لندن - سليم كرم
يريد واحد من كل 4 أشخاص من أنصار حزب العمال البريطاني يريدون الانقسام عن الحزب إذا خسر الانتخابات العامة، وستشجع هذه النتيجة المتمردين العماليين الذين يدرسون ما إذا كانت افضل فرصهم للعودة إلى السلطة تحت حزب أو علامة جديدة، وفى وقت سابق من هذا الشهر، أكّد وزير العمل السابق، اللورد ماندلسون، أن انتصار ايمانويل ماكرون الصادم في السباق الرئاسي الفرنسي تحقق من خلال التخلي عن حزبه اليساري، وهناك مخاوف واسعة النطاق بين المعتدلين من العمال القلقين من أن جدول أعمال الجناح اليساري لجيريمي كوربين للحزب يُضعف فرصه في استعادة السلطة على المدى الطويل.
وسأل استطلاع للرأي نشرته صحيفة "صنداي تلغراف"، والذي أجرته منظمة "ايه بي ار" الناخبين على مدى الأسبوع الذي تم اجرائه فيها بأنه "هل يجب أن ينقسم حزب العمال بشكل رسمي لتشكيل حزبا جديدا اذا لم يفوز بالسلطة في هذه الانتخابات"، ومن بين الـ 500 شخص الذين شملهم الاستطلاع والذين صوتوا إلى حزب العمال في عام 2015، أيد الربع الفكرة، وقال 39% إنهم ضدها، وكان هناك دعم مماثل لقرار حزب العمال والديمقراطيين الليبراليين بالدمج إذا فاز حزب المحافظين بالانتخابات كما تشير استطلاعات الرأي.
وتسلط هذه النتائج الضوء على معضلة شخصيات حزب العمال المعتدلة. ويذكر أن أكثر من ربع من دعموا الحزب لعام 2015 يدعم الانقسام الآن، إلا أن عددًا أكبر من المؤيدين يُعارضون هذا التحرك، مما يعني أن أي مجموعة انفصالية يُمكن أن تؤدي ببساطة إلى مزيد من تشتيت الصوت اليساري، ومنح المحافظين ميزة سياسية.
ويخشى البعض تكرار مصير الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي تشكل في عام 1981 من 4 من كبار المعتدلين العماليين الذين أصيبوا بخيبة أمل من القيادة اليسارية للحزب، وفاز الحزب الديمقراطي الاشتراكي بنسبة 25 فى المائة من الأصوات في عام 1983، ولكنه حصل على 11 مقعدًا فقط، مما ساعد مارغريت تاتشر في الحصول على اغلبيه تاريخية من خلال تقسيم المعارضة.
وبيّن العضو المنتدب لمنظمة "أورب إنترناشونال، جوني هيلد، أنّه "لقد أشار جيريمي كوربين أنه لن يتنحى عن منصبه كزعيم إذا خسر هذه الانتخابات. ومع ذلك، وافق واحد من كل أربعة من الذين صوتوا للحزب في عام 2015 على أن الحزب يجب أن ينقسم رسميًا إذا خسروا. وإذا خسروا بشكل سيئ فان من المتوقع أن يزداد العدد المؤيد لفكرة الانقسام".
وحدد مكتب الاقتراع الانتخابي في أورب نسبة 46 في المائة لحزب المحافظين، أي بنسبة 34 في المائة، أي بزيادة نقطتين عن الأسبوع الماضي، في حين حصل الديمقراطيون الليبراليون وحزب استقلال المملكة المتحدة على حد سواء على نسبة 7 في المائة، وهذا الرقم يضع حزب العمال في حصة أعلى من التصويت في نتيجة الانتخابات التي حققها إد ميليباند في عام 2015، عندما فاز حزب العمال بنسبة 30.4 في المائة، ويوضح أن حزب العمال قد زاد من دعمه خلال الحملة بعد بيان معبأ بالسياسات اليسارية وانخفاض الدعم للأحزاب الصغيرة، وفي الوقت نفسه يريد 12 في المائة فقط من الناخبين رؤية توني بلير رئيس وزراء العمال السابق الذي يلعب دورا اكثر نشاطا في حملة هذا العام، والعودة إلى سياسة الخطوط الأمامية، وحوالي 70 في المائة لا يريدون عودة بلير.