اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جانب

دارت اشتباكات عنيفة أمس الثلاثاء، بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جانب، ومقاتلي فصائل المعارضة من جانب آخر، على محاور في منطقة حربنفسه في الريف الجنوبي لحماة، وسط استهدافات متبادلة بين الجانبين، بالتزامن مع قصف للقوات الحكومية  على مناطق في بلدة حربنفسه بالرشاشات الثقيلة والقذائف، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، في حين تستمر الاشتباكات بين القوات الحكومية  وعناصر تنظيم "داعش" في الريف الشرقي لحماة. وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات تركزت على محاور في محيط بلدة عقيربات ومحاور أخرى في الريف الشرقي لمدينة سلمية، وسط استمرار القوات الحكومية  في قصفها مستهدفة مناطق سيطرة التنظيم ومحاور الاشتباك بين الجانبين.

وفي محافظة حلب، تعرضت مناطق في ريف حلب الجنوبي لقصف من القوات الحكومية ، حيث استهدفت القذائف مناطق في قريتي البويضة الصغيرة والواجد، بالتزامن مع قصف استهدف مناطق في قرى كفرابيش والمفلسة والمريع، ما تسبب بأضرار مادية في ممتلكات مواطنين، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، كما استشهد شاب من منطقة الليرمون بمحيط مدينة حلب، تحت التعذيب في المعتقلات الأمنية التابعة لدمشق.

واستهدفت القوات الحكومية  بمزيد من الصواريخ والقذائف مناطق في حي جوبر ومنطقة عين ترما، بأطراف العاصمة دمشق وغوطتها الشرقية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفاً من قبل القوات الحكومية  بنحو 20 صاروخًا مناطق في أطراف جوبر وعين ترما وسط قصف بقذيفتين مدفعيتين استهدفت أطراف حي جوبر الدمشقي، ما تسبب بمزيد من التدمير للبنى التحتية وأضرار مادية في ممتلكات مواطنين، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الساعات الفائتة، أن القوات الحكومية  نفذت مزيداً من الضربات المدفعية والصاروخية مستهدفة مناطق في أطراف العاصمة الشرقية وغوطتها، حيث ارتفع إلى 23 على الأقل عدد الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، والتي أطلقتها القوات الحكومية  مستهدفة مناطق في جوبر وعين ترما، بالتزامن مع قصف بنحو 5 قذائف مدفعية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، فيما كان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات أنه سمع دوي انفجار عنيف في حي القابون، عند أطراف العاصمة الشرقية، ناجم عن تفجير القوات الحكومية  لنفق في المنطقة، بينما قصفت القوات الحكومية  مناطق في حي جوبر بمحيط العاصمة، ولم ترد أنباء عن إصابات. كذلك سقطت قذيفة على منطقة في أطراف قرية بيت نايم في الغوطة الشرقية، دون أنباء عن إصابات، في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الساعات الفائتة أن القوات الحكومية عاودت قصفها بالصواريخ مناطق في حي جوبر بمحيط العاصمة وأطراف بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية عقب هدوء استمر من ظهر يوم أمس الثلاثاء وحتى الآن على جبهات هذه المناطق.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أمس أنه سقطت قذيفتا هاون على مناطق في مدينة حرستا في الغوطة الشرقية أطلقتها القوات الحكومية ، ولم ترد معلومات عن إصابات، كما كانت هزت انفجارات أطراف العاصمة دمشق وغوطتها الشرقية أمس، ناجمة عن قصف من قبل القوات الحكومية  على هذه المناطق، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استهداف القوات الحكومية  لبلدة مديرا الواقعة في الغوطة الشرقية، بتسع قذائف مدفعية، ما تسبب باستشهاد مواطنين اثنين على الأقل، وإصابة أكثر من 12 آخرين بجروح، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، كما قصفت القوات الحكومية  بثلاثة صواريخ مناطق في أطراف حي جوبر، دون ورود معلومات عن إصابات إلى الآن.

واستهدفت القوات الحكومية  بقذائف الدبابات والهاون وبالرشاشات الثقيلة مناطق في بلدة العجرف بريف القنيطرة، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، في حين تعرضت مناطق في بلدة داعل بالقطاع الأوسط من ريف درعا، لقصف من القوات الحكومية ، ما أسفر عن أضرار مادية، لتسجل بذلك مزيداً من الخروقات بحث هدنة الجنوب السوري التي بدأ تطبيقها في الـ 9 من تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2017، بتوافق أردني روسي أميركي على تطبيقها في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء.

