الجيش الوطني الليبي

سقط 7 قتلى و20 جريحًا من الجيش الوطني الليبي في مواجهات مع تنظيمات إرهابية في محوري وسط البلاد والصابري في مدينة بنغازي شرق البلاد. وذكرت مصادر ميدانية الثلاثاء، أن غالبية الوفيات والجرحى مصابون بشظايا الألغام الأرضية، حيث تلقى بعضهم العلاج وغادر على الفور، بينما لا يزال بقية الجرحى يتلقون الخدمات الصحية والرعاية اللازمة، ونُقلت الجثامين إلى مركز بنغازي الطبي لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وقال الناطق باسم القوات الخاصة في الجيش، العقيد ميلود الزوي، إن الجيش التابع للمشير خليفة حفتر فرض سيطرته على مواقع جديدة ومبانٍ استراتيجية قرب منارة بنغازي في محور وسط البلاد. وذكر الزوي إن مواجهات اندلعت مع "تنظيمات إرهابية" في محوري الوسط والصابري في مدينة بنغازي، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية "لا تزال مستمرة".

من جهة أخرى، قال أحمد المسماري الناطق باسم القيادة العامة لـ "عملية الكرامة" التابعة لحفتر، إن قواتهم لن تدخل العاصمة طرابلس بالسلاح، بل ستدخلها دخول الفاتحين. وأوضح المسماري في برنامج تلفزيوني مساء أول من أمس، أن "التدخل القطري بدأ في ليبيا بحجة مساعدة الشعب الليبي في ثورة 17 شباط/فبراير 2011، لكن قطر لم ترحل عن ليبيا مع حلف شمال الأطلسي، بل استمرت وأرسلت مسلحين حتى وصلت إلى البيت الليبي، وهذا خلق نوعاً من الدعم اللوجيستي للجماعات الإسلامية المتطرفة.

وهاجمت القوات التابعة للبرلمان الليبي، أمس، مجموعات مسلحة داخل منطقة الصابري، في بنغازي، وتمكنت من السيطرة على عدة أماكن مهمة على ساحل المنطقة، فيما أعلن المتحدث باسم القوات الخاصة، العقيد ميلود الزوي، أن قوات الجيش سيطرت على شركة الكهرباء ومنارة المدينة وشارع الشريف، بعد السيطرة هذا الأسبوع على منطقه سوق الحوت بالكامل، وأصبحت قريبة من الإعلان عن تحرير مدينة بنغازي.

من جانبه، اعترف مجلس شورى ثوار بنغازي، المعارض للبرلمان والجيش، بقيادة اللواء خليفة حفتر، بمقتل 4 أفراد من قواته أمس، وانسحابه إلى داخل منطقة الصابري، علماً بأن المساحة التي يسيطر عليها مجلس شورى بنغازي لا تتعدى 10 كيلومترات مربعة، بينما دخل الجيش من 3 محاور إلى منطقة الجيش المطوقة بالألغام والقناصة.

ونفى الجيش الوطني الليبي، أمس، ما وصفه بإشاعات عن محاصرة العميد ونيس بوخمادة، قائد قواته الخاصة "الصاعقة"، من قبل جماعات إرهابية في محور شمال بنغازي، بشرق البلاد. وقال العقيد أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني، في تصريح مقتضب، إن بوخمادة موجود في محور القتال المكلفة به القوّات الخاصة، وهو بخير، نافياً بذلك ما أشيع عن محاصرة بوخمادة مع آمر تحريات الصاعقة الملازم مرعي الحوتي، من قبل تابعين لجماعات إرهابية، خلال اقتحام القوات الخاصة للمنطقة القريبة من مستشفى الجمهورية في محور الصابري.

وأعلن مسؤول عسكري إصابة الحوتي، خلال معارك عنيفة أثناء تقدم قوات "الصاعقة" بالقرب من منطقة الصابري بمدينة بنغازي. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن رياض الشهيبي، مسؤول الإعلام بـ"الصاعقة"، قوله إن الحالة الصحية للحوتي مستقرة، لكنه تعرض لجروح بسيطة نتيجة سقوط إحدى القذائف بالقرب من تمركز القوات، حسب تعبيره.

في سياق آخر، اعتبر رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج أن المخرج الوحيد للأزمة الليبية هو استكمال تطبيق الاتفاق السياسي، وصولاً إلى تسوية سياسية يقبلها كل الأطراف. وأكد السراج في كلمته أمام اجتماع الدورة العادية الـ29 لمؤتمر الاتحاد الأفريقي التي عُقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أول من أمس، أن المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق يقفان مع كل الليبيين للوصول إلى المصالحة، اعتماداً على وعيهم بأن الاقتتال والعنف لا يخدمان المصلحة العامة، مجدداً مطالبته للدول المتدخلة في الشأن الليبي بوقف تدخلاتها ورفع أيديها عن ليبيا.

إلى ذلك، أجرى السراج رحلةً تجريبية إلى مطار طرابلس إثر عودته من مؤتمر القمة الإفريقية التي انعقدت في أديس أبابا. وأعلن السراج خلال تلك الرحلة، الأولى التي تهبط في المطار منذ توقفه عن العمل منذ العام 2014، بدء مراحل عودة المطار الدولي إلى العمل، مضيفاً أن تدشين الرحلات إلى المطار هو رسالة لها دلالاتها محلياً ودوليا. وأكد أمام الحاضرين في قاعة كبار الزوار، أن الوقت حان للعمل لتعود الحياة إلى طبيعتها، وأن مطار طرابلس صرح لخدمة كل الليبيين من دون استثناء.

من جهة ثانية، انتقد أمس محمد صوان، رئيس حزب "العدالة والبناء" الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين" في ليبيا، المشير حفتر، وقال إن "تصريحاته بشأن إعطائه مهلة للاتفاق السياسي حتى نهاية العام لا تحمل أي مصداقية". ونقل الحزب عن صوان، في بيان له، أن حفتر لا يعترف بالعملية السياسية من أساسها، ويسعى لعرقلتها، مضيفاً أن نجاح العملية السياسية تعني فشل مشروع عسكرة الدولة الذي يمثّله حفتر في ليبيا، على حد تعبيره.

ولفت صوان إلى تزامن تصريحات حفتر مع رأي اللجنة المصرية المعنية بملف ليبيا، بشأن انتهاء العمل بالاتفاق السياسي المبرم في منتجع الصخيرات بالمغرب، برعاية بعثة الأمم المتحدة، قبل نحو عامين، الذي سيصادف منتصف ديسمبر/كانون الأول المقبل، وعبر عن رفضه للوساطة التي تبذلها مصر، ممثلة في اللجنة الرسمية التي يقودها الفريق محمود حجازي رئيس أركان الجيش المصري، بقوله إن ذلك شأن ليبي داخلي يقره الليبيون جميعاً.

وفي سياق متصل، وجهت الخارجية الهولندية دعوة رسمية إلى رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، لزيارة العاصمة الهولندية أمستردام من أجل إجراء نقاش وحوار حول اتفاق الصخيرات، والعمل على تعديله. واعتبر المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان الليبي أن هولندا من بين الدول التي تسعى إلى العمل على مساعدة ليبيا على الخروج من الجمود في العملية التفاوضية بين الأطراف الليبية، لتصل إلى حلول ملائمة وتوافقية. وكان عقيلة قد أعلن عن اتفاق مع عدد من رؤساء الكتل داخل البرلمان، الذي يتخذ من مدينة طبرق مقراً له، على عقد اجتماعات دورية للنظر في بعض القرارات، واختيار محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي، ونائب له.