واشنطن ـ يوسف مكي
توصَّل تحقيق سري أجراه مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي" حول حركة "المقاومة العنيفة" التي تشهدها الجامعات ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى اكتشافٍ مثير للجزع، وهو التواطؤ بين "الفوضويين" الأميركيين والإرهابيين الأجانب في تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، وفقا لتقرير إعلامي صادر عن مكتب التحقيقات الفدرالي المكاتب الميدانية.
ويقول التقرير الميداني لمكتب التحقيقات الفدرالي، الذي تم تسليمه إلى القائم بأعمال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي أندرو مكابي في 11 يوليو / تموز الماضي: "هناك أدلة دامغة واضحة على وجود علاقات متصاعدة بين الراديكاليين الأميركيين وتنظيم "داعش"، فضلا عن العديد من الجماعات المتشددة التابعة للتنظيم والجماعات المتطرفة الأخرى"، ونُشر هذا التقرير لأول مرة في كتاب إدوارد كلاين هو رئيس التحرير السابق لمجلة "نيويورك تايمز" ومؤلف العديد من الكتب الأكثر مبيعا، بما في ذلك كتابه الرابع عن كلينتون " Guilty as Sin"، في عام 2016. وكتابه الجديد سيصدر اليوم الاثنين في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2017، وهو باسم " All Out War: The Plot to Destroy Trump".
ويؤكد تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي حول الجهود التي يبذلها الإرهابيون الإسلاميون لتجنيد أتباع المجموعات الأميركية المتطرفة مثل حركة "أنتيفا"، ادعاء الرئيس ترامب المثير للجدل الذي أدلى به عقب الاحتجاجات العنيفة التي وقعت في "شارلوتسفيل" في ولاية فيرجينيا الأميركية في الصيف الماضي، بأن الجماعات الفوضوية اليسارية تمثل خطورة أيضا مثل المتطرفين اليمينيين البيض.
وقال تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي: "هذا هو التحدي الأكبر لإنفاذ القانون منذ القضاء حركة "Weather Underground" اليساري المتطرف وحزب "النمر الأسود". وخلال الصيف الماضي، أرسل مكتب التحقيقات الفدرالي فرقة عمل إلى أوروبا للتحقيق في المظاهرات الضخمة التي خططت لها الجماعات المتطرفة، احتجاجا على حضور الرئيس ترامب اجتماع القادة وحكام المصارف المركزية لمجموعة دول الـ20 الصناعية الكبرى.
وقال ملخص مكتب التحقيقات الفدرالي: "غطت فرقة العمل اجتماع مجموعة العشرين في هامبورغ، ودرست المعلومات ذات القيمة العسكرية والسياسية التي حصلت عليها من السلطات المحلية، والإنتربول، وغيرها، على أن المجموعات الفوضوية / الراديكالية المدعومة من الولايات المتحدة سافرت إلى ألمانيا وشاركت في أعمال العنف. وأضاف: هناك أيضا أدلة على عقد اجتماعات بين هؤلاء الأفراد وشركاء لهم في "داعش". وهناك حاجة ماسة إلى مراقبة الأفراد الذين تم تحديدهم عن كثب.
وقد أولى عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي اهتمامًا خاصًا لمجموعة من الفوضويين من أوكلاند، وهي مدينة ذات ميناء رئيسية تقع بالقرب من حرم جامعة كاليفورنيا في بيركلي، مسرح العديد من الاحتجاجات العنيفة. وقال التقرير إنه "بينما كان هناك تقدم عسكري في العراق ضد تنظيم "داعش"، فان نفوذهم في أوروبا وفي جميع أنحاء العالم يتزايد بشكل واضح. والآن بعد أن قرر المكتب أن لديهم أتباعًا في حركة المقاومة الأميركية الراديكالية في الولايات المتحدة، فمن الواضح أنه سيكون هناك عنف إضافي في الهجمات على مؤسسات إنفاذ القانون والمؤسسات الأميركية، بما في ذلك البنوك".
وأضاف التقرير إن "العلاقات بين ثلاثة من كبار قادة جماعة أوكلاند التقت في هامبورغ مع زعيم تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" وتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وهناك أدلة من المخبرين أنه يساعد مجموعة في أوكلاند للحصول على الأسلحة التي يستخدمونها، في المقام الأول لصنع القنابل والمعدات والمواد الكيميائية السامة والغازات". وكان أحد الرجال من أوكلاند قد سافر إلى سورية لمقابلة زعماء "داعش". وكان الغرض من ذلك هو التدريب على التكتيكات".