شبان يحملون صورًا ذاتية فوق أنقاض ضريح نبي يونس في شرق الموصل

دعا المتحدث باسم تنظيم "داعش" المتطرف، باسم أبو حسن المهاجر، في أول حديث له منذ 10 أشهر، إلى شنّ هجمات عنفيفة ضد الدول العربية المجاورة، مما يشير إلى أن تركيز المجموعة بدأ يصب على الدول المجاورة، وهذه التصريحات تأتي بعد التحريض على تنفيذّ هجمات ضد أوروبا وأميركا الشمالية، وذلك في الوقت الذي تتراجع فيه "داعش" في المنطقة بعد خساراتها معظم أراضيها في العراق وسورية، ولم يتبقى لها سوى 3%.

اقتبس خطابه من خطاب عام 2014:
ودعا المهاجر إلى شنّ هجمات من خلال غرفة المجموعة على تطبيق تيليغرام، إذا حديث استمر لساعتين، ليدعو المقاتلين إلى توجيه غضبهم إلى الدول العربية في المنطقة، والذين وصفهم بالمرتدين، وقال إنه لا يوجد فرق بين قتال زعماء السعودية ومصر وإيران وفلسطين وحلفائهم الصليبيين الأميركيين أو الروس أو الأوروبيين، وهم يستحقون معاملة أكثر قسوة لأنهم يقودون حربا بشراسة ضد الإسلام. وفي خطابه الأخير، في يونيو / حزيران 2017، استذكر المعارك الشهيرة من التاريخ الإسلامي المبكر والتي ساد فيها المسلمون على الرغم من عدم تفوقهم في العدد، ودعا إلى شن هجمات على أوروبا، بما في ذلك روسيا.

وكان هذا التسجيل خطابا اقتبس من قبل الناطق الأصلي باسم المجموعة، أبو محمد العدناني، الذي صدر في عام 2014، وهو العام الذي تحولت "داعش" فيه من تهديد إقليمي إلى تهديد دولي، استشهد المهاجمون في جميع أنحاء العالم بخطاب العام 2014 كمبرر لأعمال العنف التي قاموا بها، بما في ذلك الفيديوهات التي تركها المفجرون الانتحاريون الذين فجروا أنفسهم في ملعب وقاعة للحفلات الموسيقية في باريس في عام 2015.

خسارة الأرض تحول "داعش" إلى المنطقة العربية:

ويبدو أن تراجع المجموعة يدفعها إلى العودة إلى التمرد الإقليمي، وفي هذا السياق، يقول حين حين، زميل مقيم في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط " إن الخطاب تماشى مع التطور الأخير للجماعة، والتوجه الداخلي". وتعد "داعش" نتاجًا لتنظيم "القاعدة"، الذي نشأ في العراق منذ سنوات، والتي تبنت هجمات ضد المسلمين الشيعة، وبحلول عام 2005، أصدر رئيس الجماعة بيانا مكونا من 6500 كلمة، يؤكد فيه على ضرورة التركيز على طرد القوات الأميركية والامتناع عن مهاجمة الشعية في العراق والدول العربية المجاورة حتى تحقيق الهدف، ولكن المجموعة تحولت وأطلقت على نفسها اسم "داعش"، وتجاهلت التعليمات منذ البداية، مما دفع العراق إلى صراع طائفي دموي.
وفي عام 2014، بعد الاستيلاء على أراضي بحجم بريطانيا في العراق وسورية، شن تنظيم "داعش" هجوما عنيفا على الأعداء في المنطقة، حتى أثناء وضع الأساس للهجمات المتتالية في الخارج، وطوال معظم السنوات الثلاث التي احتفظ بها على الأرضي الشاسعة، بدا أن "داعش" عازم على القتال على جميع الجبهات، مع مقاتلين في أوروبا ومفجرين انتحاريين في أسواق بغداد المزدحمة، وكذلك تحديد أهداف للهجوم  في لبنان وإيران.

المهاجر يستعين بتعاليم الوهابية:
واستشهد المهاجر بنصوص من التعاليم الوهابية المتشددة في خطابه الأخير، وذلك لإيجاد مبررات روحية لقتل المزيد من المسلمين وليس الشيعة فقط، ولكن أيضا السنة الذين يزعم داعش أنهم يمثلونهم. وركز بشكل خاص على الانتخابات البرلمانية العراقية المقرر إجراؤها في 12 مايو/ آيار، ووصف أي شخص يتعاون مع الحكومة العراقية بأنه هدف مشروع، قائلا "مراكز الاقتراع ومن هم داخلها هدف سيوفنا، لذلك ابتعد عن المراكز ولا تمشي بالقرب منها". وفي الوقت نفسه، سخر المتحدث باسم "داعش" من الولايات المتحدة، مما أثار سخط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبدون ذكر اسمه، قال المهاجر إن أميركا فقدت نفوذها في ظل الإدارة الحالية.