوي من قبل القوات الحكومية السورية وحلفائها، حيث تحاول الأخيرة التقدم في هذه المناطق والوصول إلى الريف الشرقي لإدلب، بغية الوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري في القطاع الشرقي من ريف محافظة إدلب، وشهدت المعارك خلال الأسابيع الخمسة الفائتة، سقوط خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين، إذ قضى وقتل العشرات من مقاتليهما خلال معارك الكر والفر التي تشهدها المنطقة
واستهدفت القوات الحكومية السورية بالقذائف مناطق في مخيم درعا بمدينة درعا مساء اليوم، ولا أنباء عن إصابات، وسمع دوي انفجار بمنطقة ببيلا في الريف الجنوبي للعاصمة، تبين أنه ناجم عن انفجار عبوة بسيارة قيادي في كتائب أكناف بيت المقدس، ما أسفر عن أضرار مادية، ولا معلومات عن خسائر بشرية، في حين جددت القوات الحكومية السورية استهدافها لغوطة دمشق الشرقية عقب هدوء ساد لساعات، قبل أن تفسده طائرات القوات الحكومية المسيرة عن بعد، إذ استهدفت طائرة مسيرة عن بعد بـ 5 قنابل أماكن في مدينة حرستا بغوطة دمشق الشرقية، ما أسفر عن إصابة 3 أشخاص، بينما سقطت 3 قذائف أطلقتها القوات الحكومية السورية على مناطق في بلدة النشابية، تسببت بأضرار مادية، وعاد الهدوء ليسود غوطة دمشق الشرقية، منذ ما بعد ظهر اليوم الخميس الـ 7 من كانون الأول / ديسمبر الجاري من العام الجاري 2017، بعد عمليات استهداف متقطعة خلفت خسائر بشرية، حيث شهدت الغوطة الشرقية مقتل مواطن اليوم في القصف المتجدد من قبل القوات الحكومية السورية على مناطق في مدنها وبلداتها خلال الساعات الفائتة، إذ نشر أنه وكأن هذه القوات الجكومية لا يمكنها أن تفوِّت يوماً دون قتل بحق أبناء هذه الغوطة المحاصرة، فلا يكاد القصف يهدأ على مدنها وبلداتها، حتى تعاود القوات الحكومية السورية تجديد قصفها، مستهدفة مزيداً من المناطق لتوقع الشهداء والجرحى، وتجدد القصف من قبل القوات الحكومية السورية، التي استهدفت بقذيفة منطقة في بلدة جسرين، ما تسبب بمقتل مواطن، بينما قصفت القوات الحكومية السورية بقذيفتين مناطق في مدينة حرستا، ولا معلومات عن إصابات إلى الآن، عقب قصف ظهر اليوم طال مناطق في بلدة عين ترما بخمس قذائف سقطت على مناطق في البلدة وأطرافها، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، وهذا القتل المتجدد رفع إلى 201 بينهم 47 طفلاً دون سن الثامنة عشر و21 مواطنة فوق سن الـ 18، و4 من عناصر الدفاع المدني عدد من استشهدوا ووثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ يوم الثلاثاء الـ 14 من نوفمبر الفائت، وقتل 3 مواطنين بينهم طفلان اثنان في قصف مدفعي على عربين وسقبا، وقتل، الثلاثاء، 3 مواطنين بينهم طفل في القصف المدفعي على عربين وعين ترما، بينما قتل يوم الاثنين مواطن في قصف جوي على بلدة عين ترما، فيما قتل يوم الأحد 27 مواطناً بينهم 9 أطفال و3 مواطنات هم رجل قتل في قصف مدفعي على حرستا، و26 مواطناً استشهدوا في غارات على حمورية وعربين ومسرابا وبيت سوى، وقتل 11 مواطناً بينهم 3 مواطنات هم 9 بينهم مواطنتان استشهدوا جراء غارات على مدينة عربين ومدينة حرستا ومواطنة ورجل استشهدا متأثرين بإصابتهما في قصف جوي سابق على مسرابا، فيما وثق يوم الخميس مقتل مدني بقصف على مدينة حرستا، كما قتل رجل من مديرا متأثراً بإصابته في قصف للطائرات الحربية على مناطق في بلدة مديرا، فيما قتل الأربعاء مواطنان اثنان أحدهما قتل في قصف على عربين والآخر متأثراً بإصابته في قصف صاروخي سابق على حزة، فيما قتل يوم الثلاثاء 4 مواطنين بينهم طفلان في غارات على حمورية، فيما قتل يوم الاثنين 18 مواطناً بينهم طفلان ومواطنة