موسكو ـ ريتا مهنا
أعلن "الكرملين" أن روسيا "تبقى منفتحة" إزاء عقد قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي دونالد ترامب، في حين أكد أنه سيرُد "في الوقت المناسب" على طرد دول غربية ديبلوماسية بعد اتهامات لموسكو بمحاولة تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا بغاز للأعصاب في مدينة سالزبوري البريطانية في 4 الشهر الجاري. في الوقت نفسه، رفضت تركيا طرد ديبلوماسيين روس لـ"مجرد تحرك دول بناء على مزاعم".
وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن عقد قمة بين بوتين وترامب، تطرق اليها الرئيسان خلال اتصال هاتفي الأسبوع الماضي، "رهنٌ بالجانب الأميركي، لكن الجانب الروسي يبقى منفتحًا" على ذلك، بعدما أمر ترامب بطرد 60 ديبلوماسيًا روسيًا في إطار ملف الجاسوس. وأضاف أنه "لا يعلم هل الجانب الأميركي مستعد لتنفيذ ما قاله ترامب". وأمل بأن تبحث الدول التي طردت الديبلوماسيين في المعلومات التي أعلنت بريطانيا أنها تدل على تورط موسكو بحادث التسميم. وردًا على سؤال عن تأثر موسكو بعمليات الطرد هذه، أجاب: "20 أو 30 دولة هي فقط قسم من المجموعة الدولية".
وأما وزارة الخارجية الروسية، فطالبت سلطات لندن بـ "إثبات عدم تسميم عملاء بريطانيين الجاسوس المزدوج، وإلا سنعتبر الواقعة اعتداء على حياة مواطنينا عبر تحريض سياسي كبير". وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده، العضو في الحلف الأطلسي، "لن تطرد ديبلوماسيين روسًا لمجرد تحرك دول بناء على مزاعم، إذ ليس واردًا إطلاقاً أن نتدخل ضدهم". وكانت تركيا التي تملك ثاني أكبر عدد قوات في "الحلف الأطلسي"، التزمت الصمت نسبيًا من قضية سكريبال، علماً أن وزارة خارجيتها نددت الإثنين بالهجوم، لكن من دون أن تذكر موسكو. وقال الناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداق إن "أنقرة لا تعتزم اتخاذ أي قرار ضد موسكو".
ويقيم أردوغان علاقات ودية مع نظيره الروسي، في وقت تدهورت علاقات بلاده مع غالبية دول الغرب منذ عام ونصف العام. ويتوقع أن يزور بوتين، مع نظيره الإيراني حسن روحاني، تركيا مطلع نيسان (إبريل) المقبل، للمشاركة في قمة مخصصة لسورية، وهو ملف شهد تعزيزاً للعلاقات بين أنقرة وموسكو أخيراً. وفي لندن، كشفت السلطات أنها زوّدت حلفاءها معلومات استخبارية "سرية جداً" عن غاز الأعصاب الذي استُخدم في الهجوم، في إجراء لم يحصل إلا ضمن مجموعة "العيون الخمس" التي تضمها إلى الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وكندا.
وأوضح مصدر في وزارة الخارجية أن المعلومات "مبنية على أساس تقارير خبراء عسكريين في قاعدة بورتون داون، مرفقة بشرح لكيفية وصول مادة السم إلى المملكة المتحدة، ما أدى إلى موافقة 23 دولة على طرد الديبلوماسيين الروس". وأشار إلى أن زعيم المعارضة البريطانية جيريمي كوربين ومجلس الأمن الوطني ومسؤولين في الخارجية اطلعوا على المعلومات.
وحذّر قائد سلاح الجو البريطاني السير ستيفان هيليير من أن روسيا التي "استخدمت سلاح غاز الأعصاب في سالزبوري، قد تخرق القوانين الدولية وتستخدم هجمات سيبيرية لتعطيل رادارات وأنظمة إلكترونية مدنية وعسكرية، لذا يجب أن نستعد للمواجهة في الفضاء". وأضاف: "نشرت الحكومة خطة للتصدي للحرب الروسية الحديثة، مثل الإعلام والفضاء، إضافة إلى ساحات الحرب التقليدية".
وفيما اتهمت واشنطن موسكو بمحاولة شق "شمال الأطلسي"، قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن "نفي بوتين مسؤولية تسميم سكريبال لا يمكن أخذه بجدية، إذ يذكّر بسلوك روسيا عندما اجتاحت شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا عام 2014 وضمتها إلى أراضيها، مستخدمة مسلّحين يرتدون بزات عسكرية لا شارات عليها".