عدن ـ عبدالغني يحيى
تجدَّدت المعارك العنيفة في جبهة المخا على الساحل الغربي لليمن إثر هجوم مباغت شنته قوات الجيش اليمني المدعومة بمقاتلات التحالف العربي على مواقع وأهداف ومخازن أسلحة لما تبقى من جيوب الميليشيا، وكذا إثر قصف استهدف معسكر خالد بن الوليد في موزع الواقعة غرب تعز. وواصلت قوات الجيش أمس الثلاثاء تطهير جسر رسيان الذي تمكنت من خلاله من قطع الخط أمام الميليشيات بين مدينتي الحديدة وتعز. ويقع الجسر بين منطقتي حيس التابعة للحديدة والبرح التابعة لتعز. وسُمع دوي انفجارات عنيفة استمرت لساعات إثر قصف شنته مقاتلات التحالف ودمر مخازن أسلحة للانقلابيين، وسط تحذيرات صدرت للمواطنين بعدم الاقتراب من المنطقة.
وقال نائب المتحدث العسكري باسم محور تعز، العقيد عبد الباسط البحر لـ"الشرق الأوسط"، إن المعارك ما زالت مستمرة في جبهة المخا وطيران التحالف العربي يواصل غاراته على مواقع وتجمعات الانقلابيين ويحقق أهدافه بنجاح، وجار التوسع في الخط الرئيسي الحديدة - تعز، وتأمين النقطة التي نصبتها قوات الشرعية بالقرب من فقاصة سابحة، حيث تمكنت من قطع إمداد الانقلابيين والتعزيزات إلى معسكر خالد بن الوليد. ولفت إلى أن النقطة جرى تأمينها إثر السيطرة على التباب والمواقع المحيطة بها، مشيراً إلى أن السيطرة على معسكر خالد بن الوليد باتت وشيكة، وأن العائق الوحيد أمام ذلك هو الألغام الكثيفة التي زرعها الانقلابيون في محيط المعسكر. وأشار إلى أنه في ظل الهزائم التي تتلقاها، كثفت الميليشيات زرع الألغام، ليس في غرب خط الحديدة - تعز فقط وإنما أيضاً في مناطق واسعة من شرق خط الحديدة - تعز.
وجاءت هذه التطورات تزامنا مع تجدد الاشتباكات في قرية الصيار بجبهة الصلو الريفية، جنوب تعز، وسط تقدم قوات الجيش الوطني، وإحكام سيطرته على مواقع جديدة، إضافة إلى التقدم في منطقة الشقب بمديرية صبر. وحول سير الأحداث في جبهات صبر والصلو، قال العقيد البحر إن جبهات تعز شهدت انطلاق عملية عسكرية في الشقب بصبر، بالتزامن مع عملية عسكرية أخرى في الصلو، وتمكن اللواء 22 ميكا من السيطرة على منطقتي المشهوث والصالحين، وتطهير بقية جيوب الميليشيات في أطراف مديرية صبر الجنوبية، وسقوط قرية حبور المطلة على منطقة دمنة خدير في مسعى من الجيش الوطني الوصول إليها وإلى الخط الرابط بين تعز وعدن من الناحية الجنوبية الشرقية.
وأضاف أن مواجهات الصلو الريفية لا تزال مشتعلة، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني من استعادة السيطرة على قرية الصيار التي كانت خاضعة لسيطرة الحوثيين؛ وذلك بعد معارك عنيفة منذ صباح أمس، بينما تناثرت جثث الانقلابيين في الطرقات، حيث قتل منهم 8، وتم أسر 13 من الانقلابيين وفرار العشرات منهم، إضافة إلى قتيل وجريحين من الجيش الوطني. وأكد أن الميليشيات الانقلابية ردت على خسائرها في جبهات المخا والصلو وصبر بتكثيف القصف على قرى الصلو بصواريخ الكاتيوشا من مناطق تمركزها في دمنة خدير بتعز.
