أسامة بن لادن

كشفت وكالة الاستخبارات الأميركية "CIA"، أنَّ زعيم تنظيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن كان يعتقد بشكل كبير أن إسقاط نظام معمر القذافي في ليبيا "سيفتح الباب أمام لجهاديين،" وفقًا لوثيقة كانت بحوزة ابنته كشفت عنها وكالة الاستخبارات الأميركية مؤخرًا. وتقدم الوثيقة لمحة عن كيفية نظر قائد "القاعدة" إلى العالم من حوله، وتكشف عن اهتمامه العميق بثورات "الربيع العربي" التي بدأت في الأشهر التي سبقت مقتله في غارة أميركية.
تقول إبنة بن لادن في مذكراتها إنه يعتقد أن الانتفاضة "فتحت الباب أمام الجهاديين". وهذا هو السبب في أن القذافي وابنه يقولان إن المتطرفين سيأتون من البحر، والذي سيكون منطقة عمل لتنظيم "القاعدة"، وستكون ليبيا صومال البحر المتوسط ". ويبدو أن بن لادن كان مترددًا في إصدار بيان دعم للإسلاميين في ليبيا خوفًا من انه إذا تمت الإطاحة بالقذافي فإن الولايات المتحدة الأميركية ستحاول توسيع انتشارها هناك. ومنذ إسقاط القذافي في الحرب الأهلية الليبية عام 2011، ظلت ليبيا غير مستقرة مع الفصائل المتناحرة التي تقاتل من أجل السيطرة وسط هجمات إرهابية مشتركة.
وتشمل مفكرة ابنة بن لادن التي تضم 228 صفحة، المناقشات والأفكار والتأملات التي يتشاركها بن لادن مع عائلته حول كيفية استغلال الانتفاضات، وماهية التغيرات السريعة التي تطرأ في العالم العربي، ومتى يجب أن يتحرك تنظيم "القاعدة". ونقل عن بن لادن قوله لعائلته في الوثيقة "إن هذه الفوضى وانعدام القيادة في الثورات هي أفضل بيئة لنشر أفكار ومعتقدات القاعدة". وتؤكد زوجة بن لادن، التي يُشار إليها باسم "أم حمزة"، أنَّ الشريط الذي نُشِرَ قبل سبع سنوات والذي يصف حكام المنطقة بغير صالحين، قد يكون إحدى القوى الرئيسية وراء احتجاجات "الربيع العربي" التي تتجول في المنطقة.
وقد تحققت وكالة "أسوشييتد برس" من نسخة من المفكرة التي نشرتها مجلة "Long War" على موقعها على شبكة "الإنترنت". وكانت وكالة الاستخبارات المركزية قد أفرجت عن هذه الوثائق يوم الأربعاء الماضي كجزء من مجموعة من المواد التي تم الحصول عليها خلال غارة مايو / أيار 2011 التي أسفرت عن مقتل بن لادن. وقد حجبت وكالة الاستخبارات المركزية الملفات قائلة إنها" غير متوفرة مؤقتا لحين حل قضية فنية".
ويبدو أن المفكرة تغطي المحادثات بين بن لادن وبناته، مريم وسوميا، وزوجته وأبنائه، خالد وحمزة، والذي سيصبح الأخير خلفية محتملا لقيادة المجموعة التي أسسها والده. وجاءت هذه المفكرة تحت عنوان "يوميات خاصة لأبو عبد الله: وجهة نظر الشيخ أبو عبد الله -جلسة مع العائلة" والتي تشير إلى بن لادن باسمه التقليدي العربي. وجرت المحادثات بين فبراير/ شباط وأبريل / نيسان 2011، بكتاباتٍ يومية مؤرخة وفقا للتقويم الإسلامي.
وخلال تلك الفترة، أطاحت الانتفاضات بأنظمتها التي حكمت لفترة طويلة، وبدأت الاحتجاجات في تونس ومصر وليبيا واليمن، وسورية. وكان الشرق الأوسط على أعتاب التغيير الذي لا يمكن وقفه في ظل الفوضى والاضطراب. ففي ليبيا، انتهت الانتفاضة بوفاة معمر القذافي بعد أشهر من مقتل بن لادن. وفي اليمن، قد يكتسب تنظيم "القاعدة" موطئ قدم أكبر ويظل نشطًا وسط فوضى الحرب والمجاعة.
وفي البحرين، قد يشن النظام الملكي الذي يقوده "السُّنة" حملة ضد الأغلبية الشيعية في البلاد. وفي سورية، فإن رد فعل الحكومة القاسي لاحتجاجات تلاميذ المدارس في أوائل عام 2011 من شأنها أن يُثير احتجاجات جماهيرية وتشعل حربا وأزمة لاجئين واسعة النطاق تستمر حتى اليوم. وتشير الانعكاسات، التي كُتبت في بعض الأحيان بالحبر الأزرق وغيرها باللون الأحمر، مرارا وتكرارا إلى تقارير إعلامية عما يحدث في المنطقة.
وفي وقت ما، انتقد الجميع بث قناة "الجزيرة" للصور البشعة من احتجاج قاتل في اليمن، قائلًا إنه كان ينبغي إعطاء تحذير لحماية الأطفال من مشاهدتهم. ومع ذلك، فإن القناة المدعومة من قطر تدعو أيضا إلى "العمل على إسقاط الأنظمة" و "حمل راية الثورات". ويبدى بن لادن قلقه من سرعة بعض ثورات المنطقة، معربا عن اعتقاده بأن اتباع نهج تدريجي سيساعد على تجنب رد فعل ثورة مضادة حيث تسعى شخصيات النظام إلى السيطرة على السلطة بأي ثمن. ونقلت الصحيفة عن بن لادن قوله "أنا مستاء من توقيت الثورات".