ضحايا "داعش" في العراق

تم العثور على أكثر من 200 مقبرة جماعية في العراق، تحتوي على حوالي 12ألف جثة، منها جثث لنساء وأطفال ومعاقين، قتلوا خلال حكم تنظيم "داعش" الارهابي الذي استمر ثلاث سنوات، حسب تقرير مشترك أعدته بعثة الأمم المتحدة إلى العراق ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. ويجري محققو الأمم المتحدة تحقيقاً يشمل مئتين ومقبرتين تنتشر شمال العراق "كإرث لإرهاب داعش". وهذا الكم من عمليات القتل، يمكن أن يدفع الأمم المتحدة لاتهام قادة التنظيم الارهابي بأنهم مسؤولون عن عمليات إبادة جماعية.

يعود تاريخ هذه المقابر الى ما بين عامي 2014 و 2017 عندما كان تنظيم ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية" يحكم بعض أكبر المدن والبلدات في العراق، ومع اجتياح المسلحين للعراق وسورية ، قتل مسلحوه الآلاف وأسروا المئات من أفراد قوات الأمن العراقية والسورية بشكل جماعي، وطردوا أقليات دينية أو قتلوا العشرات من أبنائها، واستعبدوا نساء وفتيات من الطائفة الإيزيدية.

دمّر "داعش" منطقة سنجار، والتي كانت موطنًا لحوالي 400 ألف من الأيزيديين، في أغسطس/آب 2014، وقدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 5000 اعتقلوا وذبحوا، بينما تم أخذ 5000 آخرين كرقيق لاستغلالهم جنسيا.

تحتوي العديد من المقابر التي عثر عليها في محافظة صلاح الدين العراقية على رفات ضحايا مجزرة "كامب سبيتشر" عام 2014، عندما قتل المتشددون حوالي 1700 من قوات الأمن العراقية والطلاب العسكريين، وأسروا مسلحين معظمهم من المجندين الشيعة من قاعدة "سبايكر" العسكرية، بالقرب من مدينة تكريت الشمالية، ثم أعدموهم جماعيا، وقد دفنوا على عجل، وألقي بعضهم ببساطة في نهر دجلة.

وفي مواقع أخرى ، رمى المسلحون جثث ضحاياهم في الآبار أو المجاري بدلاً من حفر القبور، وقال المحققون إنه يمكن أن تكون هناك آلاف الجثث في مجاري "الخسفة" جنوب الموصل، وهي أكبر مدينة كانت تحت سيطرة "داعش".

ووفقا للأمم المتحدة، قامت السلطات العراقية بنبش رفات 1258 ضحية من 28 قبراً، وحثت السلطات على تحديد رفات جميع الضحايا في المقابر وتحقيق العدالة لعائلاتهم. وقالت إنه يجب الحفاظ على الجثث وإعادتها إلى العائلات، ولم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري من مديرية المقابر الجماعية العراقية ولجنة الشهداء.

وكان العراق أعلن انتصاره على "داعش" في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، لكن المسلحين ما زالوا يسيطرون على أراضٍ على الحدود في سورية، ويواصلون إعلان مسؤوليتهم عن عمليات الاختطاف والتفجيرات في أنحاء البلاد