التفجير الانتحاري الإرهابي الذي وقع في العاصمة الأفغانية كابول

دانت دولة الإمارات التفجير الإرهابي الذي وقع في العاصمة الأفغانية كابول صباح الاثنين وتبنته حركة "طالبان" وأسفر عن مقتل وإصابة عشرات الأبرياء. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان أمس، موقف الإمارات المناهض للإرهاب بكل صوره وأشكاله والداعي إلى مكافحته، وضرورة تعزيز التنسيق بين دول العالم، وتكاتف جهود المجتمع الدولي لضمان اجتثاث هذه الآفة الخطيرة التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين والقضاء على مسبباتها وتجفيف منابع تمويلها. وأعربت الوزارة في ختام بيانها عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.

قتل 37 شخصاً على الأقل في اعتداء بسيارة مفخخة في حي غرب العاصمة الأفغانية كابول تقطنه أقلية الهزارة الشيعية الأكثر استهدافاً من تنظيم "داعش". وأشار المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية شاه حسين مرتضوي خلال مؤتمر صحفي إلى أن الاعتداء أسفر أيضاً عن سقوط نحو 40 جريحاً.

وأعلنت حركة طالبان عبر "تويتر" تبنيها لاعتداء كابول، مؤكدة أنه استهدف حافلة تنقل أفراداً من الاستخبارات وأوقع 37 قتيلاً. لكن عددا كبيرا من الشهود العيان أكدوا أن غالبية الضحايا من المدنيين.وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش، إن سيارة مفخخة صدمت حافلة تنقل موظفين من وزارة المناجم. ووقع الاعتداء في حي معظم قاطنيه من الشيعة في كابول، ويضم عدداً من النوادي الرياضية والجامعات والمعاهد وقاعات الاحتفالات. وتصاعد عمود كثيف من الدخان الأسود بعيد الانفجار وظهرت في الصور الأولى متاجر مدمرة وحطام متناثر في الطريق وأضرار في الأشجار. وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان في حين نقل العديد من الجرحى على متن سيارات أجرة أو خاصة. وشاهد مصور فرانس برس الذي لم يتمكن من الاقتراب بسبب الطوق الأمني، الحافلة المتفحمة بالقرب من الوزارة.

ورأى القائد السابق للاستخبارات أمرالله صالح أن الهجوم كان له هدف آخر، فالعبوة كانت تستهدف تظاهرة للهزارة كانت مقررة أمس، إلا أنها ألغيت في اللحظة الأخيرة مساء الأحد. واعتبر أنه لو حصلت التظاهرة لكان سقط المتظاهرون ضحية الهجوم والجميع كان اتهم تنظيم "داعش".

وأحيت أقلية الهزارة الشيعية التي تعد نحو ثلاثة ملايين نسمة، أمس الذكرى السنوية الأولى لاعتداء استهدفها في 23 يوليو 2016 وأوقع 84 قتيلاً وأكثر من 300 جريح في قلب كابول. وتعاني أقلية الهزارة من التمييز والتهميش وتعرف بأنها بين المجموعات الأكثر انفتاحاً في البلاد خصوصا في ما يتعلق بحقوق النساء.

وكان الاعتداء الأول الذي أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه في العاصمة الأفغانية. وشن التنظيم الذي يتسع نفوذه في شمال البلاد عدة هجمات ضد مساجد وحشود من الشيعة خصوصا في كابول ومزار الشريف (شمال) خلال مجالس عشوراء في أكتوبر 2016 ومؤخراً في 16 يونيو 2017 في الثلث الأخير من شهر رمضان. وندد الرئيس الأفغاني باعتداء أمس، معتبراً أن هذا الهجوم يظهر إلى أي درجة يعاني الارهابيون بسبب الخسائر الكبيرة الميدانية التي تكبدوها.

وفي تطور آخر، اتهم مرتضوي مقاتلي "طالبان" بإحراق مستشفى أمس الأول الأحد في منطقة معزولة في ولاية غور، الأمر الذي أوقع 35 قتيلاً، مؤكداً بذلك معلومات من مصادر محلية. وصرح شاه حسين مرتضوي دخل مسلحو طالبان المستشفى وقتلوا 35 شخصاً، من المدنيين، دون أن يحدد إذا كان الضحايا من المرضى أو طواقم المستشفى، مضيفاً: إنها جريمة ضد الإنسانية. ونفى مسلحو طالبان، الذين سيطروا الأحد على منطقة تايوارا، جنوب ولاية غور، بعد معارك استمرت أياماً، علاقتهم بحريق المستشفى، ونسبوا ما حصل في المستشفى إلى غارة نفذتها القوات الأفغانية أو الأميركية.