دمشق ـ نور خوام
توفي طفلان في الأسبوع الماضي، في "مخيم الركبان" للنازحين في جنوب سورية، بسبب وقف تقديم المساعدات الغذائية والرعاية الطبية عن عشرات آلاف السوريين القاطنين فيه. وأوضحت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة "اليونيسيف"، أن سبب وفاة الطفلين عائد الى مرضهما بسبب الظروف القاسية في المخيم الواقع في الصحراء مع دخول فصل الشتاء.
وقال غيرت كابيلير، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف:" درجات الحرارة المنخفضة التي بلغت تحت الصفر، ونقص الإمدادات بما في ذلك السلع الأساسية، يهدد حياة نحو 45 ألف شخص، بينهم أطفال؛ مما يجعلهم عرضة للمرض والموت." ودعا كابيلير، يوم الخميس، جميع الأطراف المعنية إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لجميع الأطفال المحتاجين في مخيم الركبان.
ويقع "مخيم الركبان" على الحدود بين سورية والأردن، في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الأميركي الذي يقيم قاعدة عسكرية بالقرب منه. ولكن الجيش الأردني وقوات الحكومة السورية محظور عليهما الاقتراب منه. وما يزيد الأمور تعقيدا هو عدد الفصائل المسلحة التي توجد داخل المخيم، والتي تزيد من صعوبة إيصال الإمدادات والمساعدات لقاطنيه.
وكان الأردن منع وصول المساعدات الغذائية والانسانية الى المخيم المذكور في عام 2016، في أعقاب هجوم متطرف عبر الحدود، من المخيم، ويشتبه أن خلايا نائمة من تنظيم "داعش" المتطرف، موجودة بداخله. وحتى وقت قريب، عاش سكان المخيم على الطعام المهرب من مناطق أخرى من سورية، ولكن الجيش السوري أغلق طرق التهريب، في أكتوبر/ تشرين الأول؛ مما زاد الوضع سوءا.
والى جانب نقص الإمدادات الغذائية، يعاني المخيم من سوء الأوضاع الصحية، وعدم القدرة على الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، إذ يعاني العديد من السكان من الأمراض الجلدية، وأمراض الجهاز التنفسي والإسهال، ويمنح الأردن تصاريح للحالات الحرجة فقط؛ للحصول على الرعاية الطبية في عيادة تابعة للأمم المتحدة على الحدود.
وتسلم المخيم أول مساعداته في يناير/ كانون الثاني الماضي، أما الثانية فكانت في الشهر الماضي، ولكن الإمدادات الأساسية آخذة في التضاؤل، ولم يتم التوصل إلى اتفاق ثابت حول كيفية توصيل المساعدات.
وقال نشطاء إن العشرات من سكان المخيم قد ماتوا بسبب سوء التغذية، وعدم القدرة على الحصول على الرعاية الصحية، ومن بين الضحايا، طفل يبلغ من العمر 5 أيام، وفتاة تبلغ من العمر 4 أشهر، وكلاهما لم يتمكنا من الدخول إلى الأردن؛ للوصول إلى المستشفى، وفقا لليونيسيف.