جراء القصف من الطائرات الحربية على مناطق في مسرابا ومديرا وعربين وقصف مدفعي على دوما، كما وثق مقتل 25 مدنيًا يوم الأحد بينهم 5 أطفال و3 مواطنات في غارات على مسرابا ومديرا، وقصف صاروخي على دوما، كذلك قتل 11 مواطناً بينهم 5 أطفال ومواطنة يوم الخميس في غارات على مناطق في مدن وبلدات دوما وحرستا وعين ترما، وغارات على عربين، وقصف صاروخي على عين ترما وجسرين، ومتأثرين بإصاباتهم في غارات حزة ومسرابا وقصف مدفعي على مدينة عربين، بينما قتل يوم الأربعاء 3 أطفال في قصف مدفعي على عين ترما ومدينة حرستا في الغوطة الشرقية، بينما قتل يوم الثلاثاء 3 مواطنين بينهم مواطنة متأثرين بإصاباتهم في قصف مدفعي وصاروخي سابق على عربين ومسرابا، كذلك قتل يوم الاثنين 10 مواطنين بينهم 4 أطفال ومواطنتان في القصف المدفعي والصاروخي على كفربطنا وحمورية وعربين ومديرا، بينما قتل يوم الأحد 17 مواطناً بينهم طفل جراء القصف الصاروخي والمدفعي على دوما ومسرابا ومديرا وحمورية، فيما قتل يوم السبت 14 على الأقل بينهم طفلة و4 مواطنات، جراء غارات على مديرا، وحرستا، وقصف صاروخي على حزة وحمورية، في حين قتل يوم الجمعة 20 مواطناً بينهم 6 أطفال ومواطنتان اثنتان في قصف مدفعي وجوي وصاروخي على دوما وحرستا وعربين، بينما قتل يوم الخميس 14 مواطناً بينهم 4 أطفال ومواطنة، جراء غارات وقصف بري على عربين وبيت سوى ودوما وعين ترما وحمورية، أيضاً قتل يوم الأربعاء 8 مواطنين بينهم طفلان إثر غارات وقصف مدفعي على عربين وسقبا وحمورية ودوما، فيما قتل يوم الثلاثاء 4 مواطنين في قصف على عربين ومديرا، وأصيب نحو 665 شخصاً على الأقل بجراح بينهم عشرات الأطفال والمواطنات، بعضهم جراحهم خطرة، ما يرشح عدد الشهداء للارتفاع.
وجرت عملية تسليم حوالي 15 شخصاً من بلدتي الفوعة وكفريا من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل، في غرب حلب، إلى الهلال الأحمر، وجرى تسليم المواطنين الـ 15 ومن بينهم 5 أطفال و3 مواطنات، جرى تسليمهم إلى الهلال الأحمر في الضواحي الغربية لمدينة حلب، بعد نحو 8 أشهر من التفجير الذي جرى في منطقة الراشدين خلال عملية التغيير الديموغرافي، والتي استهدفت نازحي الفوعة، وقالت مصادر أنهم كانوا من ضمن الجرحى والمفقودين الذين نقلوا للعلاج في مناطق سيطرة الفصائل، ووثق مقتل نحو 130 شخصاً بينهم 109 أشخاص من المهجَّرين من الفوعة وكفريا، من ضمنهم 68 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و13 مواطنة، في حين أن البقية من المقاتلين والمرافقين، قضوا واستشهدوا جميعاً في تفجير بيك آب مفخخ استهدف تجمع الحافلات التي كانت قد خرجت من الفوعة وكفريا وتوقفت عند منطقة الراشدين في الأطراف الغربية من مدينة حلب في الـ 15 من شهر نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2017
ويسود الهدوء الحذر محاور القتال بين هيئة تحرير الشام من طرف، وتنظيم “داعش” من طرف آخر في الريف الشمالي الشرقي لحماة، وسط تضارب المعلومات حول الجهة المسيطرة على قريتي رسم الحمام وأبو الخنادق، بعد هجوم عناصر التنظيم عليهما قبل ساعات، حيث دارت معارك عنيفة بين الطرفين، ترافقت مع قصف واستهدافات مكثفة ومتبادلة بين طرفي القتال، المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق في هذا السياق مزيد من الخسائر البشرية بين طرفي القتال ممن قضوا وقتلوا خلال الـ 24 ساعة الفائتة، حيث ارتفع إلى 35 على الأقل عدد عناصر هيئة تحرير الشام ممن قضوا في الاشتباكات، كما ارتفع إلى 22 عدد عناصر تنظيم “داعش” ممن قتلوا خلال الاشتباكات ذاتها، في حين لا يزال مجهولاً مصير عدة عناصر من تحرير الشام فقد