ستوكهولم ـ منى المصري
حثت الوزيرة الأولى الاسكتلندية، نيكولا ستورغيون، السبت، أعضاء الحزب الذي تقوده "القومي الاسكتلندي" بإقناع أغلبية الأسكتلنديين بأن تحقيق الاستقلال عن بريطانيا يمثل أفضل خيار لمستقبل المنطقة، إذ أكدت في ختام مؤتمر الحزب الحاكم في أبردين شمالي شرق البلاد، أن المهمة الأهم للأعضاء في هذه الأوقات هي إقناع من لا يدعمون إقامة دولة خاصة.
الهدف إقناع المواطنين بضرورة الاستقلال
وقالت ستورغيون إنها أصبحت أكثر ثقة من أي وقت مضى بالحصول على الاستقلال الاسكتلندي، بعد إزالة الضباب الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، موضحة أن أعضاء حزبها لا يجب عليهم التركيز على موعد إجراء استفتاء آخر، بل إقناع المواطنين.
ولفتت ستورغيون "مهمتنا تكمن في إقناعهم بأن المستقبل الأفضل هو كمستقلين"، وأشارت إلى خططها بشأن إجراء محتمل لاستفتاء جديد قبل أواخر العام الجاري عندما يتوقع الإعلان عن نتيجة مفاوضات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في 29 من مارس من عام 2019.
تحاول استغلال ضعف حكومة تيريزا ماي
وأكدت ستورغيون أن حكومة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، تعاني من اختلال وظيفي بسبب حربها الداخلية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، موضحة أن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، يتحمل المسؤولية المحرجة، بعد اتهامه حزب المحافظين بتبني نهج متهور في محادثتهم في الاتحاد الأوروبي، وذلك لتجاهلهم الحديث عن الوظائف، مطالبة بإقالته من منصبه، وأشارت إلى أنه كلما لم يكن لدى بريطانيا نفوذ على اسكتلندا، كان ذلك أفضل.
وأوضحت استطلاعات الرأي، أن نسبة مؤيدي الاستقلال عن بريطانيا بلغت 45%، ولذلك حثت ستورغيون أعضاء الحزب على أن تكون أولويتهم إقناع الناس بمزايا الاستقلال بدلًا من التركيز على موعده، ولكنها في ذات الوقت أُجبرت على إنكار الخطة الاقتصادية الجديدة للاستقلال والتي ستفرض القشف.
رغم التقشف.. ترى مستقبل الاستقلال أفضل
وأكد الاقتصاديون أن خطط الاستقلال ستعني خفض الإنفاق العام على اسكتلندا المنفصلة مقارنة بالدول التابعة للملكة المتحدة، ولكن ستورغيون، قالت إنها ترى مستقبلًا أكثر إشراقًا في عملية الاستقلال.
وعقدت ستورغيون المؤتمر على خلفية رد الفعل العنيف من الجناح اليساري الذي يوصي بفرض قيود صارمة على الإنفاق، واستخدام الجنيه الإسترليني رسميًا دون السيطرة على السياسة النقدية، وتحدثت عن رسالة الأمل والطموح بشأن الاستقلال والتي تناغمت مع الناخبين الاسكتلنديين اليائسيين بما يكفي للاستقلال عن بريطانيا، وقالت للمندوبين إن ماي ليس لديها أي فكرة عما تريد أن يحل محل الاتحاد الأوروبي في السوق الموحدة والاتحاد الجمركي، كما أنها بدلًا من ذلك تركز على وقف انهيار مجلس وزرائها المختل كليًا.
الظروف الراهنة تساعدها على الاستقلال
ولفتت ستورغيون إلى أن تقرير لجنة النمو قدم لها منصة سيستخدمها الحزب، لتجديد قضية الاستقلال، وعلى الرغم من أن التقرير ذكر أن اسكتلندا المنفصلة عن بريطانيا ستهدف إلى فتح حدودها مع الاتحاد الأوروبي وبقية المملكة الممتحدة، مدحت النقرير لعدم تظاهره وجود إجابات سهلة، كما أنه يضع أسس قوية للاستقلال.
ورغم التعقيدات الخاصة بوضع أيرلندا في عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، ترى أن وضع اسكتلندا مُختلف، حيث يمكن لبلادها كدولة مستقلة التمتع بتجارة حرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا وخارجها.
وسلطت الوزيرة الأولى الضوء على الأبحاث التي أظهرت أن نسبة الاسكتلنديين الذين يعتقدون أن الاستقلال سيفيد الاقتصاد، ارتفعت إلى 41%.
تعرضت لانتقادات بسبب الاستقلال
وانقدها جاكسون كارلاو، نائب زعيم حزب المحافظين الاسكتلندي، قائلًا "كان هذا خطابًا آخر، حيث تشعل فيه نيكولا ستورغيون مسؤوليتها الداخلية، وكذلك تجمع من خلاله تصفيقًا للمهمة الرئيسية وهي الاستقلال"، وأضاف "وعلى الرغم من أن التعليم كان أهم أولوياتها، نسيت أن تذكره في الخطبة، كما لم تذكر أي شيء عن نظام العدالة الجنائي، إنها بعيدة عن الأحداث وتقود حزبًا منقسمًا، وكان هذا خطابًا مكررًا من زعيم ينفذ منها الوقت.".