أما في محافظة الرقة، فإن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات سورية الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، على محاور في محيط مركز مدينة الرقة، ومحاور في حي الثكنة، وسط تقدم لقوات سورية الديمقراطية في مباني بحي الثكنة، في محاولة منها لتضييق الخناق بشكل أكبر على التنظيم داخل ما تبقى للتنظيم في المدينة، وتترافق الاشتباكات مع قصف من قوات عملية “غضب الفرات” وقصف من طائرات التحالف الدولي على محاور القتال، وسط استهدافات متبادلة بني طرفي القتال على محاور التماس والاشتباك بينهمان ومعلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف طرفي القتال.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أنه وثق استشهاد 14 مواطنًا هم شقيقان اثنان وشاب آخر بالإضافة لـ 11 مواطن من عائلة واحدة هم سيدة واثنين من أطفالها ورجل وزوجته واثنين من أبنائه أحدهما استشهد مع زوجته و3 من أطفاله، ليرتفع إلى 1021 بينهم ناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان، و241 طفلاً و168 مواطنة، عدد الشهداء المدنيين الذين وثقهم المرصد السوري في مدينة الرقة وريفها، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت من العام 2017 وحتى اليوم الـ 12 من أيلول / سبتمبر الجاري، والشهداء هم 1005 مدني بينهم ما لا يقل عن 238 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و164 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا في مدينة الرقة، بالإضافة إلى 16 مدني بينهم 3 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في غارات على قرية زور شمر ومنطقة أخرى عند الضفاف الجنوبي لنهر الفرات بريف الرقة الشرقي، كما تسبب القصف الجوي بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف ولإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة، ما قد يرشح عدد الشهداء للارتفاع، كما دمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة لهذا القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها.

ويأتي تصاعد القصف الجوي واستشهاد المزيد من المدنيين، مع تقليص سيطرة تنظيم "داعش"، وبقي التنظيم يحكم سيطرته على أحياء الأندلس وشمال سكة القطار والحرية وتشرين والتوسعية في القسم الشمالي من مدينة الرقة، في حين لا يزال تنظيم "داعش" يسيطر على أحياء أخرى بنسب سيطرة متفاوتة، والتي تشهد اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم "داعش"، وهي البريد والنهضة في القسم الغربي من المدينة، وحيي الأمين والثكنة بوسط مدينة الرقة، والروضة والرميلة في شمال شرق مدينة الرقة، في حين سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على أحياء السباهية والرومانية وحطين والقادسية واليرموك والكريم بغرب مدينة الرقة، وحيي هشام بن عبد الملك ونزلة شحادة بالقسم الجنوبي من المدينة، والصناعة والمشلب والمدينة القديمة، والبتاني في القسم الشرقي من المدينة، وأحياء الدرعية والمرور والمنصور، كما وصلت لأطراف حيي الأمين والثكنة وسيطرت على أجزاء من أحياء الرميلة والروضة والبريد والنهضة

وتواصل قوات عملية “عاصفة الجزيرة” هجومها في شرق نهر الفرات، في محاولة لتوسيع نطاق سيطرتها في المنطقة، على حساب تنظيم "داعش"، بعد تمكنها من الوصول إلى مسافة نحو 6 كلم عن الضفاف الشرقية لنهر الفرات المقابلة لمدينة دير الزور، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات العنيفة تدور بين قوات سورية الديمقراطية بقيادة المجلس العسكري لدير الزور وبمشاركة من القوات الخاصة الأميركية ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، على محاور في محيط منطقة الشهابات التي جرت فيها مجزرة خلال الـ 24 ساعة الفائتة، والتي تسببت في وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى، في حين تترافق الاشتباكات مع تحليق لطائرات التحالف الدولي في المنطقة، بالتزامن مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، في حين يحاول تنظيم "داعش" من خلال تنفيذ هجمات معاكسة، لاستعادة ما خسره من مناطق.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق الثلاثاء الـ 12 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2017، أن طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، استهدفت خلال ساعات الليلة الفائتة منطقة الشهابات القريبة من قرية الصالحية في شرق نهر الفرات، ما تسبب بوقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى. وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربات الجوية هذه قتلت 12 مواطناً من عائلة واحدة بينهم 3 مواطنات بالغات، و5 أطفال، فيما أوقعت الضربات جرحى بعضهم من العائلة ذاتها، بينهم أطفال ومواطنات، ولايزال عدد الشهداء قابلاً للازدياد نتيجة وجود جرحى بحالات خطرة، وبهذه المجزرة يرتفع إلى 15 بينهم 6 أطفال و3 مواطنات عدد الشهداء الذين قضوا ليل أمس وفجر اليوم، وهم أول الشهداء الذين يفارقون الحياة، منذ بدء عملية “عاصفة الجزيرة” التي يقودها مجلس دير الزور العسكري بدعم وإسناد من القوات الخاصة الأميركية ووحدات حماية الشعب الكردي وطائرات التحالف الدولي، في الـ 9 من أيلول / سبتمبر الجاري، والتي تهدف للسيطرة على شرق نهر الفرات وريف الحسكة الجنوبي.

