عدن ـ عبدالغني يحيى
أعلنت السلطات السعودية، مساء الخميس، عن سقوط قذائف عسكرية "حوثية" داخل مستشفى في مدينة نجران، جنوبي المملكة، دون إصابات، فيما أصيب شخصان جراء سقوط مقذوفات في موقع آخر في المدينة. جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، عن نائب المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في منطقة نجران، عبدالله سعيد آل فارع، الذي قال إن رجال الدفاع المدني باشروا اليوم، بلاغاً عن تعرّض أحياء سكنية بمدينة نجران لشظايا مقذوفات عسكرية أطلقتها عناصر حوثية من داخل الأراضي اليمنية. وأشار المسؤول السعودي، إلى أنه نتج عن المقذوفات الحوثية "سقوط أحدها داخل مستشفى دون أن يتعرض أحد فيه لأي أَذى، كما تعرض اثنين من المواطنين في موقع آخر من الحي في نجران لإصابات طفيفة"، دون تفاصيل. وذكر أن "الجهات المعنية باشرت تنفيذ الإجراءات المعتمدة في مثل هذه الحالات".
وفي المقابل أعلن الحوثيون، الخميس، إطلاق صواريخ كاتيوشا على نجران السعودية. ونقلت وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين، عن مصدر عسكري، لم تسمه، أن القوة الصاروخية، أطلقت عدد من صواريخ الكاتيوشا على تجمعات للجيش السعودي في معسكر "قوة نجران"، دون الإشارة إلى استهداف مناطق مدنية، أو تفاصيل أخرى.
وسبق ذلك، اعتراض منظومة الدفاع الجوي التابعة للتحالف العربي أمس الخميس صاروخاً بالستياً أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية باتجاه مدينة مأرب التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية في شرق اليمن. وقال سكان في مأرب لصحيفة "الاتحاد"، إن الدفاعات الجوية للتحالف العربي اعترضت صباح الخميس صاروخاً بالستياً أطلقته الميليشيات، ودمرته في سماء المدينة المقر المؤقت لقيادة الجيش اليمني الوطني.
وذكر الجيش اليمني في بيان مقتضب مساء الخميس، أن منظومة "الباتريوت" أسقطت عند السادسة صباحاً صاروخاً باليستياً فوق سماء مدينة مأرب ودمرته دون حدوث أية أضرار.
وتناقلت وسائل إعلام محلية صوراً لصاروخ منفجر في سماء مدينة مأرب قالت إن الدفاعات الجوية للتحالف العربي دمرته صباح الخميس.
وتواصلت أمس المعارك بين قوات الحكومة وميليشيات الانقلاب في العديد من جبهات القتال بصرواح، حيث يواصل أنصار الشرعية تقدمهم الميداني لانتزاع السيطرة على مركز البلدة التي تبعد نحو 50 كيلومتراً عن صنعاء. وأحبطت القوات الحكومية محاولة تسلل للميليشيات غرب صرواح قبل أن تسيطر على مواقع عديدة للمتمردين على الطريق المؤدي إلى العاصمة صنعاء، منها موقع النصيب الأحمر الاستراتيجي. وذكرت مصادر عسكرية ميدانية أن العميد علي شداد، أركان حرب اللواء 312 التابع للجيش الوطني، قتل صباح أمس الخميس خلال الاشتباكات الدائرة في صرواح.
وأفاد مركز الإعلامي التابع للمقاومة الشعبية في مأرب بمقتل عدد من عناصر الميليشيات الانقلابية خلال الاشتباكات وفرار آخرين، مشيراً إلى أن طيران التحالف قصف الخميس مواقع وتعزيزات للانقلابيين في صرواح ومحيطها وهو ما أسفر عن تدمير معدات عسكرية وسقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات. كما شن الطيران العربي، أمس، خمس غارات على مواقع للميليشيات في بلدتي الظاهر وشدا الحدوديتين مع السعودية في غرب محافظة صعدة معقل الحوثيين أقصى شمال اليمن.
وقتل 18 من عناصر الميليشيات الانقلابية أمس الخميس في قصف جوي للتحالف على هدفين في بلدة بيحان بمحافظة شبوة جنوب شرق البلاد. وذكر بيان للجيش اليمني أن مقاتلات التحالف قصفت تجمعاً للميليشيات في منطقة مبلقة ببيحان شمال غرب شبوة، ودمرت مركبة عسكرية كانت تقل مسلحين حوثيين في المنطقة ذاتها التي تضم معسكراً كبيراً للمتمردين ومشفى ميدانياً لجرحاهم. كماتبادلت القوات الحكومية والحوثيون أمس التراشق بالقذائف المدفعية في العديد من المواقع في عسيلان التي تشهد مواجهات منذ أكثر من عام.
