رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي مع الأمير محمد بن سلمان

تحدثت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، بكلمات هادئة عن "حقوق الإنسان"، ولكنها لم تتخذ أي إجراء ضد المملكة العربية السعودية بشأن الحرب في اليمن، أو قتل الصحافي السعودي جمال جاشقجي، عندما إجتمعت مع الأمير محمد بن سلمان ، ولي عهد المملكة العربية السعودية ، في قمة "مجموعة العشرين" في "بوينس آيرس" الأسبوع الماضي.

ورفض جريمي كوربين زعيم "حزب العمال" البريطاني، القول بأن ماي كانت قوية وحاسمة مع الأمير السعودي خلال حديثها إلى أعضاء البرلمان بعد عودتهم من القمة في الأرجنتين. وقالت ماي إنها التقت مع ولي العهد السعودي الأمير محمد، لمناقشة كل من مقتل جمال خاشقجي وسبل إنهاء الصراع في اليمن ، بما في ذلك إحراز التقدم في المحادثات المقبلة في "ستوكهولم" عاصمة السويد.

وأضافت ماي: إن "علاقتنا مع المملكة العربية السعودية مهمة لبلدنا، لكن هذا لا يمنعنا من طرح بعض الآراء القوية حول الأمور التي تثير قلقاً بالغاً بالنسبة لنا"، بينما أكد كوربين إن "تعليقات ماي لا تعني شيئًا دون اتخاذ إجراء ملموس". وقال: "على الرغم من أهمية الاقتصاد ، إلا أن إيماننا بحقوق الإنسان العالمية والمبادئ الديمقراطية يجب ألا تكون خاضعة أبداً لأحد".

واعتبر زعيم "حزب العمال"، الأمير السعودي، " بأنة المهندس التنفيذي للحرب في اليمن" وشخص "يعتقد أنه أمر بقتل جمال خاشقجي". وقال كوربين إن "ماي قامت فقط بهز رأسها ، وطلبت من ولي العهد بشكل لطيف التحقيق في جريمة القتل، وعدم استخدام الأسلحة التي باعتها المملكة المتحدة للمملكة العربية السعودية في الحرب في اليمن" .

وأضاف كوربين مستشهداً بألمانيا والنرويج باعتبارهما دولتين توقفتا عن بيع الأسلحة للسعودية بينما لم تفعل بريطانيا ذلك، "يجب على القادة ألا يكتفوا بكلمات دافئة ضد الفظائع التي ترتكب في مجال حقوق الإنسان بل أن يدعموا أقوالهم بالأفعال" .

وأكد أيضا أنه بعد 10 سنوات من الانهيار المالي في عام 2008 ، كان قادة "مجموعة العشرين" بطيئين للغاية في رفض النموذج الاقتصادي "النيوليبرالي" الفاشل الذي تسبب في الأزمة".

وفي بيانها الافتتاحي ، قالت ماي إن المملكة المتحدة قد بدأت المناقشات بشأن الصفقات التجارية المستقبلية مع أستراليا واليابان والأرجنتين وشيلي وكندا في قمة مجموعة العشرين. وقالت: "جئت برسالة واضحة مفادها أن بريطانيا مفتوحة للعمل، وأننا نتطلع إلى اتفاقيات تجارية مستقبلية، إذ إننا عندما نترك الاتحاد الأوروبي ، يمكننا أن نقوم بصفقات تجارية طموحة".

وأضافت: و"للمرة الأولى منذ أكثر من 40 عاماً ، سيكون لدينا سياسة تجارية مستقلة ، وسنظل داعمين ومتحمسين للفوائد التي يمكن أن تحققها الاقتصادات المفتوحة والأسواق الحرة".

يذكر أن رئيسة الوزراء البريطانية التقت مع قادة العالم وكان من بينهم رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو ، ورئيس الوزراء الأسترالي ، سكوت موريسون ، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ، وجميعهم أعربوا عن بعض الشكوك حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.