ميليشيات الحوثي

كشفت مصادر من داخل حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، عن إعداد ميليشيات "الحوثي" لقائمة تضم اثنين واربعين اسماً لقياديين وإعلاميين في حزب المؤتمر لاغتيالهم في الفترة المقبلة كما سبق أن اغتالت أبرز المقربين لصالح العميد خالد الرضي في صنعاء.

وبلغت الخلافات ذروتها بين شريكي الانقلاب حينما أفضت إلى مواجهات مسلحة قبل أيام عند نقطة تفتيش المصباحي والتي أسفرت عن مقتل القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العميد الرضي . وفضلا عن تسريب أسلحة ثقيلة الى جنوب العاصمة صنعاء حيث معقل صالح، زادت ميليشيات الحوثي من كوادرها وعتادها العسكريين تخوم جنوب العاصمة واستقدمتهما من طوق صنعاء الى مناطق الشمال والغرب والشرق بهدف شن حرب للاستيلاء عليها وطرد قوات صالح.

وسط ذلك، طالب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح باعتقال مسلحين من جماعة "الحوثي" قتلوا أحد أقرب مساعديه الأسبوع الماضي، العميد خالد الرضي وهو عضو بارز في حزب "المؤتمر الشعبي العام" خلال اشتباكات في العاصمة صنعاء قتل فيها اثنان من الحوثيين.

وقال صالح وفقا لمقتطفات من حديث له نشرت على صفحة الحزب على "فيسبوك" متحدثا عن الرضي: “جاء ليتفقد التجمعات في ميدان السبعين، وكان ابني صلاح تعرّض قبله للحادث والتفتيش وطلبوا منه البطاقة وطلبوا منه السلاح. وقال إن "ابنه ترك الموقع في سيارة وبقي الرضي وكان واقفا على جانب الطريق عندما قتل بالرصاص".

وتوجَّه صالح إلى الحكومة التي يقودها الحوثيون بالقول: “فنترحم عليه ونتطلع إلى أن القيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ أن تتحمل مسؤوليتها وأن تسرع بالتحقيقات وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة".

في المقابل، اعتبر وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، الاشتباكات الأخيرة بين أنصار الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح في صنعاء، "محصلة طبيعية لزواج غير شرعي أو غرام الأفاعي كما يقولون. فالحوثيون ميليشيات طائفية مقاتلة مدعومة من إيران وتنفذ أجندتها، وصالح أراد أن يستخدمهم ليحصد هو الغنائم، ولكن خاب مطمعه".

وقال، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية: "لم نسعَ لصفقات مع صالح، ولا أعتقد أن أي دولة عربية قامت بأي محاولة في هذا الاتجاه... ولا حاجة لعقد صفقات مع صالح الذي لن يكون له أي مكان في مستقبل اليمن". وأشار إلى احتمال أن يكون حزب المؤتمر الشعبي العام الشريك المناسب لنا بالفعل، فالكثير من قيادات الحزب ضاقت ذرعاً بما يحدث من انتهاكات وجرائم.

وكشف الموقع الرسمي لمركز "ستراتفور" وهو مركز دراسات إستراتيجي وأمني أميركي، يعد أحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، أن أبوظبي استطاعت اقناع الرياض باعادة ترتيب معادلة الحرب في اليمن، تبدأ بالتخلي عن التمسك بشرعية الرئيس هادي، و الاتفاق من تحت الطاولة مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح على حد قوله.
 وأوضح الموقع أن الترتيبات التي يجري التميهد لها تشير إلى اعادة نجل صالح أحمد علي إلى اليمن لتولي الانقلاب على الحوثيين ثم التمهيد له لتولي الحكم خلفاً للحكومة الانتقالية، التي تعقب الاطاحة بالحوثيين.

وهذه التحليلات التي كشف عنها مركز "ستراتفورد" يؤكدها محللون يمنيون و عرب قالوا إنهم يشتمون تغيراً وشيكاً في خارطة الأحداث في اليمن، تشير إلى رهان التحالف العربي ولاسيما دولة الامارات العربية المتحدة على امكانية استخدام ورقة صالح الذي بات يبحث عن مخرج مشرف يحفظ له ماء الوجه، ينقض بموجبه تحالفه مع الحوثيين نظير اتاحة الفرصة لنجله المقيم في الإمارات بتولي العرش، وقبل ذلك ضمانات تبقيه على مسافة كافية لممارسة هواياته كزعيم سياسي لا يُشق له غبار.