الاتصال معهم عقب هجوم عناصر التنظيم المفاجئ على مواقعهم يوم أمس مستغلين سوء الأحوال الجوية، ومع ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية بين طرفي القتال، يرتفع إلى 271 على الأقل من عناصر تنظيم “داعش”، وما لا يقل عن 167 من مقاتلي تحرير الشام، قتلوا وقضوا جميعهم خلال الاشتباكات الدائرة في الريف الشمالي الشرقي الحموي، منذ بدء القتال بينهما في الـ 9 من تشرين الأول / أكتوبر الفائت من العام 2017، وحتى اليوم الـ 7 من شهر كانون الأول / ديسمبر الجاري من العام ذاته، فيما لا يزال عدد من قضى وقتل مرشحاً للارتفاع، بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، ولا يعلم إلى الآن مصير الأسرى، وسط تخوفات من إعدامهم من قبل التنظيم، الذي يحاول رفع معنويات مناصريه، عبر التأكيد على قوته من خلال تنفيذ الهجمات المباغتة، ونشر منذ ساعات أنه يسعى تنظيم “داعش” لتوسعة نطاق سيطرته بعد تمكنه منذ الـ 21 من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري من العام 2017، من السيطرة على القرى التالية وهي الوبيض القبلي ومويلح أبو هديب وأبو عجوة وعنبز ومويلح صوارنة وأبو حية ورسم الأحمر وأبو هلال وأبو حريق وأبو الكسور ومعصران والعطشانة وابين وجب زريق والشيحة وسروج وعليا وأبو مرو وأبو الخنادق والوسطية وسميرية ورسم السكاف وجناة الصوارنة وطوال الدباغين وجديدة وطلحان، وتجمعات أخرى في الريف الشمالي الشرقي لحماة.
وتقترب المعارك في الريف الحموي الشمالي الشرقي، بين تنظيم “داعش” من جهة، وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، من الدخول في شهرها الثالث، منذ اندلاع القتال بينهما في الـ 9 من تشرين الأول / أكتوبر الفائت من العام الجاري 2017، إذ دار هذا القتال على مدار نحو شهرين، بعيداً عن أضواء الإعلام المحلي والإقليمي والدولي، على الرغم من تركيز الأضواء الإعلامية على المعارك ضد تنظيم “داعش” على ضفتي نهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور، كما أن هذه المعارك لا تزال مستمرة إلى تاريخ اليوم الـ 7 من كانون الأول / ديسمبر الجاري من العام 2017، إذ عمدت هيئة تحرير الشام خلال الساعات الفائتة إلى تنفيذ هجمات معاكسة لاستعادة السيطرة على القرى التي خسرتها خلال الساعات الـ 48 الفائتة، والتي وسعت سيطرة تنظيم “داعش” في الريف الحموي الشمالي الشرقي، وتمكنت هيئة تحرير الشام من استعادة السيطرة على قرية سمو أبو الكراسي، فيما لا تزال نحو 25 قرية أخرى تحت سيطرة التنظيم، الذي يعمد إلى استغلال الأحوال الجوية، أو استغلال المعارك الدائرة بعنف على الجبهات مع القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها في الريف ذاته، حيث يقوم التنظيم بتنفيذ هجمات مباغتة، تسفر عن تقدمه في قرى تخضع لسيطرة تحرير الشام، كما توقع هذه المعارك المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، كما أن ازدياد عنيف هجمات التنظيم -الذي وصل إلى هذه المنطقة بعد اجتياز مناطق سيطرة النظام التي تفصل بين مناطق التنظيم في ريف حماة الشرقي سابقاً -حيث منطقة وادي العذيب- وبين مناطق سيطرة تحرير الشام- تصاعد بعد استقدام التنظيم تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول مئات العناصر من تنظيم “داعش” مدججين بالعدة والعتاد من آليات ثقيلة وأسلحة ثقيلة وخفيفة إلى ريف حماة الشمالي الشرقي، وأبلغت مصادر أنهم وصلوا من البادية السورية التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية، حيث عمدت هذه العناصر فور وصولها قبل نحو أسبوعين، إلى تنفيذ هجوم موسع على مواقع هيئة تحرير الشام في المنطقة.