وفجر الحوثيون أمس الخميس في عسيلان منزلاً لعائلة المصري دبوة التي تعد من أبرز الأسر المحلية المناهضة لوجود الميليشيات في شمال شبوة. ويأتي تفجير المنزل بعد أيام على اقتحام الحوثيين عدداً من المنازل في بلدتي عسيلان وبيحان وتفجير منزل في محافظة البيضاء المجاورة وتشهد مقاومة شعبية متصاعدة ضد الانقلابيين وحلفائهم. وقالت مصادر إعلامية إن قيادياً حوثياً اسمه علي أحمد الكحلاني، وهو مسؤول الجماعة المسلحة في بلدة الطفة بالبيضاء، لقي مصرعه أمس الخميس برصاص مسلحين في منطقة مشعبة التابعة لمدينة البيضاء عاصمة المحافظة التي اجتاحها المتمردون في نوفمبر 2014.
وفي تعز ثالث مدن البلاد، تواصلت الاشتباكات بين الحوثيين وقوات الحكومة في العديد من جبهات القتال المحتدمة في المحافظة منذ أكثر من عامين. وقصفت مقاتلات التحالف العربي أمس آليات عسكرية للميليشيات في بلدة مقبنة شمال غرب تعز يعتقد أنها كانت في طريقها إلى شمال مدينة المخا الساحلية، حيث يقاتل الحوثيون لاستعادة الميناء الاستراتيجي المحرر في فبراير. وذكرت قيادة محور تعز في بيان إن الغارات الجوية وعددها خمس استهدفت مواقع وتعزيزات للميليشيات الانقلابية بمنطقتي حواص ومفرق مقبنة غرب تعز.
وأكد العميد عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع- أحد ألوية الجيش الوطني التي تقاتل الحوثيين في تعز- جاهزية القوات الحكومية لاستكمال تحرير المحافظة، مضيفاً لدى لقائه صباح الخميس وكيل محافظة تعز عارف جامل أن مقاتلي اللواء 35 على استعداد كامل لتلقي الأوامر من القيادة السياسية لتنفيذ أي مهام.
وأرسل الحوثيون أمس الخميس العشرات من المقاتلين من صغار السن من العاصمة صنعاء إلى تعز للزج بهم في المعارك ضد القوات الحكومية في الجبهة الساحلية الغربية. وقالت مصادر محلية مطلعة في صنعاء لـ"الاتحاد" إن معظم المجندين في صفوف الميليشيات دون سن العشرين.
وتوقع اللواء الركن صالح قائد الزنداني، رئيس هيئة العمليات المشتركة، نهاية قريبة للانقلاب والإرهاب واجتثاثهم بشكل نهائي من اليمن على يد الجيش الوطني. وأضاف أن هناك توجهات لتحسين منظومة الجيش الوطني وعمله خلال الفترة المقبلة، إلى جانب رفع أدائه القتالي والمعنوي الذي يواكب عملية البناء والتحديث النوعي. جاء ذلك خلال تفقده لواء الشرطة العسكرية، ومعسكر القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب واللواء الأول لحماية المنشأة الرسمية، مضيفاً داعياً الجنود لرفع مستوى اليقظة العسكرية العالية لمواجهة المليشيات الانقلابية المتمردة، والخارجة عن الشرعية الوطنية، والتصدي بحزم للإرهاب، ولكل من تسول له نفسه الأضرار بأمن الوطن وحقوق ومصالح وأمن مواطنيه الآمنين.
من جانبه أشاد قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء الركن فضل حسن بالدور العروبي المتميز والمشترك لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة في الدفاع عن الوطن وحماية أمنه واستقراره الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من استقرار وأمن الخليج والمنطقة عامة. وفي تصريحات خلال زيارته لمعسكر بدر ومعسكر جبل حديد، حيث التقى بالجنود في اللواء39 مدرع واللواء 89 مشاة واللواء الرابع حماية منشآت واللواء الثالث حماية رئاسية، قال إن الجيش يواصل أدواره البطولية وانتصاراته لتحرير ما تبقى من المحافظات من المليشيات الانقلابية. وأشار إلى أن دعم قيادة التحالف لمواجهة جحافل المليشيات الحوثية العفاشية تمثل نقطة تاريخية ستظل في وجدان الشعب اليمني، لافتاً إلى أن المليشيات الانقلابية صارت اليوم تتهاوى وتنهار وستحسم المعركة معها قريباً.