كما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن محاولات تحقيق مزيد من التقدم من قبل مجلس دير الزور العسكري في شرق الفرات، تلاقي صداً ومقاومة عنيفة من قبل التنظيم، الذي نفذ سلسلة من تفجير العربات المفخخة، مستهدفاً خلال 24 ساعة، المواقع التي تقدمت إليها قوات مجلس دير الزور العسكري والقوى المساندة لها، حيث تركزت الاشتباكات على بعد عدة كيلومترات من ضفاف الفرات الشرقية المقابلة لمدينة دير الزور، إذ تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من التقدم والسيطرة على كتيبة النيران وجسر أبو خشب عقب تمكنها أمس من السيطرة على محطة القطار واللواء 113، فيما تتواصل الاشتباكات داخل منطقة المعامل على بعد نحو 8 كلم عن ضفاف الفرات الشرقية المقابلة للنهر، وسط ضربات نفذتها طائرات التحالف الدولي مستهدفة مواقع سيطرة التنظيم وتمركزاته، كما أبلغت المصادر الموثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم "داعش" نفذ هجمات معاكسة متلاحقة، فجَّر خلالها 4 عربات مفخخة، في محاولة لصد تقدم مجلس دير الزور العسكري في هذه المنطقة، فيما وردت معلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال، والتي استهدفت مواقع لقوات “عاصفة الجزيرة، كذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان ليل الـ 11 من أيلول الجاري، أن تنظيم "داعش" نفذ سلسلة عمليات انتحارية في منطقة المدينة الصناعية وطريق أبو خشب، حيث فجر التنظيم 3 عربات مفخخة بمحور المدينة الصناعية بينما فجر الأخيرة في محور طريق أبو خشب، وقضى 5 مقاتلين من قوات عملية “عاصفة الجزيرة” خلال التفجيرات هذه بينما أصيب أكثر من 20 مقاتلاً بجراح متفاوتة خلالها، مما يرشح ارتفاع في عدد الذين قضوا، كذلك لا تزال الاشتباكات العنيفة متواصلة في محور المدينة الصناعية ومنطقة المعامل  القريبة من طريق دير الزور الصور مركدة، بين عناصر تنظيم "داعش" من طرف، وقوات سورية الديمقراطية بقيادة مجلس دير الزور العسكري من طرف آخر، تترافق مع قصف مكثف واستهدافات متبادلة بين طرفي القتال، وكان المرصد السوري نشر أمس أن قوات سورية الديمقراطية تمكنت من تحقيق تقدم في المنطقة، والسيطرة على مباني في منطقة المعامل، وسط محاولتها تحقيق مزيد من التقدم في المنطقة، بعد أن كانت سيطرت على اللواء 113 الواقع بين منطقة المعامل والضفة الشرقية لنهر الفرات، وتعد هذه الاشتباكات الأعنف والحقيقية الأولى بين الجانبين منذ الـ 9 من سبتمبر / أيلول الجاري من العام 2017، وتسببت الاشتباكات في سقوط أولى الخسائر البشرية بين الجانبين، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 4 مقاتلين من قوات سورية الديمقراطية قضوا في هذه الاشتباكات، بينما وردت معلومات مؤكدة عن وقوع قتلى من عناصر التنظيم في القصف المكثف والاشتباكات التي رافقتها.