وأكّد المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أنه سيبتّ الأسبوع المقبل ما إذا كان أي من طرفي محادثات جنيف يحاول “تخريب العملية”، الذي “سيؤثر سلباً في أي محاولة سياسية أخرى تجرى في أي مكان آخر”، في إشارة ضمنية إلى مسار جديد تحاول موسكو ودمشق تدشينه في “سوتشي”، وأعلن مصدر روسي أن الجولة المقبلة من محادثات آستانة ستعقد يومي 21 و22 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وستخصص لإعداد “مؤتمر الحوار الوطني السوري” في سوتشي الذي قد يعقد في شباط (فبراير) المقبل، وأن الدول الراعية لآستانة، روسيا وإيران وتركيا، ستناقش خلال يومين معايير “مؤتمر سوتشي” وقائمة المشاركين فيه وجدول أعماله، وسط توقعات بأنه سيُمهد لمفاوضات جنيف .
ودافع مسؤول سوري عن “مؤتمر سوتشي”، المتوقع في شباط (فبراير) المقبل، والذي تتخوف المعارضة من أن يحل محل جنيف، وقال في تصريحات لوكالة “فرانس برس”، إن سوتشي “سيفتح الباب أمام حوار موسع بين كل السوريين، فيما يقيد جنيف الحوار بين وفد حكومي ومجموعة من المعارضات لا تمثل أحداً”. قائلاً إن “مؤتمر سوتشي سيرسم الحل السياسي، لطرحه لاحقاً في جنيف”، وكشف مفاوضون في وفد المعارضة تعرضهم لضغوط ديبلوماسية غربية من أجل “تجميد” مطلب تنحي الرئيس السوري بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية، وقبول مشاركة وفد كردي في جنيف. وقال المفاوضون إن هناك تبايناً داخل وفد المعارضة بشأن المطالب، وبعد توقف دام 5 أيام، أفاد مصدر في وزارة الخارجية السورية بأن وفد الحكومة سيصل إلى جنيف الأحد لاستئناف محادثات جنيف.
وأعلن دي ميستورا أمس عودة الوفد إلى جنيف الأحد، لكنه حذر الطرفين، الحكومة والمعارضة، من أنه وفريقه سيجرون تقويماً للجهة المسؤولة عن تعطيل المحادثات. وزاد: “سنجري تقويماً لتصرفات الجانبين كليهما، وبعده سنقرر هل هي بناءة أم أنها لتخريب جنيف”. وشدد على أن مسار جنيف هو عملية السلام الوحيدة التي يدعمها مجلس الأمن “على رغم أنه يتمّ التخطيط لمبادرات أخرى كثيرة”، في إشارة إلى المقترح الروسي بعقد مؤتمر سلام موسع في سوتشي، وقال عضو في وفد المعارضة لـ “فرانس برس”، “يكرر معظم الديبلوماسيين الذين زارونا الدعوة ذاتها: عليكم التحلي بالواقعية إذا كنتم تريدون تسوية النزاع”. وزاد: “يريدون منا تجميد مطلب تنحي الأسد، وليس التخلي عنه تماماً”.
والتقى وفد المعارضة في جنيف المستشارة الأميركية للملف السوري ستيفاني ويليامز، ونائب مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد، ومبعوثين من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والصين، ودول أخرى. ولقيت الدعوات الغربية ردود فعل متباينة داخل المعارضة، وقال عضو في وفد المعارضة إن “ثمة تيار رمادي يتسع داخل الوفد يضغط للمضي بهذا الخيار، لكنّ ممثلي الفصائل العسكرية وبعض السياسيين يواجهونه برفض مطلق”. كما أفادت المعارضة بتعرضها لضغوط، من أجل القبول بتمثيل “حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي” في جنيف.
وكشفت مصادر معارضة أن ديبلوماسياً أميركياً وديبلوماسيين أوروبيين حملوا هذا المطلب إلى المعارضة، التي أبدت “رفضها المطلق” للفكرة، معتبرة ذلك بمثابة “عقبة جديدة” أمام المحادثات، وأعلن الجيش الروسي رسمياً أمس، انتهاء مهمته وهزيمة “داعش” في سورية. وقال الجنرال كولونيل سيرغي رودسكوي المسؤول عن إدارة عمليات القيادة العامة للجيش الروسي، إن القوات الروسية في سورية الآن تركز على الحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار في مناطق “خفض التوتر” واستئناف مظاهر العيش في سلام، وتمكنت القوات الحكومية أمس من طرد عناصر “داعش” من الضفة الغربية لنهر الفرات في دير الزور. وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن القوات النظامية “تسيطر على الجزء الغربي من المحافظة من معدان في الشمال الغربي وصولاً إلى الحدود العراقية”. وأكد أن “ليس هناك وجود لداعش على الضفة الغربية من النهر”.