أوتاوا- خليل شمس الدين
وصل اللاجئ السوري حسن القنطار أخيرا إلى كندا، بعدما أُجبِر على العيش في مطار "كوالالمبور" خلال الأشهر السبعة الماضية. وكان القنطار تقطعت أمامه السبل في أكبر مطارات ماليزيا منذ مارس / آذار، بعد رفض السماح له بالرحيل إلى بلد آخر. وكان وضعه المعيشي صعباً خلال محنة بدأت منذ سبع سنوات، عندما اندلعت الحرب في موطنه، وأصبح في خطر الاعتقال بعد أن رفض العودة إلى الوطن لأداء الخدمة العسكرية.
ومحنة قنطار اكتسبت اهتمامًا عالميًا عندما بدأ بنشر تحديثات يومية غير محدودة عن حياته في المطار. وقد جذبت قصته مقارنات مع فيلم "ذا ترمينال"، وهو فيلم أُنتج عام من2004 بطولة توم هانكس، ويحكي قصة رجل علق في مطار جون كنيدي عندما مُنِع من دخول الولايات المتحدة، ومن العودة الى بلده التي حصل فيها انقلاب عسكري.
وقد وصل قنطار، البالغ من العمر 37 عامًا، إلى "فانكوفر" الكندية ليلة الاثنين عقب حملة لجمع التبرعات قام بها متطوعون كنديون ساعدوه في إجراءات طلب اللجوء. وفي حديث نشره قنطار من مطار تايوان الدولي بينما كان في طريقه إلى كندا، قال: إنها كانت "رحلة طويلة وصعبة"، وأضاف في خطاب عاطفي أمام الكاميرا: "الماضي انتهى، المهم هو اليوم والغد والحاضر والمستقبل، لم أكن لأتمكن من القيام بذلك دون الدعم والدعاء منكم جميعا، دعونا نستمر في الدعاء من أجل أولئك الذين لا يزالون بحاجة إليه، في مخيمات اللاجئين ومعسكرات الاعتقال في جميع أنحاء العالم، آمل أن يكونوا آمنين في أقرب وقت ممكن."
وسلطت قصة قنطار الضوء على الخيارات المحدودة والإجراءات الصعبة التي يواجهها العديد من السوريين منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، إذ لا يوجد سوى عدد قليل من الدول التي يستطيع المواطنون السوريون السفر إليها بدون تأشيرة، ولكنه لم يجد في أي منها الملاذ الآمن على مدى السنوات السبع الماضية.
وقنطار من محافظة السويداء في جنوب سورية، غادر بلده إلى الإمارات العربية المتحدة قبل بدء الحرب بخمس سنوات للعمل بوظيفة مسوق لشركة تأمين، وكان يعمل هناك عندما اندلعت الحرب في الوطن، ثم انتهى سريان جواز سفره في كانون الثاني / يناير 2012، ولم يستطع الحصول على جواز سفر جديد ما لم يعد إلى المنزل ويقوم بتنفيذ الخدمة العسكرية الإلزامية، كما لم تتمكن الشركة التي عمل بها من تجديد تصريح إقامته في الإمارات بسبب الصراع في بلده، لذلك فقد وظيفته وتم ترحيله في نهاية المطاف عام 2017.
ماليزيا هي واحدة من الدول القليلة التي يستطيع السوريون دخولها بدون تأشيرة، لذا قرر قنطار التوجه إلى هناك، وعندما أدرك أنه لن يتمكن من العمل حاول السفر إلى تركيا ثم إلى كمبوديا، لكن كلاهما رفضا استقباله، وعند هذه النقطة انتهت صلاحية تأشيرته الماليزية، مما يعني أنه كان محاصراً في منطقة العبور، وهكذا أصبح المطار بيته، ومع عدم وجود ما يمكنه فعله انتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر لحظات من يومه ورفع مستوى الوعي بالصعوبات التي يواجهها اللاجئون السوريون.
في إحدى التغريدات شارك فيديو لنفسه مستخدمًا السلم المتحرك باعتباره جهاز سير رياضي، وفي تغريدة أخرى صورة له ملفوف في بطانية، ومكتوب عليها: "هل رأى أي شخص جهاز التحكم لمكيف الهواء؟ لا أعرف أين وضعته. شيء جيد أن لدي مثل هذه البطانية الثقيلة، مجرد ليلة أخرى ويجب أن تمر."
وقد رعت جمعية المسلمين في ولاية كولومبيا البريطانية الكندية، وجمعية رعاية كندا، طلب اللجوء الخاص بقنطار، وأطلقت الجمعية عريضة على الإنترنت جمعت أكثر من 62 ألف توقيع.