وفي جبهة البيضاء، أكدت مصادر ميدانية اندلاع مواجهات أمس بين قوات الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية في نوفان والزوب بمديرية القريشة، مشيرة إلى أن الانقلابيين قصفوا قرى ذي كالب القرة السكنية في المديرية دون أي خسائر بشرية. وفي المحافظة نفسها، توفي شخص يدعى مختار علي أحمد ياقوت الأحمدي كانت تحتجزه الميليشيات في سجونها بمديرية السوادية، وذلك بعد خمسة أيام من اختطافه في مدينة رداع، طبقاً لما ذكره موقع الجيش الوطني "سبتمبر نت". وقالت مصادر إن الأحمدي توفي جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له على يد عناصر الميليشيات في السجن.
وفي جبهة الجوف، شنت مقاتلات التحالف العربي غارة جوية استهدفت معسكر حام بمديرية المتون، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، إضافة إلى غارات أخرى على مواقع الميليشيات في جبال حام.
سياسيًا: أكد مسؤول يمني أن الحكومة مستعدة لجولة مشاورات جديدة برعاية الأمم المتحدة، على أساس مرجعيات السلام الثلاث، فيما أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي من الجزائر أن التحالف العربي كسر أطماع إيران في بلاده. وتلقى مبعوث المنظمة الدولية إسماعيل ولد الشيخ أحمد دعماً مصرياً لمبادرته في ما يتعلق بميناء الحديدة.
ورد المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، على تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي دعا الرياض إلى التعاون في اليمن وسورية. وقال لـ "الحياة" عبر الهاتف من نيويورك، إن هذه الدعوة غير سوية، وهي للتغطية على تدخلات طهران غير المشروعة.
وقال سفير اليمن لدى واشنطن أحمد عوض بن مبارك، خلال مشاركته في ندوة في معهد الشرق الأوسط، نظمها مركز الخليج للأبحاث: إن الحكومة شاركت بحسن نية وبكل مرونة في كل جولات مشاورات السلام، مروراً بجنيف وبيل وانتهاء بالكويت، ورحب بمبادرة ولد الشيخ، التي قدمها في إحاطته الأخيرة إلى مجلس الأمن. وجدد، حرص الحكومة على السلام، وبذلها كل الجهود للتوصل إلى حل سلمي للأزمة. وزاد أنها برهنت للمجتمع الدولي جديتها ورغبتها في تحقيق السلام على كل المستويات.
وفي الجزائر، أكد المخلافي أن التحالف العربي كسر أطماع إيران، وحال دون تحقيق نفوذها في اليمن، مثمناً موقفه الداعم والمساند للجيش الوطني والمقاومة الشعبية وتضحيات القوات السودانية، إذ أسهم ذلك الدعم في تحرير 80 في المئة من الأراضي اليمنية. ونوه، خلال لقائه رؤساء البعثات الديبلوماسية العربية المعتمدين لدى الجزائر، بالموقف العربي والدولي الموحد الداعم للشرعية، مشيراً إلى أن الشعب يرفض أن تحكمه ميليشيات تديرها من الخارج قوى إقليمية تسعى إلى التوسع واستهداف الأمن القومي العربي. وجدد موقف حكومته و انفتاحها على الاقتراحات التي تقدم بها ولد الشيخ، وتنص على تسليم ميناء ومحافظة الحديدة، وانسحاب الحوثيين منها، وإنشاء لجنة اقتصادية لتسلم الموارد، وتحويل مرتبات موظفي الدولة.
في نيويورك، أعلن ظريف أن الرئيس حسن روحاني قدم اقتراحاً فور اندلاع الأزمة في اليمن، خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ينص على وقف إطلاق النار. أضاف إن هذا الاقتراح من شأنه أن يشكل الحجر الأساس للتعاون مع السعودية، فنحن في غنى عن الحرب.
ورد المعلمي على تصريحات ظريف وقال لـ "الحياة"، إن تلك الدعوة غير سوية، مؤكداً أنها جاءت لتغطية تدخلات طهران غير المشروعة. وأضاف: كان الأحرى به دعوة بلاده إلى الكف عن التدخل في شؤون اليمن، وشؤون الدول العربية الأخرى.